الأحد، 26 أبريل 2015

الكلام بصيغة الغائب فى القرأن عن الله



*من الاسئلة السازجة: قول البعض من غير المسلمين : أن كلام القرآن بصيغة الغائب عن الله يدل على ان الله ليس هو المتكلم نفسه؟!!!
....................................................................


الموضوع بقلم الأستاذة (( رزان أحمد ))  

* الرد: #أولا :أن الله تعالى أعلن عن ذاته فى القرآن كله ومن أول ْءايات نزلت من القرآن الكريم وهى
{ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} ..)

أى يا محمد اقرأ باسم ربك الذى خلق ...ولا يوجد انسان لديه ذرة عقل يفهم ان المتكلم شخص ءاخر غير الله ..وبالتالى فالقرآن الكريم من الفاتحة إلى الناس معلوم انه كلام الله..فلا يوجد لدينا كلام منسوب لمتى والاخر للوقا أو أشخاص مجهولون كما هو الحال ف الكتاب المقدس حتى نقول من صاحب الكلام يا ترى؟!!!

#ثانيا: سؤالكم فاسد من الأساس لأنه:

أ_ليس عندنا إله تجسد فى صورة انسان حتى نشتبه فى أمره ونقول يا ترى هل هذا انسان أم ماذا؟؟ انتم المطالبون باثبات ألوهية عيسى لأن عيسى ظهر كإنسان عادى يأكل ويشرب ويدخل الخلاء ..فإذا كان عيسى له طبيعة غير الظاهرة للناس فكان عليه ان يصرح بهذا كما صرح بناسوته وقال : (انا انسان) ..( ابن الانسان) بل إن التصريح باللاهوت أولى من التصريح بالناسوت لأنه غير ظاهر...فعيسى أثبت ناسوته بدليل عقلى ونقلى صريح لكن للأسف انتم ليس لديكم لا دليل عقلى ولا نقلى سوى نصوص مجازية فضفاضة تحتمل عدة معانى قيل أغلبها فى غير المسيح

ب_أما القرآن فالأمر يختلف لأن الله لم يتجسد فبمجرد أن يأتى جبريل بالوحى يبلغ عن رب العزة فقد ثبت أن هذا كلام الخالق الذى أرسله لأن من البديهى أن الله هو من يرسل الملائكة بالوحى.........لكن ليس من البديهى أو المعقول أن ينزل الله ويتجسد ويتصرف كبشر عادى من أجل خطية عجز أن يغفرها بدون تجسد

#ثالثا: هناك نصوص بالفعل يتحدث فيها الله بصيغة المتكلم نذكر القليل منها لعدم الاطالة:
*{وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}
*{إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }25 الأنبياء
*{ وما خلقت الجن والانس إلآ ليعبدون}
*{ذرني ومن خلقت وحيدا }
* وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}ثم إنكم بعد ذلك لميتون 15ثم إنكم يوم القيامة تبعثون16 ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين 17 وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون 18 ) )

والكثير والكثير من النصوص مثلها

#رابعآ: أما كلام الله تعالى عن نفسه بصيغة الغائب فهذا يسمى ف اللغة التفات وهو معروف فى لغة العرب وله أمثلة من الشعر الجاهلى

الالتفات هو: التعبير عن المعنى بطريق من الطرق الثلاثة:(المتكلم والمخاطب والغائب)
وهذا تعريف جمهور العلماء له
..........................
أقسام الالتفات:
الأول: الالتفات من ضمير الخطاب إلى ضمير الغيبة. ·
الثاني: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب. ·
الثالث: الالتفات من التكلم إلى الخطاب. ·
الرابع: الالتفات من الخطاب إلى التكلم. ·
الخامس: الالتفات من الغيبة إلى التكلم. ·
السادس: الالتفات من التكلم إلى الغيبة
وهذه الاقسام موجودة ف الشعر سواء كان اسلامى أم جاهلى
...................................
*ومن أمثلة الالتفات ف القران الكريم

_قوله تعالى {"هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)"
،
يقول السيوطى :"ومثاله من الخطاب إلى الغيبة: "حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم"، والأصل: "بِكُمْ". ونكتة العدول عن خطابهم إلى حكاية حالهم لغيرهم التعجب من كفرهم وفعلهم، إذ لو استمر على خطابهم لفاتت تلك الفائدة... وقيل: لأن الخطاب أولا كان مع الناس مؤمنهم وكافرهم بدليل "هو الذي يسيركم في البر والبحر". فلو كان "وجرين بكم" لَلَزِمَ الذَّمُّ للجميع فالتفتت عن الأول للإشارة إلى اختصاصه بهؤلاء الذين شأنُهم ما ذكره عنهم في آخر الآية عُدُولاً من الخطاب العام إلى الخاص.

