الاثنين، 9 مارس 2015

هل الشر دليل عدم وجود الله ؟!



يوجد شر فى العالم = اذن الله غير موجود
مبدأ الحادى قائم على تناقض لأنه معنى ادراك الانسان للشر فهذا أنه يوجد خير وانتزع منه الانسان وجود الشر ....

فما معنى مقولة ((أن البراكين شر )) أو ((القتل شر)) ؟!
فالبركان هو حادث نتيجة ارتفاع درجة حرارة فى باطن الأرض يؤدى لانفجاره ..
وليس له دخل (حسب المفهوم المادى ) بأن هذا شر أو خير ...!!

وما معنى أن القتل شر ؟!
القتل حسب المفهوم المادى هو انهاء حياة انسان (مثلا أو غيره) بأى وسيلة كانت ... فليس له دخل بالشر أو الخير هنا لانه ليس تفسيرا ماديا ..
لذلك فان الملاحدة يناقضون أنفسهم ..كيف تنتقد وجود الشر وتأخذه دليل على عدم وجود اله وفى نفس الوقت الشر أصلا غير موجود(حسب العالم المادى الذى تؤمن به أنت )؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تنتقد وجود شئ هو غير موجود .....هل هذا منطق عقلانى ؟!!
لذلك فان وجود الشر ليس له تفسير الا بوجود اله يفسره ويوضحه ...
فالالحاد فلسفته مادية عدمية تجعل الوجود بلا قيمة وان كانت هناك قيمة فهى تكمن فى حياة سعيدة ورفاهية فقط ..

ومن المنظور الدينى
الله عزوجل لم يأمر بالشر انمايسمح به لأسباب:_
1- لأنه عزوجل خلقنا مخيرين قال تعالى (( وهديناه النجدين)) البلد 10
والنجدين هما طريق الخير وطريق الشر ولك الاختيار .. فكيف نكون مخيرين اذا لم يكن هناك خير وشر؟!
لذلك معنى وجود الشر دليل أن الانسان مخير اذ لو كان العالم خير فقط كان الانسان مجبور ومسير على فعله وليس مخير ...

2--يظن البعض ان ابتلاء شخص هو قسوة الاهية فهذه نظرة ناقصة وكأنك تحكم على أم أو أب يمنع طفله من شئ سئ يضره أنه قاسي ولكن فى الحقيقة هو أمر فى مصلحة الطفل وهكذا حالنا نحن فالله عزوجل عليم حكيم ...
قال الله تعالى ((﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾
وجعل الله الصبر على البلاء والمحن هو سبيل من سبل الجنة بل و بدون حساب قال تعالى ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)))

فالمؤمن هو من يُبتلى ويصبر .. 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له » صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 3960

فان الشر هنا للتمحيص والاختبار يقو الله تعالى ((أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين))

والملحد يصيبه أيضا البلاء ولا يستطيع منعه ولا يصبر ... ثم يأتى فى النهاية ليأخذ عقاب أخروى ...ما أسوأ مصير الملحد !!

3-- الشر الذى يسمح الله بحدوثه هو سبب فى خير أكبر لنا أو سببا فى منع شر أسوأ ...
فــ شئ مثل البراكين يعتقد البعض أنها شر محض ولكن هذا خطأ فهى شر نسبى بمعنى له جانب خير وعلى سبيل المثال ((اانفجار بركان مونت كيلو Mont Kilaw سنة1960 قد أضاف مساحة جديدة لجزيرة هاواى تقدر بحوالى5 , 1 كم مربع غير ان البركان يخرج معه خيرات ما فى الأرض من معادن وغيره كثير....))

لذلك الشر نسبى وله جانب خير وهناك مالا نعلمه الكثير ...

4— من أسباب الشر والبلاء هو العقاب الالهى أحيانا لمن يتحدى الله فى الأرض ويظن أن يعجز الله فى شئ قال تعالى (("أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ" (النحل:45، 46).

5— الشر كالأمراض أيضا نسبية فكما أنها مؤلمة للمريض فانها أيضا وسيلة لرفع درجاته وغفران الله له ان صبر ...
يقول - صلى الله عليه وسلم - : " ما يصيب المؤمن من وَصب ، ولا نصب ، ولا سقَم ، ولا حزن حتى الهمّ يهمه ، إلا كفر الله به من سيئاته "
قال عليه الصلاة والسلام : " إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلة لم يبلغها بعمله ، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صبّره على ذلك ، حتى يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى "

6—تمام العبودية لله فعند وقوع الشر للانسان المؤمن فهو يصبر ويحمد الله فى السراء والضراء ((والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ))

7— عدم معرفتنا بالصورة كاملة يجعلنا نصدر حكما ناقصا فـ اذا علم الانسان مع وقوع شر له أن هذا الشر أو البلاء لا يأتى هفوة بسيطة من نار الاخرة لعلم ان ما يحدث له هو لا شئ ..بل بالعكس ما يحدث له يجعله فى الاخرة بعيدا عن العذاب ...
قال - صلى الله عليه وسلم - : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم : هل رأيت خيراً قط ؟ هل مرّ بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب . ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مرّ بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط " - الصبغة أي يغمس غمسة ..
قال عليه الصلاة والسلام : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " حسنه الألباني في صحيح الترمذي
وحكم الله كثيرة ندرك بعضها ولكننا لا نحصيها كاملة ...وعلى اى حال فالدنيا دار اختبار للانسان ...فالكل مبتلى سواء مؤمن أو ملحد ..

8-- وقوع البلاء ممكن ان يكون سببا فى رجوع الناس لفطرتهم والطريق الصحيح .. فعندما يُصاب الانسان ببلاء ربما يكن الأمر تذكيرا له لرجوعه لربه ..
وعلى أى حال فالشر يكون بما كسبت أيدينا قال سبحانه ((" ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " (الروم:41).

فمثلا لا يأتى انسان مصاب بمرض وراثى يتزوج وينجب أطفال مشوهين أو مصابين بمرض ما خطير أو لا ثم يقول هذا بفعل الله ... كيف ؟!

لا يأتى انسان يدمن الكحول والمخدرات فيصاب بمرض خطير ثم يقول الله هو من فعل ...!!

وفى الأخير :_ 
الشر الذى يسمح الله بحدوثه هو سبب فى خير أكبر لنا أو سببا فى منع شر أسوأ ...

أما لماذا سمح الله الشر من البداية ؟!

الله عزوجل له الكمال المطلق وخلقه للخير فقط سيشير الى نقص قدرته((تعالى الله علوا كبيرا)) ولكن له الكمال فهذا يقتضى خلقه الخير ويقابله الشر ...
فالله لم يأمر بهذا وهكذا فالشر هو بيد الانسان>>>>>


الفيديو يوضح أكثر


****************
وما توفيقى الا بالله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق