الأحد، 26 أبريل 2015

حرب الرسول مع يهود بنى قريظة



بني قريضة

فى العام الخامس  من الهجرة تعرض المسلمون إلى أكبر قوة عدوانية من أعداء الإسلام وقد أحاطت الجيوش المعادية بالمدينة للقضاء على المسلمين   ..
.
وقد كان هناك تحالف بين الرسول (صىلى الله عليه وسلم ) ويهود بنى قريظة وكان هذا التحالف قائم على شروط واجبة التنفيذ والإحترامك من الطرفين ولاشك أن الرسول كان يحترمها ويقيم عليها ولكن ما هى هذه الشروط ؟؟! وهل نفذتها يهود بنى قريظة بالفعل ؟؟؟!!!


"
لنرى هذا 


أولاً الشروط :_


1ـ المعايشة السالمة بينهم وعدم تعدى أحد الأطراف على الأخر 
2ـ تعهد كلا الطرفين بالدفاع المشترك عن المدينة فى حال وقوع أى عدوان  خارجى عليها وعلى اليهود التحالف مع المسلمين فى هذا الوقت لأنه حالة حرب مشتركة ..

وهذه باقى شروط من  ((         "" ابن هشام ـ ج 1 ـ ص 503/ 504""")))

3ـ وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.

4ـ وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم.

5ـ وأنه لا يأثم امرؤُ بحليفه.

6ـ وأن النصر للمظلوم.

7ـ وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

8ـ وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.

9ـ وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو شجار يخاف فساده فإن مردَّه إلى الله ، وإلى محمد رسول الله .

10ـ وأنه لا تُجَارُ قريشٌ ولا مَن نَصَرَهَا.

11ـ وأن بينهم النصر على من دَهَم يثرب.‏‏. على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قِبَلَهُمْ.

12ـ وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم‏‏..

إذن هذه المعاهدة توجب على اليهود والمسلمين أيضا السلم فيما بينهم وحماية المدينة من أى عدوان عليها ...

((  وقد احترم المسلمون  المعاهدة ودامت خمس سنوات )))  لكن هل احترم اليهود المعاهدة ...؟!!!

لقد نقض اليهود  المعاهدة و تحالفوا مع قريش، فبعدما أحاطت جيوش الأحزاب بالمدينة في عشرة آلاف مقاتل من مشركي قريش وقبائل غطفان وأشجع وأسد وفزارة وبني سليم، على حين لم يزد عدد المسلمين على ثلاثة آلاف مقاتل .
وكان من أشد البلاء الذى قابله المسلمون فى هذا الوقت  وما أشده !!!

قالت أم المؤمنين أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ :

(شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد فيها قتال وخوف، شهدت المريسيع، وخيبر، وكتاب الحديبية، وفي الفتح، وحنين، لم يكن ذلك أتعب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أخوف عندنا من الخندق، وذلك أن المسلمين كانوا في مثل الحرجة، وأن قريظة لا نأمنها على الذراري. فالمدينة تحرس حتى الصباح تسمع فيها تكبير المسلمين حتى يصبحوا خوفاً) 

فكان من المُتوقع بعد هذا الحصار و شِدّة هذا البلاء أن ينضم يهود بني قريظة إلى صفوف المسلمين ضد القوات الزاحفة على المدينة بناءً على نصوص المعاهدة المُبرمة بين الفريقين، لكن الذي حدث هو عكس هذا تمامًا! فلم تكتفِ بنو قريظة بمجرد السلبية، ولكن فوجئ المسلمون بهم يخونونهم في أخطر أوقات محنتهم، ولم يرعوا للعهود حرمة، في سبيل التعجيل بسحق المسلمين والقضاء عليهم قضاءً تامًّا.
 ((((في ظلال القرآن جـ21/548 ط سابعة سنة 1391هـ.)))


قال ابن كثير رحمه الله :         

    قال ابن إسحاق فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذورة والغارب حتى سمع له ـ يعني في نقض عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي محاربته مع الأحزاب ـ على أن أعطاه حيي عهد الله وميثاقه لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك. فنقض كعب بن أسد العهد، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

       للاطلاع...""" ابن كثير ـ ج 3 ـ ص 118"""
      

هل هذا ما فعله اليهود فقط؟!

بالطبع لا ...

1 _ اليهود أخلّوا بأمن المدينة، وهاجمت منازل المسلمين، ولولا مراقبة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) للأوضاع، وحراسة من عيّنهم من جنود الإسلام للحفاظ على أمن المدينة، لفعلت تلك الزمرة الأفاعيل ولارتكبت أسوأ الفضائع والفجائع، ولو أُتيح لهم أن يسيطروا على المدينة، لقتلوا رجال المسلمين، وصادروا أموالهم، وسبوا نساءهم وأطفالهم.

_
2-   إن يهود بني قريظة حاولوا التعرضَ لنساء المسلمين وأولادهم، و منهم *السيدة صفية :
قال ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي فَارِعٍ ، حِصْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ ، وَكَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مَعَنَا فِيهِ مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ حَيْثُ خَنْدَقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ صَفِيَّةُ : ” فَمَرَّ بِنَا رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ ، فَجَعَلَ يَطِيفُ بِالْحِصْنِ ، وَقَدْ حَارَبَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ ، وَقَطَعَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ أَحَدٌ يَدْفَعُ عَنَّا ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ فِي نُحُورِ عَدُوِّهِمْ ، لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَنْصَرِفُوا إِلَيْنَا عَنْهُمْ إِذَا أَتَانَا آتٍ ، فَقُلْتُ لِحَسَّانَ : إِنَّ هَذَا الْيَهُودِيَّ يُطِيفُ بِالْحِصْنِ كَمَا تَرَى ، وَلا آمَنُهُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى عَوْرَتِنَا مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ يَهُودَ ، وَقَدْ شُغِلَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، فَانْزِلْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ ، فَقَالَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتِ مَا أَنَا بِصَاحِبِ هَذَا ، قَالَتْ صَفِيَّةُ : فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ احْتَجَزْتُ عَمُودًا ، ثُمَّ نَزَلْتُ مِنَ الْحِصْنِ إِلَيْهِ ، فَضَرَبْتُهُ بِالْعَمُودِ حَتَّى قَتَلْتُهُ ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْحِصْنِ ، فَقُلْتُ : يَا حَسَّانُ ، انْزِلْ فَاسْتَلِبْهُ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَسْتَلِبَهُ إِلا أَنَّهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَا لِي بِسَلَبِهِ مِنْ حَاجَةٍ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ” 

       """"ابن هشام ـ ج 3 ـ ص 711"""""
--------

3-  حينما علم النبى (صلى الله عليه وسلم بالخبر  فى أول الأمر حاول أن يخفيه عن المسلمين خوفا من تأثير سلبى على نفوسهم ولذلك أرسل ((سعد بن معاذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير )) الى يهود بنى قريظة و أوصاهم قائلا: "انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا، فإن كان حقاً فألحنوا لي لحناً أعرفه. أي ألمحوا لي في الكلام تلميحاً دون تصريح، حتى لا يفت ذلك في عضد الناس، وأما إن كانوا على الوفاء بيننا وبينهم فاجهروا به للناس.."     فما كان من يهود بنى قريظة الا أنهم قالوا  ((( من رسول الله؟!))) فرجع الوفد للرسول مبلغا اياه ما حدث....

السيرة النبوية لابن هشام جـ 2/222 ط ثانية.


4-  فى هذا الموقف ظهر المنافقون من الناس مما كان له أثر سلبى أيضا وجعل موقف المسلمين لايُحسدون عليه فقد كانوا فى أعداد قليلة ومحنة شديدة جداااا ... حتى وصل الحال بقول المنافقين (((كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن أن يذهب إلى الغائط )))  

 المصدر السابق ((السيرة النبوية لابن هشام جـ 2/222 ط ثانية.)))




5- وبعد أن هرب المشركين وحلفائهم ويجرون الهزيمة ورائهم ،ذهب المسلمون الى بيوتهم لللراحة بعد عناء شديد دام حوالى شهر  من القلق والضيق والمحن الشديدة ولكن  بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وعثاء المرابطة في غزوة الأحزاب في بيت أم سلمة رضي الله عنها إذ تبدى له جبريل عليه السلام فقال: "أوضعت السلاح يا رسول الله، قال: نعم. قال: ولكن الملائكة لم تضع أسلحتها، وهذا أوان رجوعي من طلب القوم، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تنهض إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم.

((((السيرة لابن هشام جـ2/232 ط ثانية.))))


فنادى عليه الصلاة والسلام في المسلمين "ألا.. لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"، فسار الناس فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم بل نصلي، ولم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم..

_(((صحيح البخاري، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب. )))) ... 

وتبعهم عليه الصلاة والسلام بعد أن استخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وحاصر القوم شهراً أو خمسة وعشرين يوماً..

 ((((تاريخ الرسل والملوك للطبري جـ2/583 والسيرة لابن هشام جـ2/234.))))..


6-  حينما وجد يهود بنى قريظة أنه لا مفر من حصار المسلمين لهم وقد دام حوالى شهر  فاستسلموا وقد نزلوا على حكم الرسول ((صلى الله عليه وسلم ))) والذى وكل الحكم لــ ((سعد بن معاذ رضى الله عنه ))) وبعد أن أخذ سعد رضى الله عنه المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه. أعلن حكمه بالإعدام على الخونة قائلاً: (("فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال وتسبى الذرية وتقسم الأموال ))) فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم مؤيدًا هذا الحكم : " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات" 

(( ابن القيم)) : زاد المعاد 3/117، ((و ابن سيد الناس )): عيون الأثر 2/ 54، ((وابن هشام)) 2/240

ففي الصحيحين وهذا لفظ مسلم :

(عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : ” أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْعَرِقَةِ رَمَاهُ فِي الْأَكْحَلِ ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ يَعُودُهُ مِنْ قَرِيبٍ ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْخَنْدَقِ ، وَضَعَ السِّلَاحَ فَاغْتَسَلَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ ، فَقَالَ : وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ اخْرُجْ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَأَيْنَ ؟ ، فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدٍ ، قَالَ : فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ ، وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ “) ...

صحيح الإمام ـ رحمه الله ـ رقم الحديث 3321



فى رواية البخارى (فإني أحكُمُ أن تقتلَ المقاتِلَةُ)
( لما نزلت بنو قريظةَ على حكمِ سعدٍ، هو ابنُ معاذٍ، بعثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكان قريبًا منه ، فجاء على حمارٍ، فلما دنا قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدِكم. فجاء فجلس إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقال له: إن هؤلاء نزلوا على حُكمِك. قال: فإني أحكُمُ أن تقتلَ المقاتِلَةُ، وأن تسبى الذُّرِّيَّةُ، قال: لقد حكمت فيهم بحكمِ الملِكِ.
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3043

خلاصة حكم المحدث: [صحيح])

السؤال هنا لأى ملحد أو نصرانى قبل أن تحكم :_

1-  ما هو  جزاء الخيانة للمعاهدات والمواثيق بين دولتين حاليا ؟؟!

بالتأكيد الحرب والقتل بل وتدمير  الطرف الأخر تدميرا ولن يُؤخذ فى الحسبان أن هناك أطفال أو شيوخ أو نساء بل سيكون الأمر بلا رحمة ...

فلماذا تنكر على المسلمين عقابهم لبنى قريظة ((رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم )) لم يأمر بقتل طفل ولا شيخ ولا إمرأة  بل فقط كل من نبتت عانته....!؟!

2- ماذا لو كان بالفعل قد تمكن الاحزاب من المسلمين بهذا التآمر البشع العدوانى ..ألم يكن هذا نهاية للمسلمين ؟! بالتأكيد نعم  ..
فلماذا تنكر على المسلمين إذن أن يعاقبوهم ...!!!!!!!!!!

   قال عطية القرظي : كنت من سبي بني قريظة ، فكانوا ينظرون فَمَن أنبت الشعر قُتل ، ومن لم يُنبت لم يُقتل ، فكنت فيمن لم يُنبت . رواه أبو داود .
معنى " أنْبَت " أي نبت شعر عانته ، وهو دليل على البلوغ وجريان قلم التكليف .
والإنبات هو علامة النضوج وهذا عند اليهود فى عرفهم مُعترف به

_أما عن وصايا الرسول (صلوات ربى عليه ))  وعن يهود بنى قريظة


_ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ ( أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ) ................. 

صحيح الإمام البخاري رحمه الله ـ رقم الحديث 2851، و رواه الإمام مسلم رحمه الله ـ برقم 1744



***حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ الْأَحْوَصِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : « نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ الَّذِي لَا حَرَاكَ بِهِ » رواه ابن أبي شيبة رحمه الله في المنصنف رقم الصفحة 656


**وفي رواية أبي داود: يقول رسول الله : “وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا، وَلاَ طِفْلاً، وَلاَ صَغِيرًا، وَلاَ امْرَأَةً…” 

(وَعَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَمِّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ ء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ء حِينَ بَعَثَ إلَى ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ بِخَيْبَرَ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ»

 أبو داود: كتاب الجهاد، باب في دعاء العدو (2614)، وابن أبي شيبة 6/483، والبيهقي في سننه الكبرى (17932).


قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
( وقَالَ مَالِكٌ والأَوْزَاعِيُّ : لاَ يَجُوزُ قَتْلُ النِّسَاءِ والصِّبْيَانِ بِحَالٍ حتَّى لَوْ تَتَرَّسَ أَهْلُ الحَرْب بالنِّسَاءِ والصِّبْيَانِ أَوْ تَحَصَّنُوا بِحِصْنٍ أَوْ سَفِينَةٍ وجَعَلُوا مَعَهُم النِّسَاءَ والصِّبْيَانَ لَمْ يَجُزْ رَمْيُهم ولاَ تَحرِيقُهم)   فتح الباري شرح صحيح البخاري (6/147)
و عن رَبَاح بنِ رَبيعٍ قَالَ : ” كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ ، فَرَأَى النَّاسَ مُجتَمعِينَ عَلَى شَيْءٍ ، فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ : انْظُرْ عَلاَمَ اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ ؟ فَجَاءَ فَقَالَ : علَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ ، فَقَالَ : مَا كاَنَتْ هَذِهِ لِتُقاتلَ ! قَالَ : وعَلى المُقَدِّمَةِ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ ، فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ : قُلْ لِخَالِدٍ: لاَ يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً ولاَ عَسِيفًا ”.... رَواه أبو داود (2669) وصحَّحه الألبانيُّ


والخلاصة :__

1--  المعاهدة بين المسلمين ويهود بنى قريظة والتى التزم بها المسلمون وخانها يهود بني قريظة فقد خانت العهد من عدم مناصرة المسلمين، بل لم تكتف بعدم المناصرة وسهلت مرور الكفار من خلالهم، بل لم تكتف وساعدت في الهجوم على المسلمين، في مشهدٍ بلغت فيه قلوب المسلمين الحناجر وزلزلوا زلزالا شديدًا كما وصفهم القرآن الكريم، بل في موقف لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يقوم ويأتي بخبر المشركين ووعده "أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة، قال حذيفة رضي الله عنه " فما قام رجل من شدة الخوف وشدة الجوع والبرد"..


2-  هزيمة التحالف وضرورة عقاب يهود بنى قريظة على الخيانة ونقض العهد (((وهذا لا يوجد أى خلاف عليه بل الجميع يتفق سواء حاليا فى العصر الحديث أو قديما ))) ...


3- الحكم العدل عليهم بقتل المقاتلة والسبى وأخذ أموالهم ((وهذا أيضا لا خلاف عليه قديما ولا حديثا الفرق فقط أن حديثا يتم العقاب بأبشع الصور وبلا أى رحمة فى حال حدوثه)))...


لكن هناك أشياء  يجب الأخذ بها فى تنفيذ الحكم وهى :_

أ/ الغدر .. فقد قتل من تحيز معهم ولو لم يكن منهم .. ولذلك قتل حيي بن أخطب إذ ألّبهم وتحيز معهم وليس من بني قريظة .

ب/ :  التحيز للجماعة الخائنة.. فمن ثبت أنه من بني قريظة ولكنه لم يتحيز معها لم يُطلب ولم ينفذ فيه الحكم ..

جـ/ : الرضا .. فمن ثبت أنّه أنكر على بني قريظة ما فعلته من الخيانة للعهد لم ينفذ فيه الحكم كذلك..

ومثله عمرو بن سعد القرظي .. وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه "ذاك رجل نجاه الله بوفائه".

د/ القدرة العقلية وهذا لا شك فيه إذ أن فى حال عدم نضوج العقلية لا يتم تنفيذ أى حكم فيه حتى لو كان رجل بالغ ...


هل يرى أحد عدل فى حكم على الخيانة ونقض المعاهدات مثل هذا ؟!!
اترك الجواب لك .



أما عن العدد الذى تم تنفيذ الحكم  عليه :_

 
 فيه اختلاف ولكن حتى الروايات التى تبالغ فيها اسنادات غريبة وهنا بعض 
الروايات _ 

ما رواه ابن زنجويه :

(ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” غَدَا إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، فَقَضَى بِأَنْ يُقْتَلَ رِجَالُهُمْ ، وَتُقْسَمَ ذَرَارِيُّهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلا ، إِلا عَمْرَو بْنَ سَعْدٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْوَفَاءِ ، وَيَنْهَى عَنِ الْغَدْرِ فَلِذَلِكَ نَجَا . وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيْرَ إِلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، فَأَعْتَقَهُ..)
الأموال لابن زنجويه ـ رحمه الله ـ رقم الحديث 359


و روي عن جابر ابن عبد الله رضي الله :
(رمى يوم الأحزاب سعد بن معاذ ، فقطعوا أكحله ، فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار ، فانتفخت يده ، فحسمه أخرى ، فانتفخت يده ، فنزفه ، فلما رأى ذلك ، قال: اللهم لا تخرج نفسى حتى تقر عينى من بنى قريظة ، فاستمسك عرقه ، فما قطر قطرة ، حتى نزلوا على حكم سعد ، فأرسل إليه ، فحكم أن تقتل رجالهم ، ويستحى نساؤهم وذراريهم ، ليستعين بهم المسلمون ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبت حكم الله فيهم ، وكانوا أربعمائة ، فلما فرغ من قتلهم ، انفتق عرقه فمات) 


 صحيح الترمذي رحمه الله ـ رقم الحديث 1582، كما صححه الألباني و ابن حجر العسقلاني رحمهما الله.



فمن يبالغ فى العدد ليقول ألف وهذه الأعداد  ...فهل ترى أن عدد مثل هذا كان يمكن ؟؟!!!

***حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ الْأَحْوَصِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : « نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ الَّذِي لَا حَرَاكَ بِهِ » رواه ابن أبي شيبة رحمه الله في المنصنف رقم الصفحة 656



4-  ومما يؤكِّد أن المسلمين لم يكونوا يقاتلون إلا من قاتلهم؛ أو خانهم هو موقف المسلمين من مشركي الحبشة دليل على هذا , فالمسلمون لم يفكروا في حربهم في يوم من الأيام, وهذه ظاهرة جديرة بالاهتمام من أن الحرب في الإسلام إنما هي ضرورة, دُفِعَ إليها المسلمون, فقد كانت الحبشة قريبة نسبيًّا من المسلمين, وكانوا على دراية بها وبأحوالها كلها, وعلى علم بالضعف الحربي الذي تعانيه إذا قِيست بالفرس والروم, فلماذا ?إذن? لم يحاربوها؟

ليس لذلك إلا جواب واحد؛ هو أنها لم تحاربهم, ولم تُعِدَّ عدتها للقضاء عليهم, كما فعل يهود بنى قريظة فى حين مساعدتها للأحزاب ضد المسلمين كما أنهم خانوا العهد كما اتضح ....


وأخيرا :_
هل يوجد ديانة أو دلوة حديثة لا تقر ولا تؤيد موقف معاقبة الخائن ((خاصة فى حال إذا كان العدو مثل الأحزاب كثيرة العدد والعدة فلولا نصر الله عزوجل لرسوله والمسلمين لكان تم إبادة المسلمين ))...فهل يوجد من يخالف هذا الحكم ؟!!!

********************
وما توفيقى إلا بالله


الكلام بصيغة الغائب فى القرأن عن الله



*من الاسئلة السازجة: قول البعض من غير المسلمين : أن كلام القرآن بصيغة الغائب عن الله يدل على ان الله ليس هو المتكلم نفسه؟!!!
....................................................................


الموضوع بقلم الأستاذة (( رزان أحمد ))  

* الرد: #أولا :أن الله تعالى أعلن عن ذاته فى القرآن كله ومن أول ْءايات نزلت من القرآن الكريم وهى
{ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} ..)

أى يا محمد اقرأ باسم ربك الذى خلق ...ولا يوجد انسان لديه ذرة عقل يفهم ان المتكلم شخص ءاخر غير الله ..وبالتالى فالقرآن الكريم من الفاتحة إلى الناس معلوم انه كلام الله..فلا يوجد لدينا كلام منسوب لمتى والاخر للوقا أو أشخاص مجهولون كما هو الحال ف الكتاب المقدس حتى نقول من صاحب الكلام يا ترى؟!!!

#ثانيا: سؤالكم فاسد من الأساس لأنه:

أ_ليس عندنا إله تجسد فى صورة انسان حتى نشتبه فى أمره ونقول يا ترى هل هذا انسان أم ماذا؟؟ انتم المطالبون باثبات ألوهية عيسى لأن عيسى ظهر كإنسان عادى يأكل ويشرب ويدخل الخلاء ..فإذا كان عيسى له طبيعة غير الظاهرة للناس فكان عليه ان يصرح بهذا كما صرح بناسوته وقال : (انا انسان) ..( ابن الانسان) بل إن التصريح باللاهوت أولى من التصريح بالناسوت لأنه غير ظاهر...فعيسى أثبت ناسوته بدليل عقلى ونقلى صريح لكن للأسف انتم ليس لديكم لا دليل عقلى ولا نقلى سوى نصوص مجازية فضفاضة تحتمل عدة معانى قيل أغلبها فى غير المسيح

ب_أما القرآن فالأمر يختلف لأن الله لم يتجسد فبمجرد أن يأتى جبريل بالوحى يبلغ عن رب العزة فقد ثبت أن هذا كلام الخالق الذى أرسله لأن من البديهى أن الله هو من يرسل الملائكة بالوحى.........لكن ليس من البديهى أو المعقول أن ينزل الله ويتجسد ويتصرف كبشر عادى من أجل خطية عجز أن يغفرها بدون تجسد

#ثالثا: هناك نصوص بالفعل يتحدث فيها الله بصيغة المتكلم نذكر القليل منها لعدم الاطالة:
*{وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}
*{إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }25 الأنبياء
*{ وما خلقت الجن والانس إلآ ليعبدون}
*{ذرني ومن خلقت وحيدا }
* وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}ثم إنكم بعد ذلك لميتون 15ثم إنكم يوم القيامة تبعثون16 ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين 17 وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون 18 ) )

والكثير والكثير من النصوص مثلها

#رابعآ: أما كلام الله تعالى عن نفسه بصيغة الغائب فهذا يسمى ف اللغة التفات وهو معروف فى لغة العرب وله أمثلة من الشعر الجاهلى

الالتفات هو: التعبير عن المعنى بطريق من الطرق الثلاثة:(المتكلم والمخاطب والغائب)
وهذا تعريف جمهور العلماء له
..........................
أقسام الالتفات:
الأول: الالتفات من ضمير الخطاب إلى ضمير الغيبة. ·
الثاني: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب. ·
الثالث: الالتفات من التكلم إلى الخطاب. ·
الرابع: الالتفات من الخطاب إلى التكلم. ·
الخامس: الالتفات من الغيبة إلى التكلم. ·
السادس: الالتفات من التكلم إلى الغيبة
وهذه الاقسام موجودة ف الشعر سواء كان اسلامى أم جاهلى
...................................
*ومن أمثلة الالتفات ف القران الكريم

_قوله تعالى {"هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)"
،
يقول السيوطى :"ومثاله من الخطاب إلى الغيبة: "حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم"، والأصل: "بِكُمْ". ونكتة العدول عن خطابهم إلى حكاية حالهم لغيرهم التعجب من كفرهم وفعلهم، إذ لو استمر على خطابهم لفاتت تلك الفائدة... وقيل: لأن الخطاب أولا كان مع الناس مؤمنهم وكافرهم بدليل "هو الذي يسيركم في البر والبحر". فلو كان "وجرين بكم" لَلَزِمَ الذَّمُّ للجميع فالتفتت عن الأول للإشارة إلى اختصاصه بهؤلاء الذين شأنُهم ما ذكره عنهم في آخر الآية عُدُولاً من الخطاب العام إلى الخاص.

_ومثال ل الالتفات من التكلم إلى الخطاب قوله تعالى: "وما ليَ لا أعبد الذي فَطَرني وإليه تُرْجَعون".
_ومن التكلم إلى الغيبة قوله تعالى: "إنا أعطيناك الكوثر* فَصَلِّ لربك وانْحَرْ".
_ومن الغيبة للتكلم قوله تعالى: "والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه". ومن الغيبة إلى الخطاب قوله تعالى: "مالك يوم الدين* إياك نعبد"،

* ومن أمثلته ف الشعر:
.................................
قول ربيعة بن مقروم:
* بانت سعادُ فأمسى القلب معمودا * وأخلفتك ابنةُ الحُرِّ المواعيدا
فالتفت كما ترى حيث لم يقل: "وأخلفتْني"

*ومن الخطاب إلى التكلم قول علقمة بن عبدة:
طحا بك قلبٌ في الحسان طَرُوبُ * بُعَيْدَ الشباب عَصْرَ حانَ مَشِيبُ
يكلِّفني ليلى، وقد شط وَلْيُها * وعادت عوادٍ بيننا وخطوبُ

*وأما قول امرئ القيس:
تطاول ليلك بالإثمدِ * ونام الخليُّ ولم ترقدِ
وبات، وباتت له ليلةٌ * كليلة ذي العاثر الأرمدِ
وذلك من نبأٍ جاءني * وخُبِّرْتُه عن أبي الأسودِ
فقال الزمخشري فيه ثلاث التفاتات..

*وقد يجعل الشاعر خطابَ الغائب للشاهد ، قول الهذلي:
( يا ويحَ نفسي آأنّ جدّةَ خالدٍ ...وبياضَ وجهكَ للترابِ الأعفر

*وقد أورد أبو العباس محمد بن يزيد المبرد (ت: ٢٨٥ ه) في كتابه الالتفات تعقيبا وشرحا لشعر الأعشى إذ قال
وأمتعني على العشا بوليدةٍ ..فأبْتُ بخيرٍ منك يا هوذَ حامدا

يقول المبرد : " فإنّه كان يتحدّثُ عنه ثمّ أقبلَ عليه يخاطبه ، .والعرب تترك مخاطبة الغائب الى مخاطبة الشاهد ومخاطبة الشاهد الى مخاطبة الغائب

...................................................
محاسن الالتفات
""""""""""""""""
*واعلم أن الالتفات من محاسن الكلام. ووجه حسنه، على ما ذكر الزمخشري، هو أن الكلام إذا نُقِل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا للإصغاء إليه من إجرائه على أسلوب واحد...".

*وفى كلامنا العادى كثيرا ما يستعمل المتكلم لنفسه ضمير الغائب فيقول مثلا: "العبد لله هو صاحب هذا الإنجاز، ولا فخر"، أو "محسوبك (ويقابلها فى الإنجليزية: "your (humble) servant") يرجوك أن تفعل الأمر الفلانى"، أو "كاتب هذه السطور (ويقابلها فى الإنجليزية: "the present writer") يعتقد أن الصواب هو كذا وكذا"... إلخ.

وقد انتشرت هذه الأيام فى رسائل الماجستير والدكتوراه قول الطالب عن نفسه: "ويرى الباحث أن..."، مستعملا هو أيضا ضمير الغائب رغم أنه إنما يتحدث عن نفسه، فكان المتوقع أن يستخدم ضمير المتكلم.

كذلك يستعمل طه حسين لنفسه فى كتاب "الأيام" كلمة "صاحبنا" أو "صبيّنا" "أو "شيخنا الصبى" أو "الصبى" أو ضمير الغائب مباشرة، ولم يحدث أن لجأ فى الحديث عن ذاته إلى ضمير المتكلم قط.


الموضوع بقلم الأستاذة (( رزان أحمد )) 

الأخطاء النحوية المزعومة فى القرأن الكريم


الشبهات والرد عليها

 

1 - نصب الفاعل ورفع المفعول

جاء في سورة البقرة2/124 ) وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين(. والصحيح أن يقول (الظالمون) فالظالمون لا ينالون العهد. فجعل القرآن الفاعل منصوبا.
الجواب: لا ينال فاعل كما في قوله تعالى ) أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة( (الأعراف49). والمعنى أن الظالمين من ذريتك لا ينالهم استخلافي. والعرب تقول: هذا ناله خير وذاك ناله ظلم.
وهذا تحكم منهم أن يقولوا إن الآية تعني أن الظالمين فاعل. والعهد مفعول. فإن عهد الله هو شرطه. ولا يتضمن شرطه الظالمين. وهذا الاستغلال منهم سببه امتناع ظهور علامة الرفع وهي الضمة فوق الياء (عهدي) فجعلوا (الظالمين) فاعلا مؤخرا و(عهدي) مفعولا مقدما؟ أنى لهم هذا التحكم والأصل تقديم الفاعل على المفعول لا سيما إذا كان السياق متضمنا للبس. كعدم ظهور التشكيل. فلو قلنا (ضرب موسى عيسى) لا يجوز تأخير الفاعل منعا من وقوع اللبس إذ لا بد حينئذ من تقديم الفاعل وتأخير المفعول. أما إذا لم يكن هناك لبسا فيجوز التقديم والتأخير مثل جاء في أول هذه الآية (إبتلى إبراهيمَ ربُه),
____
الفاعل هو عهدى مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والمفعول به هو الظالمينوعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر ...الفعل نال خواصه فى اللغة أن يأتى فاعله مفعولا ومفعوله فاعلا
وهذا بين العلماء 
 
**************************
 

2 - رفع المعطوف على المنصوب

س 106: جاء في سورة المائدة 5: 69 إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ . وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17.

الجواب:  لو كان في الجملة اسم موصول واحد لحق لك أن تنكر فإنه لا يكون إلا وجه واحد: (إن الذين آمنوا والصابئين) لكن لا يلزم لاسم الموصول الثاني أن يكون تابعا لإن. فالواو هنا استئنافية وليست عطفا على الجملة الأولى. والصابئون رفع على الابتداء، وخبره محذوف، والنية به التأخير عما في (إن) من إسمها وخبرها، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى: حكمهم كذا. والصابئون كذلك. هذا ما رجحه ابن سيبويه في مخالفة الإعراب، وأنشد شاهدا له:
         وإلا فاعلموا أنا وأنتم         بغاة ما بقينا على شقاق
 
أي فاعلموا أنّا بغاة وأنتم كذلك. ويكون العطف من باب عطف الجمل، فالصابئون وخبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله: إن الذين آمنوا، ولا محل لها، كما لا محل للجملة التي عطفت عليها، وإنما قدم (الصابئون) تنبيها على أن هؤلاء أشد إيغالا في الضلالة واسترسالا في الغواية لأنهم جردوا من كل عقيدة» (إعراب القرآن2/526).
 
*****************
 

3 - تذكير خبر الاسم المؤنث

س 108: جاء في سورة الأعراف 7: 56 إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ . وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول قريبة .

الجواب: إن تذكير (قريب) على تذكير المكان. أي مكان قريب. قال الفراء: إن القريب إذا كان بمعنى المسافة فيجوز تذكيره وتأنيثه. واذا كان بمعنى النسب فيؤنث بلا اختلاف بينهم. فيقال: دارك منا قريب. قال تعالى (لعل الساعة أن تكون قريبا). (إعراب القرآن الكريم3/371).
************



4 - تأنيث العدد وجمع المعدود

س 109: جاء في سورة الأعراف 7: 160 وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطاً .
الجواب: إن (أسباطا) ليس تمييز لأنه جمع. وإنما هو بدل من (اثنتي عشرة) بدل كلٍ من كل. والتمييز محذوف. أي اثنتي عشرة فرقة. ولو كان (أسباطا) تمييزا عن اثنتي عشرة لذكر العددان. ولقيل: اثني عشر، بتذكيرهما وتجريدهما من علامة التأنيث، لأن السبط واحد الأسباط مذكر. ولا يجوز أن يكون (أسباطا) تمييزا، لأنه لو كان تمييزا لكان مفردا. وجاء في قول عنترة:
    فيها اثنتان وأربعون حلوبة       سوداً كخافية الغراب الأسحم
(إعراب القرآن الكريم 3/474).

***********************

5 - جمع الضمير العائد على المثنى

س 110: جاء في سورة الحج 22: 19 هذا نِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ . وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان اختصما في ربهما
الجواب: الجملة في الآية مستأنفة مسوقة لسرد قصة المتبارزين يوم بدر وهم حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة.
التقدير هؤلاء القوم صاروا في خصومتهم على نوعين. وينضوي تحت كل نوع جماعة كبيرة من البشر. نوع موحدون يسجدون لله وقسم آخر حق عليه العذاب كما نصت عليه الآية التي قبلها. (إعراب القرآن الكريم 6/415)
هناك طريقتين من طرق التعبير البلاغى الفصيح
ا_مراعاة اللفظ
2_مراعاة المعنى
وهنا يراعى المعنى على جانب اللفظ
والمثنى نوعان أيضا
حقيقى ولفظى أو مجازى وهنا معناه جمعا ولكن روعى فيه جانب المعنى ...
ومن أمثلتها "وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا " فهنا أعاد الضمير جمعا فى "اقتتلوا" وهذا فى جملة الخبر مع أن المبتدأ مثنى"طائفتان" وذلك لان المثنى غير حقيقى بل مثنى لفظ وجمع فى المعنى

*********************

6 - أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً

س 111: جاء في سورة التوبة 9: 69 وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا . وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول خضتم كالذين خاضوا .
الجواب: الكاف ومدخولها في محل نصب على المفعولية المطلقة. والضمير المحذوف تقديره: كالأمر الذي خاضوا فيه
 (إعراب القرآن الكريم 4/129).
 
******************

7 - جزم الفعل المعطوف على المنصوب

س 112: جاء في سورة المنافقون 63: 10 وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المصوب فأَصدق وأَكون .
الجواب: الفاء في (فأصدق) عاطفة. وأكن فعل مضارع مجزوم بالعطف على محل فأصدق وأكن. واسم أكن مستتر تقديره أنا. و(من الصالحين) خبرها. 
 (إعراب القرآن الكريم 10/103).
والفعل يجزم بعد هذه الحروف على تقدير شرط: أي إن تؤخرني أصدق. و(أكن) معطوفة على الجزاء أو على الفاء وما دخلت عليه. فإذا قدرت معطوفة على الفاء وما دخلت عليه فهي مجزومة في جواب الشرط. وإذا قدرت معطوفة على الجزاء جاز فيها الأوجه الثلاثة: الرفع والنصب والجزم.
*****************************



8 - جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً

س 113: جاء في سورة البقرة 2: 17 مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول استوقد... ذهب الله بنوره .
الجواب: المخالفة بين الضميرين من فنون البلاغة القرآنية. فقد وحد الضمير في (استوقد) وحوله نظرا إلى جانب اللفظ لأن المنافقين كلهم على قول واحد وفعل واحد. وأما رعاية جانب المعنى في (بنورهم وتركهم) فلكون المقام تقبيح أحوالهم وبيان ذاتهم وضلالهم فإثبات الحكم لكل فرد منهم واقع. (إعراب القرآن الكريم 1/45).....
كما أن الذى فى اللغة العربية تستخدم بمعنى الجمع وهو جائز فى ان كان المعنى يعود على جمع 
***********************



9 - نصب المعطوف على المرفوع

س 114: جاء في سورة النساء 4: 162 لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً. وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والمقيمون الصلاة .
الجواب: الواو معترضة . والمقيمين نصب على المدح بإضمار فعل لبيان فضل الصلاة كما قال سيبويه. والنصب على المدح أو العناية لا يأتي في الكلام البليغ إلا لفائدة وهي هنا مزية الصلاة. وكما قال تعالى في آية أخرى )والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء(. وهذا سائغ في كلام العرب كما قال الشاعر:
    لا يبعدن قومي الذين هم       سم العداة وآفة الجزر
         النازلين بكل معترك          والطيبون معاقد الأزر
واستشهد سيبويه في ذلك بقول الشاعر:
    وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم       إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
        الطاعنين ولما يطعنوا أحدا     والقائلون: لمن دار تخليها
(إعراب القرآن الكريم 2/378)
كما أن رأى الزمخشرى أيضا أن نصب المقيمين على المدح لبيان فضل الصلاة
 ***********************

10 - نصب المضاف إليه

س 115: جاء في سورة هود 11: 10 وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ . وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ .
الجواب: يظهر أن المعترض جاهل بأصول النحو والإعراب. وذلك أن (ضراء) مضاف إليه والمضاف إليه مجرور بالكسرة ولكن منع من الصرف انتهاء الكلمة بألف التأنيث الممدودة فتجر بالفتحة. (إعراب القرآن الكريم4/320).

*****************************

11 - أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة

س 116: جاء في سورة البقرة 2: 80 لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً . وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول أياماً معدودات .
الجواب: أنه يجوز فيه الوجهان معدودة ومعدودات ولكن الأكثر أن (معدودة) في الكثرة. و(معدودات) في القلة. قال الزجاج: كل عدد قل أَو كثر فهو معدود، ولكن معدودات أَدل على القِلَّة لأَن كل قليل يجمع بالأَلف والتاء نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ. وقد يجوز أَن تقع الأَلف والتاء للتكثير» (لسان العرب1774) وهنا لا دلالة فيه على القلة بخلاف قوله تعالى ) واذكروا الله في أيام معدودات( فهي ثلاثة أيام المبيت في منى وهي  قليلة العدد. كذلك الشأن في مناسك. 
************************
 

12 - أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة

س 117: جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات . وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول أياماً معدودة.
الجواب: تقدم جواز الوجهين في ذلك كما بينه الزجاج (نقلا عن لسان العرب لابن منظور ص1774).
 
*******************

13 - جمع اسم علم حيث يجب إفراده

س 118: جاء في سورة الصافات 37: 123-132 وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ... سَلاَمٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ ... إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِين . فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف. وجاء في سورة التين 95: 1-3 وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمن الخطأ لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.
الجواب: إن هذا اسم علم أعجمي ومهما أتى بلفظ فإنه لا يعني مخالفة لغة العرب. مثل إبراهيم وأبرام. وهما إسمان لنبي واحد. فهو إلياس واسمه الكامل إلياسين. فالاسم ليس من الأسماء العربية حتى يقال هذا مخالف للغة العرب. كذلك الأمر في قوله تعالى ) وطور سينين( والسينين باللغة الحبشية هو الشيء الحسن. فإنها من باب تسمية الشيء الواحد بتسميات متشابهة كتسمية مكة بكة.
 
******************

14 - أتى باسم الفاعل بدل المصدر

س 119: جاء في سورة البقرة 2: 177 لَيْسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ. والصواب أن يُقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
الجواب: وكأن السائل بولسي المنهج الذي يرى الايمان شيئا غير العمل. ولهذا لاحظ فيها مخالفة لمنهجه فقال: لأن البر هو الإيمان. كما قال بولس من قبله « نحسب أن الانسان يتبرر بالايمان فقط لا بالعمل». فليذهب وليقرأ سفر يعقوب المناقض لعقيدة الإرجاء التي وقع فيها بولس مخالفا كل نص العهد القديم والجديد. والصحيح أن الإيمان عمل. إذن فالبر هو عمل المؤمن. فيصير معنى الآية ولكن البر هو أن يعمل الإنسان كذا لا لمجرد أن يعمل شيئا واحدا ويظن أن الإيمان يتحقق به فقط. والإيمان بالله من الأعمال الإيمانية وتتضمن أعمالا للقلب تبعث على عمل الجوارح كالخشية والخضوع والتوكل والخوف والرجاء. وهذه كلها تبعث على العمل الصالح.
**************************

15 - نصب المعطوف على المرفوع

س 120: جاء في سورة البقرة 2: 177 وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والموفون... والصابرون.
الجواب: جاء السياق بلفظ (الصابرين) وهو منصرب على المدح إشعارا بفضل الصبر ومدحا لأهله كما هو معروف عند العرب:
    لا يبعدن قومي الذين هم       سم العداة وآفة الجزر
    النازلين بكل معترك          والطيبون معاقد الأزر
واستشهد سيبويه في ذلك بقول الشاعر:
    وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم       إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
    الطاعنين ولما يطعنوا أحدا     والقائلون: لمن دار تخليها
(إعراب القرآن الكريم 1/250).
 
**************

16 - وضع الفعل المضارع بدل الماضي

س 121: جاء في سورة آل عمران 3: 59 إنّ مثَل عيسى عند الله كمثَل آدمَ خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون . وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان.
الجواب: وكيف يقتضي المقام صيغة الماضي لا المضارع. مع أن (ثم) حرف عطف للترتيب مع التراخي. وهل يعقل أن يكون السياق هكذا: أذا أمرتك بشيء فعلت؟ أم أن الأصح أن تقول: إذا أمرتك بشيء تفعله؟ وتقدير السياق في الآية فإذا أراد الله شيئا فيكون ما أراد. ولا يقال فكان ما أراد. فإن (أراد) فعل ماضي. وليس من المنطق أن يأتي المراد بصيغة الماضي لأنه تحقق بعدما أن أراده الله. فتكون صيغة المضارع مفيدة للتراخي بحيث يكون الشيء المراد بعد إرادة كونه. وتأمل لو أننا صغنا العبارة الأخيرة بقولنا: بحيث كان الشيء المراد بعد إرادة كونه!!! أي العبارة أبلغ وأكمل لو كنتم تفقهون؟ ولكن كما قيل « أبت العربية أن تتنصر».
 
 ******************

17 - لم يأت بجواب لمّا

س 122: جاء في سورة يوسف 12: 15 فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ . فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى.

الجواب: وهذا من أساليب البلاغية العالية للقرآن أنه لا يذكر لك تفاصيل مفهومة بديهة في السياق. فإن جملة (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب) معطوفة على محذوف يفهم من سياق القصة تقديره: فأرسله معهم. (إعراب القرآن الكريم 4/461).
****************************

18 - أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى

س 123: جاء في سورة الفتح 48: 8 و9 إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً . وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب محمد إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!
الجواب: نعم يكون كفرا إذا التزمنا بأن الضمير في التسبيح يعود على النبي e. لكننا لا نلتزم ذلك. وعلمنا ربنا أن التسبيح والذكر يكون له وحده.
وإنما نلتزم أن الله أرسل لنا النبي e لأسباب عديدة مرتبطة بلام التعليل: أولها لنؤمن بالله. وثانيهما لننصر رسوله e ونبجله بالاحترام والتقدير. ومن أسباب إرسال نبيه أن يعلمنا تسبيح الله بكرة وعشيا.
 
*****************

19 - نوَّن الممنوع من الصرف

س 124: جاء في سورة الإنسان 76: 15 وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ إنها على وزن مصابيح.
وجاء في سورة الإنسان 76: 4 إِنَّا أَعْتَدْنَا لْكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً . فلماذا قال سلاسلاً بالتنوين مع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟
الجواب: لم أجد التنوين المزعوم في قواريرا. وأما سلاسلا فلم أجدها منونة أيضا. وإنما هي في بعض القراءات المرجوحة. وليست هي في الرسم العثماني المتوافر بين أيدينا. فهل عند المعترض قرآن آخر يحتج به علينا؟
وعلى كل حال فيجوز أن تكون مصروفة أيضا في العربية. ولا يمنع ذلك أن يكون في القرآن لتناسي الفواصل في الآيات ما دام يجوز الصرف ومنعه.
وهذا ما قرره علماء النحو في قواعدهم ونص على ذلك ابن مالك في قوله:
(ولاضطرارٍ وتناسب صرف ذو المنع)
ومنه قول الشاعر زهير بن أبي سلمى:
         تبصر خليلي هل ترى من ظعائن       تحملن بالعلياء من فوق جرثم

***********************

20 - تذكير خبر الاسم المؤنث

س 125: جاء في سورة الشورى 42: 17 اللهُ الذِي أَنْزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ. فلماذا لم يتبع خبر لعل اسمها في التأنيث فيقول قريبة؟
الجواب: في الآية مقدر محذوف وهو مجيء الساعة قريب. وفيه أيضا فائدة وهي أن الرحمة والرحم عند العرب واحد فحملوا الخبر على المعنى. ومثله قول القائل: إمرأة قتيل. ويؤيده قوله تعالى ) هذا رحمة من ربي( فأتى اسم الإشارة مذكرا. ومثله قوله تعالى ) والملائكة بعد ذلك ظهير(.
وقد جهل المعترض بأنه المذكر والمؤنث يستويان في أوزان خمسة:
1 - فعول كرجل صبور وامرأة صبور.
2 - فعيل: كرجل جريح وامرأة جريح.
3 مفعال: كرجل منحار وامرأة منحار أي كثير النحر.
4 فعيل: بكسر الميم مثل معطير ومسكين وجوزه سيبويه قياسا على الرجل.
5 مفعل: بكسر الميم وفتح العين. كمغشم وهو الذي لا ينتهي عما يريده ويهواه من شجاعته. ومدعس من الدعس وهو الطعن.
(إعراب القرآن الكريم 9/25).

*****************

21 -أتى بتوضيح الواضح

س 126: جاء في سورة البقرة 2: 196 فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ.فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟

الجواب: هذا من باب توكيد الكلام ولا عيب فيه. كما تقول: سمعته بأذني ورأيته بعيني. والحال الاكتفاء بلفظ السماع من غير أن تأتي بلفظ الأذُن والعين. وكما قال الله ) فخر عليهم السقف من فوقهم( ولا يكون الخر إلا من السماء. وهل أبصرت عيناك الحادتان هذا وعميت عن قصص الزنا وصفات الجهل المنسوبة إلى الله؟
وذهب الإمام الطبري إلى أن المعنى « تلك عشرة فرضنا إكمالها عليكم إكمال صومها لمتعتكم بالعمرة إلى الحج. فأخرج ذلك مخرج الخبر».
 *************************

22 - أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل

س 127: جاء في سورة الأنبياء 21: 3 وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الذِينَ ظَلَمُوا مع حذف ضمير الفاعل في أسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين.

الجواب: أن هذا جائز على لغة طيء وأزدشنوءة ويضرب اليوم لهذه اللغة مثالا وهو ما يسمى بلغة (أكلوني البراغيث) نحو ضربوني قومك وضربنني نسوتك. ومنه قوله تعالى (ثم عموا وصموا كثير منهم) وفي الحديث الطويل قول النبي e لورقة بن نوفل رحمه الله « أوَ مخرجي هم». وكان عمرو بن ملقط الجاهلي من شعراء العرب الأوائل يقول:
أُلفِيَتا عيناك عند القفا            أولى فأولى لك ذا وقيه
وقال الشاعر
             تولى قيادة المارقين بنفسه         وقد أسلماه معبد وحميم
وقال الشاعر:
نصروك قومي فاعتززت بنصرهم   ولو أنهم خذلوك كنت ذليلا
(إعراب القرآن الكريم 6/279).
**************



23 - الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنى

 

س 128: جاء في سورة يونس 10: 21 حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ . فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمر على خطاب المخاطب.

الجواب: أن الالتفات من الخطاب إلى الغيبة من أعظم أنواع البلاغة. فإنه لما كان قوله تعالى (هو الذي يسيركم) خطابا ينطوي على الامتنان وإظهار نعمة المخاطبين، ولما كان المسيرون في البر والبحر مؤمنين وكفارا والخطاب شامل لهم جميعا حسن الخطاب بذلك ليستديم الصالح الشكر، ولعل الطالح يتذكر هذه النعمة فيتهيأ قلبه لتذكر وشكر مسديها. ولما كان في آخر الآية ما يقتضي أنهم إذا نجوا بغوا في الأرض عدل عن خطابهم بذلك إلى الغيبة لئلا يخاطب المؤمنين بما لا يليق صدوره منهم وهو البغي بغير الحق. ومن جهة أخرى ذكر لغيرهم حالهم ليعجبهم منها كالمخبر لهم ويستدعي منهم الإنكار عليهم والتقبيح لما اقترفوه، ففي الإلتفات فائدتان وهما المبالغة والمقت والتبعيد.
(إعراب القرآن الكريم 4/226).

********************

24 - أتى بضمير المفرد للعائد على المثنى

س 129: جاء في سورة التوبة 9: 62 وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ . فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول أن يرضوهما ؟

الجواب: أفرد الضمير للدلالة على أن إرضاء الله هو عين إرضاء الرسول. كذا قال أهل العلم: أن إفراد الضمير لتلازم الرضاءين. وقال سيبويه بأن المراد الله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك.فيكون الكلام جملتين حذف خبر إحداهما لدلالة الثاني عليه والتقدير: والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك. (إعراب القرآن الكريم 4/121).

 *******************

25 - أتى باسم جمع بدل المثنى

س 130: جاء في سورة التحريم 66: 4 إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا . والخطاب (كما يقول البيضاوي). موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟
الجواب: أن الله قد أتى بالجمع في قوله (قلوبكما) وساغ ذلك لإضافته إلى مثنى وهو ضميراهما. والجمع في مثل هذا أكثر استعمالا من المثنى. فإن العرب كرهوا اجتماع تثنيين فعدلوا إلى الجمع لأن التثنية جمع في المعنى والإفراد. لا يجوز عند البصريين إلا في الشعر كقوله:
         حمامة بطن الواديين ترنمي         سقاك من العز الفوادي مطيرها
(إعراب القرآن الكريم 10/134)
******************************

26 رفع اسم إن

كما في هذه الآية ) إن هذان لساحران( 63 من سورة طه

الجواب :__
وهذه (إن) المسكنة وليست مشددة كما يظن هؤلاء وإنما هي مخففة من إن المشددة. واسمها دائما ضمير محذوف يسمى ضمير الشأن. وخبرها جملة. هي هنا جملة (هذان ساحران) وتأتي اللام المؤكدة في خبرها فتميزها عن «ان» النافية، ولا تحذف إلا لقرينة لفظية أو معنوية ومن ذلك ما جاء في الحديث النبوي (قد علمنا إن كنت لمؤمنا). ومن ذلك قول الشاعر:
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك     وإن مالك كانت كرام المعادن

 ***********************************