الاثنين، 26 أكتوبر 2015

الرسول يضطجع مع ميتة فى القبر ؟!



فى
(حديث مرفوع) (حديث موقوف) قَالَ : وَحَدَّثَنَا قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو الشَّيْخِ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، نا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ، نا سَعْدَانُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا مَاتَتْ أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ فَأَلْبَسَهُ إِيَّاهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا ، فَلَمَّا سَوَّى عَلَيْهِ التُّرَابُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَصْنَعْهُ بِأَحَدٍ . قَالَ : ” إِنِّي أَلْبَسْتُهَا قَمِيصِي لِتَلْبَسَ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا لِيُخَفِّفَ عَنْهَا مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ ” . .






فيدٌعى الجاهلون من الملاحدة والنصارى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قد ضاجع فاطمة أم على فى القبر حين موتها ...
ولا أعرف صراحة هل عندهم عقول ناضجة فعلا ، أم شبهاتهم هذه نتاج غياب العقول ؟!


أعتقد هذا نتاج غياب العقول وجهل مركب 

1- هل يعقل أحد أن الرسول ضاجع السيدة فاطمة أم على بن أبى طالب فى القبر هكذا دون إعتراض مثلا أحد من الموجودين ((حاشا رسول الله )) ((قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَصْنَعْهُ بِأَحَدٍ . قَالَ : ” إِنِّي أَلْبَسْتُهَا قَمِيصِي لِتَلْبَسَ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا لِيُخَفِّفَ عَنْهَا مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ ))هل يعقل؟!


2- الجهل المركب عند الملاحدة والنصارى جعلهم لا يعرفون الفرق بين ((ضاجع )) و ((اضطجع)) 



فمعنى إضطجع أى وضع جنبه على الأرض ، هذا يختلف تماما عن ضاجع ولكن الجهل المركب جعل الملاحدة يأخذون الكلمة على المعنى الذى يحبونه ويوافق غياب العقل عندهم ...

لكن من يستعير هذه الشبهة فهو يأخذها من الشاذ النصرانى زكريا بطرس فيقول أنها من مراجع مثل 

كنز العمال
فلنرى ماذا فى كنز العمال جـ13 صـ 274




إذن لا توجد كما يدٌعى أتباع الشاذ زكريا 


إنما هى فى الجزء 13 صـ 635،636 ، وهذا المؤلف (المتقى الهندى )بينه بين النبى أكثر من 900 عام يعنى هذا ليس مرجع ، فهذا الكتاب ليس من الذى يذكر بإسناد ـ 

أى أنه كتاب يختصر الأسانيد وهذا لا نأخذ به ،فى صحيح مسلم ص9 يقول عبدالله بن مبارك : الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما يشاء ..


أيضا : وقال محمدبن عبدالله / حدثنى العباس بن أبى رزمة قال : سمعت عبدالله يقول : بيننا وبين القوم القوائم .يعنى الإسناد ..   لكن على أى حال دعنا نرى
فماذا يقول ؟!




وكل الروايات تدل على أن السيدة فاطمة بنت أسد اما للنبى بعد السيدة آمنة بنت وهب ولكن العقل المريض المغيب ينظر بطريقة ....


فلما سُوى عليه التراب ((هكذا يقول المرضى من الملاحدة والنصارى))
فنرى فى كنز العمال (المرجع الذى استشهدوا منه )) تكذيب وتفنيد لهذا القول 

فنرى الرواية تقول 


- فلما سوٌى عليها التراب ، يعنى سوى النبى على السيدة فاطمة التراب ..


وليس كما يقولون (سٌوى عليه التراب) بعد ما رأوه يفعل هذا الفعل (وحاشاه) ..


هذه الكلمات لا تخرج الا من عقل مغيب مريض وإنسان نجس لا يفكر الا فى النجاسة ...


نقطة أخرى :

إمرأة كبيرة فى السن ويعتبرها أمه كأمه التى ولدته ، هل يُعقل أن يريد بها أحد الجنس ؟!

ألم يكن للنبى زوجات ؟!!

والله تفكير مريض نجس من الملاحدة والنصارى .

وفى كتاب الحجة فى بيان المحجة ج1 ص451
يقول : 



لكن هذا السند فيه مجهول وهو ((سعدان بن الوليد))
 ففى كتاب علوم الحديث صـ111



يقول : المجهول العدالة من حيث الظاهر والباطن جميعا : وروايته غير مقبولة عند الجماهير على ما نبهنا عليه أولا..


وفى كتاب لأحمد شاكر رحمه الله اسمه الباعث الحثيث فى شرح علوم الحديث ص290يقول :


مجهول العدالة ظاهرا وباطنا لا تقبل روايته عند الجماهير..


وأيضا : فاما المبهم الذى لم يسم ـ أو من سُمى ولا تعرف عينه ، فهذا ((ممن لا يقبل روايته أحد علمناه )),,, كـ سعدان بن الوليد هذا ....


ويتضح أكثر فى كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للإمام الألبانى رحمه الله يقول عن حديث فيه سعدان بين الوليد ص64 ج5 يقول /
قلت: وهذا اسناد ضعيف
سعدان بن الوليد ؛ لم أجد من ترجمه 


كما فى كتاب (إرواء الغليل فى تخريج أحاديث منار السبيل ) للألبانى ج6ص332 يقول /
نعم لم يتفرد به ، فقد رواه سعدان بن الوليد عن عطاء عن ابن عباس ,,,لكن سعدان هذا لم أعرفه والله أعلم .


فروايات بها سعدان بن الوليد فهى ضعيفة ، وبهذا قال الكثير من علماء الحديث ...


كما ما جاء فى رواية فى كتاب المعجم الأوسط فإن بها ايضا سعدان بن الوليد 

كذلك الرواية التى جاءت فى كتاب المستدرك على الصحيحين  ج3 ص124 فإنها مليئة بالكاذبين وممن لا يؤخذ منهم وهذا قاله محقق الكتاب نفسه فقال 


وفى كتاب الضعفاء الصغير للبخارى يقول فى صـ180
215- زبير بن سعيد : ضعيف 

وفى كتاب ميزان الإعتدال ج4 ص305
يقول عن عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة
قال أبوحاتم :كان يكذب فضربت على حديثه 


معلومةلماذا يتمسك البعض بأبى الفرج الأصفهانى ؟!!!


فى كتاب ميزان الاعتدال فى نقد الرجال للذهبى ج5 ص151يقول

على بن الحسين أبوالفرج الأصفهانى الأموى صاحب كتاب الاغانى هو شيعى 

وقال الخطيب : حدثنى أبوعبدالله الحسين بن محمد بن طباطبا العلوى ، سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين بن النوبختى كان يقول : كان أبو الفرج الأصبهانة أكذب الناس ، وكان يشترى شيئا كثيرا من الصحف ، ثم تكون رواياته كلها منه


وفى كتاب معجم الأدباء الحموى ص1709


 وفى كتاب المتنظم فى تاريخ الملوك والأمم ص185 عن الأصفهانى

يقول





أخيرا فى سلسة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألبانى ج1ص79
قال عن هذه الرواية فى الأصل بأنها (ضعيفة )


كما فى كتاب سير أعلام النبلاء للذهبى ج2ص118
قال عن الرواية اصلا ((هذا غريب))..


 


لنرى الآن من كانت السيدة فاطمة بالنسبة للرسول فعلا 





 إذن ما قيل هو ناتج جهل مركب من الملاحدة والنصارى فقط ، إنما السيدة فاطمة كانت أما للنبى (صلى الله عليه وسلم)، ولكن التدليس فى دماء الملاحدة والنصارى كى يأتوا بالكتب ويقطعون الكلام كى يصلوا لغرض دنئ حقير ، وهذا غرض من لاعقل له ، فلماذا لا يتكلم الملاحدة بالعقل والعلم دون تدليس ؟! لأنهم سيعرفون أنهم على باطل ..
ولماذا يخاف النصارى أيضا ويلجأون للتدليس ؟!! لأنهم يعرفون ، بل والتأكيد عندهم أنهم على باطل ، لذلك يلجأون للكب والإفتراء والتدليس لنشر دينهم ....






الوحى يأتى سيدنا محمد وهو فى ثوب السيدة عائشة



يزعم الملاحدة والنصارى أن الوحى كان يأتى سيدنا محمد (صلى الله علسه وسلم ))  وهو فى ثوب السيدة عائشة ((رضى الله عنها ))...!!!!

 فيقولون أن كما فى صحيح البخارى جـ2 صـ911

ان الوحى لم يأتنى وانا فى ثوب امرأة إلا وانا فى ثوب عائشة !!!


***
هؤلاء المدلسون يتبعون كلام الخبيث الشاذ زكريا بطرس النصرانى الكذاب ...

والصحيح كما فى مسند الامام أحمد فيقول 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :_
(( يا أم سلمة لا تُؤذينى فى عائشة فإنه والله ما تزل الوحى علىٌ وأنا فى بيت امرأة من نسائى غير عائشة )) 


أما الرواية المذكورة فى صحيح البخارى ففيها كلمة ((ثوب )) وتعنى ((بيت )) أى أن الوحى كان ينزل على الرسول فى بيت السيدة عائشة ..


كذلك روى الحديث فى صحيح الحافظ بن حبان جـ16 صـ43
بعنوان ((ذكر البيان بأن الوحى لم يكن ينزل على المصطفى وهو فى بيت واحدة من نسائه خلا عائشة )) 

هذا العنوان يكفى لتوضيح ان هذه ليست شبهة ، بل جهل من القائل بها .

فيقول فى صــ44 (( ....... كل ذلك ويسكت رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ ، ثم قال " يا أم سلمة لاتؤذينى فى عائشة فإنى والله ما نزل الوحى علىٌ وأنا فى بيت امرأة من نسائى غير عائشة " ، قالت : فقلت أعوذ بالله أن أسوءك فى عائشة))

حديث صحيح 


وفى كتاب (( التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان )) للشيخ الألبانى

مجلد 10 صـ196
يذكر هذا الحديث ويبين أن الحديث صحيح ...

العرب قديما يعبرون عن البيت بــ ((الثوب)) ، وهو مشهور فى لغة العرب 

كما فى لسان العرب صــ3986
فيقال فيه ((دار لبيس : على التشبيه بالثوب الملبوس ))

قال الشاعر
دار لليلى خلق لبيس    ليس بها من أهلها أنيس 


فكان طبيعى من الرسول (صلى الله عليه وسلم ) أن يذكر الدار أو البيت بكلمة (الثوب ) كما فى صحيح البخارى ..


ثم نرى فى القرأن الكريم وقد أنزله الله عزوجل على لغة العرب ولسانهم فيقول سبحانه فى سورة الفرقان اية 47

((وهو الذى جعل لكم الليل "لباسا "لنوم سباتا وجعل النهار نشورا))


وفى تفسير الطبرى فى (جامع البيان عن تأويل آى القرأن ) جـ17 ص465/466يقول : 


جعل لكم الليل لباسا : أى صار لهم سِترا يستترون به ، كما يستترون بالثيااااب التى يلبسونها ....


فى مرجع هام جدا وهو (العباب الزاخر ) لرضى الدين الصغانى الذى كان اليه المنتهى فى معرفة لسان العرب 

يقول فى موسوعته عن الاية :

أى يستر الناس بظلمته ، وكل شئ ستره شئ فهو لباس 


إذن كل شئ ستره شئ فهو لباس ، ألم يكن البيت ستر للناس ؟!!
بالطبع ستر ، فهو لباس أو ثياب يستر الناس ..


وفى كتاب ((تأويل مشكل القرأن )) لابن كتيبة ص144/145 فيقول عن لسان العرب فى التعبير عن البيت أو الدار بالثوب  : وقد يكنون باللباس والثوب عما ستر ووقى ، لأن اللباس والثوب واقيان ساتران ...


فيقول الشاعر
كثوب ابن بيض وقاهم به     فسد على السالكين السبيلا


إذن ياجهلة حينما تتكلمون لابد أن تعرفوا أولا المعانى واللغة العربية ، ولا تتكلموا بجهل وخبث وضلال وتظنون أنفسكم علامة فى اللغة وأنتم مجرد نقلة للكذب والتدليس...




هل يحلل الإسلام إتيان المرأة فى دبرها؟!



فى مسند أبى يعلى ج5ص121





حدثنا عبد بن حميد أخبرنا الحسن بن موسى أخبرنا يعقوب بن عبدالله الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ( جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هلكت ، قال : وما أهلكك ؟ قال : حولت رحلي الليلة ، قال : فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ، قال فأنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة  . .



فالملاحدة يحذفون الكلام الأخير وهو ((أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة )) ، ثم يهللون بأن الإسلام يحلل إتيان المرأة من دبرها ، رغم أن الكلام واضح جدا ، وهو الإبتعاد عن المرأة فى دبرها وحيضها ،يعنى شرطان إذن وهما 

1- الإبتعاد عن الدبر 

2- الإبتعاد وقت الحيض 

 أما الجماع فكما يشاء الرجل مُدبر أو مقبل لكن فى صمام واحد ، أى فى مكان واحد وهو القُبل (موضع النطفة أى موضع الولد ) .


للتوضيح أكثر :_

عن عبدالله بن عمر قال أن رجلا أتى امرأته فى دبرها فى عهد رسول الله فوجد من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله تعالى  (نساؤكم حرث لكم أنى شئتم)
فى دبرها (خطأ ) والصحيح (من دبرها)..

 فى كتاب عون المعبود شرح سنن أبى داود 

يوضح الأتى :_
فإن قيل: فما تصنعون بما رواه النسائى من حديث سليمان بن بلال عن زيد عن عبد الله بن عمر : أن رجلا أتى امرأته فى دبرها فى عهد رسول الله فوجد من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله تعالى  (نساؤكم حرث لكم أنى شئتم)؟ قيل هذا غلط بلاشك ، غلط فيه سليمان ابن بلال ، أو ابن أبى أويس راويه عنه ، وانقلبت عليه لفظة "من " بلفظة " فى " ، وإنما هو "أتى امرأة من دبرها ، ولعل هذه هى قصة عمر بن الخطاب بعينها ، لما حول رحله ، ووجد من ذلك وجدا شديدا ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم (هلكت) ، وقد تقدمت ، أو يكون بعض الرواة ظن أن ذلك هو الوطء فى الدبر  فرواه بالمعنى الذى ظنه ، مع أن هشام بن سعد قد خالف سليمان فى هذا فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلا...

ثم يقول ابن القيم :_ والذى يبين هذا ويزيده وضوحا أن الغلط قد عرض مثله لبعض الصحابة حين أتاه النبى صلى الله عليه وسلم بجواز الوطء فى قبلها من دبرها ، حتى يبين له صلى الله عليه وسلم ذلك بيانا شافيا ، قال الشافعى : أخبرنى عمى قال أخبرنى عبدالله بن على بن السائب عن عمروك بن أحيحة بن الجلاح ، أو عن عمرو بن فلان بن أحيحة قال الشافعى : أنا شككت _ عن خزيمة بن ثابت " أن رجلا سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء فى أدبارهن ، أو إتيان الرجل امرأته فى دبرها فقال النبى صلى الله عليه وسلم : حلال .

فلما ولى الرجال دعاه ، أو امر به فدعى فقال : كيف قلت ؟ فى أى الخربتين ، أو فى أى الخرزتين ، أو فى أى الخصفتين؟أمن دبرها فى قبلها ؟ فنعم ، أما من دبرها فى دبرها ؟ فلا ، إن الله لا يستحى من الحق ، لا تأتوا النساء فى أدبارهن". قال الشافعى : عمى ثقة وعبدالله بن على ثقة ......


وفى  تفسير القرطبى ج4 ص10
يقول : وما استدل به المخالف من أن قوله عزوجل (أنى شئتم) شامل للمسالك بخكم عمومها فلا حجة فيها ، إذ هى مخصصة بما ذكرناه ، وبأحاديث صحيحة حسان وشهيرة رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر صحابيا بمتون مختلفة كلها متواردة على تحريم وطء النساء فى الأدبار ، ذكرها أحمد بن حنبل فى مسنده ، وأبو داود والنسائى والترمذى وغيرهم ، وقد جمعها ابن الجوزى بطرقها فى جزء سماه التحريم المحل المكروه )، ولشيخنا أبى العباس أيضا فى ذلك جزء سماه " إظهار إدبار من أجاز الوطء فى الأدبار ".

قلت (أى القرطبى) : وهذا هو الحق المتبع والصحيح فى المسألة ، ولا ينبغى لمؤمن بالله واليوم الأخر أن يعرج فى هذه النازلة على زلة عالم بعد أن تصح عنه ، وقد حُذرنا من زلة العالم . وقد روى عن ابن عمر خلاف ذلك ، وتكفير من فعله ، وهذا هو اللائق به رضى الله عنه ، وكذلك كذٌب نافع من أخبر عنه بذلك كما ذكر النسائى وقد تقدم ، وأنكر ذلك مالك واستعظمه ، وكذٌب من نسب ذلك إليه .



وهذه أحاديث صحيحة
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 
قَالَ : ( مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ) رواه أبو داود (3904) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

2- وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ ) رواه الترمذي (1165) وصححه ابن دقيق العيد في "الإلمام" (2/660) ، والألباني في صحيح الترمذي .

3- وعَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ ) رواه ابن ماجه (1924) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .

والأحاديث في ذلك كثيرة ، حتى قال الطحاوي رحمه الله في "شرح معاني الآثار" (3/43) : "جاءت الآثار متواترة بذلك " انتهى .

يتوهم بعض الناس جواز إتيان المرأة في دبرها ، ويفهمون من قول الله تعالى : ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) البقرة/223 ، أن الله سبحانه أباح في هذه الآية كل شيء ، حتى الوطء في الدبر ، وقد يتأكد هذا الوهم عندهم إذا قرؤوا الحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه – ولعله الحديث الذي قصده السائل - والذي فيه : عن جابر رضي الله عنه قال : كَانَتِ اليَهُودُ تَقُولُ : إِذَا جَامَعَهَا مِن وَرَائِهَا جَاءَ الوَلَدُ أَحْوَل فنزلت ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) .


وهذا فهم خاطئ للآية ، فإن قوله تعالى : ( فأتوا حرثكم أنى شئتم ) يعني إباحة أحوال وأوضاع الجماع المختلفة ، إذا كانت في موضع الحرث : وهو الفرج ، وليس الدبر ، فيجوز أن يأتي الرجل زوجته من الخلف أو الأمام أو على جنب إذا كان ذلك في موضع الحرث ، وليس الدبر .
ودليل ذلك أن رواية مسلم برقم (1435) لحديث جابر السابق في سبب نزول الآية فيها : (إِنْ شَاءَ مُجَبِّيَةً ، وَإِنْ شَاءَ غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ ) .

(مُجَبِّيَةً) : أي : منكبة على وجهها ، كهيئة السجود .
(في صمام واحد) : هو القبل .


ومن كتاب السنن الكبرى نجد :
 












إذن من يقول ان الإسلام يحلل أو يسمح بإتيان المرأة فى دبرها فهو مدلس كاذب ..