_ومثال ل الالتفات من التكلم إلى الخطاب قوله تعالى: "وما ليَ لا أعبد الذي فَطَرني وإليه تُرْجَعون".
_ومن التكلم إلى الغيبة قوله تعالى: "إنا أعطيناك الكوثر* فَصَلِّ لربك وانْحَرْ".
_ومن الغيبة للتكلم قوله تعالى: "والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه". ومن الغيبة إلى الخطاب قوله تعالى: "مالك يوم الدين* إياك نعبد"،

* ومن أمثلته ف الشعر:
.................................
قول ربيعة بن مقروم:
* بانت سعادُ فأمسى القلب معمودا * وأخلفتك ابنةُ الحُرِّ المواعيدا
فالتفت كما ترى حيث لم يقل: "وأخلفتْني"

*ومن الخطاب إلى التكلم قول علقمة بن عبدة:
طحا بك قلبٌ في الحسان طَرُوبُ * بُعَيْدَ الشباب عَصْرَ حانَ مَشِيبُ
يكلِّفني ليلى، وقد شط وَلْيُها * وعادت عوادٍ بيننا وخطوبُ

*وأما قول امرئ القيس:
تطاول ليلك بالإثمدِ * ونام الخليُّ ولم ترقدِ
وبات، وباتت له ليلةٌ * كليلة ذي العاثر الأرمدِ
وذلك من نبأٍ جاءني * وخُبِّرْتُه عن أبي الأسودِ
فقال الزمخشري فيه ثلاث التفاتات..

*وقد يجعل الشاعر خطابَ الغائب للشاهد ، قول الهذلي:
( يا ويحَ نفسي آأنّ جدّةَ خالدٍ ...وبياضَ وجهكَ للترابِ الأعفر

*وقد أورد أبو العباس محمد بن يزيد المبرد (ت: ٢٨٥ ه) في كتابه الالتفات تعقيبا وشرحا لشعر الأعشى إذ قال
وأمتعني على العشا بوليدةٍ ..فأبْتُ بخيرٍ منك يا هوذَ حامدا

يقول المبرد : " فإنّه كان يتحدّثُ عنه ثمّ أقبلَ عليه يخاطبه ، .والعرب تترك مخاطبة الغائب الى مخاطبة الشاهد ومخاطبة الشاهد الى مخاطبة الغائب

...................................................
محاسن الالتفات
""""""""""""""""
*واعلم أن الالتفات من محاسن الكلام. ووجه حسنه، على ما ذكر الزمخشري، هو أن الكلام إذا نُقِل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا للإصغاء إليه من إجرائه على أسلوب واحد...".

*وفى كلامنا العادى كثيرا ما يستعمل المتكلم لنفسه ضمير الغائب فيقول مثلا: "العبد لله هو صاحب هذا الإنجاز، ولا فخر"، أو "محسوبك (ويقابلها فى الإنجليزية: "your (humble) servant") يرجوك أن تفعل الأمر الفلانى"، أو "كاتب هذه السطور (ويقابلها فى الإنجليزية: "the present writer") يعتقد أن الصواب هو كذا وكذا"... إلخ.

وقد انتشرت هذه الأيام فى رسائل الماجستير والدكتوراه قول الطالب عن نفسه: "ويرى الباحث أن..."، مستعملا هو أيضا ضمير الغائب رغم أنه إنما يتحدث عن نفسه، فكان المتوقع أن يستخدم ضمير المتكلم.

كذلك يستعمل طه حسين لنفسه فى كتاب "الأيام" كلمة "صاحبنا" أو "صبيّنا" "أو "شيخنا الصبى" أو "الصبى" أو ضمير الغائب مباشرة، ولم يحدث أن لجأ فى الحديث عن ذاته إلى ضمير المتكلم قط.


الموضوع بقلم الأستاذة (( رزان أحمد )) 



هناك تعليق واحد: