الأحد، 26 أبريل 2015

حرب الرسول مع يهود بنى قريظة



بني قريضة

فى العام الخامس  من الهجرة تعرض المسلمون إلى أكبر قوة عدوانية من أعداء الإسلام وقد أحاطت الجيوش المعادية بالمدينة للقضاء على المسلمين   ..
.
وقد كان هناك تحالف بين الرسول (صىلى الله عليه وسلم ) ويهود بنى قريظة وكان هذا التحالف قائم على شروط واجبة التنفيذ والإحترامك من الطرفين ولاشك أن الرسول كان يحترمها ويقيم عليها ولكن ما هى هذه الشروط ؟؟! وهل نفذتها يهود بنى قريظة بالفعل ؟؟؟!!!


"
لنرى هذا 


أولاً الشروط :_


1ـ المعايشة السالمة بينهم وعدم تعدى أحد الأطراف على الأخر 
2ـ تعهد كلا الطرفين بالدفاع المشترك عن المدينة فى حال وقوع أى عدوان  خارجى عليها وعلى اليهود التحالف مع المسلمين فى هذا الوقت لأنه حالة حرب مشتركة ..

وهذه باقى شروط من  ((         "" ابن هشام ـ ج 1 ـ ص 503/ 504""")))

3ـ وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.

4ـ وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم.

5ـ وأنه لا يأثم امرؤُ بحليفه.

6ـ وأن النصر للمظلوم.

7ـ وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

8ـ وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.

9ـ وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو شجار يخاف فساده فإن مردَّه إلى الله ، وإلى محمد رسول الله .

10ـ وأنه لا تُجَارُ قريشٌ ولا مَن نَصَرَهَا.

11ـ وأن بينهم النصر على من دَهَم يثرب.‏‏. على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قِبَلَهُمْ.

12ـ وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم‏‏..

إذن هذه المعاهدة توجب على اليهود والمسلمين أيضا السلم فيما بينهم وحماية المدينة من أى عدوان عليها ...

((  وقد احترم المسلمون  المعاهدة ودامت خمس سنوات )))  لكن هل احترم اليهود المعاهدة ...؟!!!

لقد نقض اليهود  المعاهدة و تحالفوا مع قريش، فبعدما أحاطت جيوش الأحزاب بالمدينة في عشرة آلاف مقاتل من مشركي قريش وقبائل غطفان وأشجع وأسد وفزارة وبني سليم، على حين لم يزد عدد المسلمين على ثلاثة آلاف مقاتل .
وكان من أشد البلاء الذى قابله المسلمون فى هذا الوقت  وما أشده !!!

قالت أم المؤمنين أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ :

(شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد فيها قتال وخوف، شهدت المريسيع، وخيبر، وكتاب الحديبية، وفي الفتح، وحنين، لم يكن ذلك أتعب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أخوف عندنا من الخندق، وذلك أن المسلمين كانوا في مثل الحرجة، وأن قريظة لا نأمنها على الذراري. فالمدينة تحرس حتى الصباح تسمع فيها تكبير المسلمين حتى يصبحوا خوفاً) 

فكان من المُتوقع بعد هذا الحصار و شِدّة هذا البلاء أن ينضم يهود بني قريظة إلى صفوف المسلمين ضد القوات الزاحفة على المدينة بناءً على نصوص المعاهدة المُبرمة بين الفريقين، لكن الذي حدث هو عكس هذا تمامًا! فلم تكتفِ بنو قريظة بمجرد السلبية، ولكن فوجئ المسلمون بهم يخونونهم في أخطر أوقات محنتهم، ولم يرعوا للعهود حرمة، في سبيل التعجيل بسحق المسلمين والقضاء عليهم قضاءً تامًّا.
 ((((في ظلال القرآن جـ21/548 ط سابعة سنة 1391هـ.)))


قال ابن كثير رحمه الله :         

    قال ابن إسحاق فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذورة والغارب حتى سمع له ـ يعني في نقض عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي محاربته مع الأحزاب ـ على أن أعطاه حيي عهد الله وميثاقه لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك. فنقض كعب بن أسد العهد، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

       للاطلاع...""" ابن كثير ـ ج 3 ـ ص 118"""
      

هل هذا ما فعله اليهود فقط؟!

بالطبع لا ...

1 _ اليهود أخلّوا بأمن المدينة، وهاجمت منازل المسلمين، ولولا مراقبة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) للأوضاع، وحراسة من عيّنهم من جنود الإسلام للحفاظ على أمن المدينة، لفعلت تلك الزمرة الأفاعيل ولارتكبت أسوأ الفضائع والفجائع، ولو أُتيح لهم أن يسيطروا على المدينة، لقتلوا رجال المسلمين، وصادروا أموالهم، وسبوا نساءهم وأطفالهم.

_
2-   إن يهود بني قريظة حاولوا التعرضَ لنساء المسلمين وأولادهم، و منهم *السيدة صفية :
قال ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي فَارِعٍ ، حِصْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ ، وَكَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مَعَنَا فِيهِ مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ حَيْثُ خَنْدَقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ صَفِيَّةُ : ” فَمَرَّ بِنَا رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ ، فَجَعَلَ يَطِيفُ بِالْحِصْنِ ، وَقَدْ حَارَبَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ ، وَقَطَعَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ أَحَدٌ يَدْفَعُ عَنَّا ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ فِي نُحُورِ عَدُوِّهِمْ ، لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَنْصَرِفُوا إِلَيْنَا عَنْهُمْ إِذَا أَتَانَا آتٍ ، فَقُلْتُ لِحَسَّانَ : إِنَّ هَذَا الْيَهُودِيَّ يُطِيفُ بِالْحِصْنِ كَمَا تَرَى ، وَلا آمَنُهُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى عَوْرَتِنَا مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ يَهُودَ ، وَقَدْ شُغِلَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، فَانْزِلْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ ، فَقَالَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتِ مَا أَنَا بِصَاحِبِ هَذَا ، قَالَتْ صَفِيَّةُ : فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ احْتَجَزْتُ عَمُودًا ، ثُمَّ نَزَلْتُ مِنَ الْحِصْنِ إِلَيْهِ ، فَضَرَبْتُهُ بِالْعَمُودِ حَتَّى قَتَلْتُهُ ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْحِصْنِ ، فَقُلْتُ : يَا حَسَّانُ ، انْزِلْ فَاسْتَلِبْهُ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَسْتَلِبَهُ إِلا أَنَّهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَا لِي بِسَلَبِهِ مِنْ حَاجَةٍ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ” 

       """"ابن هشام ـ ج 3 ـ ص 711"""""
--------

3-  حينما علم النبى (صلى الله عليه وسلم بالخبر  فى أول الأمر حاول أن يخفيه عن المسلمين خوفا من تأثير سلبى على نفوسهم ولذلك أرسل ((سعد بن معاذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير )) الى يهود بنى قريظة و أوصاهم قائلا: "انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا، فإن كان حقاً فألحنوا لي لحناً أعرفه. أي ألمحوا لي في الكلام تلميحاً دون تصريح، حتى لا يفت ذلك في عضد الناس، وأما إن كانوا على الوفاء بيننا وبينهم فاجهروا به للناس.."     فما كان من يهود بنى قريظة الا أنهم قالوا  ((( من رسول الله؟!))) فرجع الوفد للرسول مبلغا اياه ما حدث....

السيرة النبوية لابن هشام جـ 2/222 ط ثانية.


4-  فى هذا الموقف ظهر المنافقون من الناس مما كان له أثر سلبى أيضا وجعل موقف المسلمين لايُحسدون عليه فقد كانوا فى أعداد قليلة ومحنة شديدة جداااا ... حتى وصل الحال بقول المنافقين (((كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن أن يذهب إلى الغائط )))  

 المصدر السابق ((السيرة النبوية لابن هشام جـ 2/222 ط ثانية.)))




5- وبعد أن هرب المشركين وحلفائهم ويجرون الهزيمة ورائهم ،ذهب المسلمون الى بيوتهم لللراحة بعد عناء شديد دام حوالى شهر  من القلق والضيق والمحن الشديدة ولكن  بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وعثاء المرابطة في غزوة الأحزاب في بيت أم سلمة رضي الله عنها إذ تبدى له جبريل عليه السلام فقال: "أوضعت السلاح يا رسول الله، قال: نعم. قال: ولكن الملائكة لم تضع أسلحتها، وهذا أوان رجوعي من طلب القوم، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تنهض إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم.

((((السيرة لابن هشام جـ2/232 ط ثانية.))))


فنادى عليه الصلاة والسلام في المسلمين "ألا.. لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"، فسار الناس فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم بل نصلي، ولم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم..

_(((صحيح البخاري، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب. )))) ... 

وتبعهم عليه الصلاة والسلام بعد أن استخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وحاصر القوم شهراً أو خمسة وعشرين يوماً..

 ((((تاريخ الرسل والملوك للطبري جـ2/583 والسيرة لابن هشام جـ2/234.))))..


6-  حينما وجد يهود بنى قريظة أنه لا مفر من حصار المسلمين لهم وقد دام حوالى شهر  فاستسلموا وقد نزلوا على حكم الرسول ((صلى الله عليه وسلم ))) والذى وكل الحكم لــ ((سعد بن معاذ رضى الله عنه ))) وبعد أن أخذ سعد رضى الله عنه المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه. أعلن حكمه بالإعدام على الخونة قائلاً: (("فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال وتسبى الذرية وتقسم الأموال ))) فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم مؤيدًا هذا الحكم : " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات" 

(( ابن القيم)) : زاد المعاد 3/117، ((و ابن سيد الناس )): عيون الأثر 2/ 54، ((وابن هشام)) 2/240

ففي الصحيحين وهذا لفظ مسلم :

(عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : ” أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْعَرِقَةِ رَمَاهُ فِي الْأَكْحَلِ ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ يَعُودُهُ مِنْ قَرِيبٍ ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْخَنْدَقِ ، وَضَعَ السِّلَاحَ فَاغْتَسَلَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ ، فَقَالَ : وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ اخْرُجْ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَأَيْنَ ؟ ، فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدٍ ، قَالَ : فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ ، وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ “) ...

صحيح الإمام ـ رحمه الله ـ رقم الحديث 3321



فى رواية البخارى (فإني أحكُمُ أن تقتلَ المقاتِلَةُ)
( لما نزلت بنو قريظةَ على حكمِ سعدٍ، هو ابنُ معاذٍ، بعثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكان قريبًا منه ، فجاء على حمارٍ، فلما دنا قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدِكم. فجاء فجلس إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقال له: إن هؤلاء نزلوا على حُكمِك. قال: فإني أحكُمُ أن تقتلَ المقاتِلَةُ، وأن تسبى الذُّرِّيَّةُ، قال: لقد حكمت فيهم بحكمِ الملِكِ.
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3043

خلاصة حكم المحدث: [صحيح])

السؤال هنا لأى ملحد أو نصرانى قبل أن تحكم :_

1-  ما هو  جزاء الخيانة للمعاهدات والمواثيق بين دولتين حاليا ؟؟!

بالتأكيد الحرب والقتل بل وتدمير  الطرف الأخر تدميرا ولن يُؤخذ فى الحسبان أن هناك أطفال أو شيوخ أو نساء بل سيكون الأمر بلا رحمة ...

فلماذا تنكر على المسلمين عقابهم لبنى قريظة ((رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم )) لم يأمر بقتل طفل ولا شيخ ولا إمرأة  بل فقط كل من نبتت عانته....!؟!

2- ماذا لو كان بالفعل قد تمكن الاحزاب من المسلمين بهذا التآمر البشع العدوانى ..ألم يكن هذا نهاية للمسلمين ؟! بالتأكيد نعم  ..
فلماذا تنكر على المسلمين إذن أن يعاقبوهم ...!!!!!!!!!!

   قال عطية القرظي : كنت من سبي بني قريظة ، فكانوا ينظرون فَمَن أنبت الشعر قُتل ، ومن لم يُنبت لم يُقتل ، فكنت فيمن لم يُنبت . رواه أبو داود .
معنى " أنْبَت " أي نبت شعر عانته ، وهو دليل على البلوغ وجريان قلم التكليف .
والإنبات هو علامة النضوج وهذا عند اليهود فى عرفهم مُعترف به

_أما عن وصايا الرسول (صلوات ربى عليه ))  وعن يهود بنى قريظة


_ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ ( أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ) ................. 

صحيح الإمام البخاري رحمه الله ـ رقم الحديث 2851، و رواه الإمام مسلم رحمه الله ـ برقم 1744



***حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ الْأَحْوَصِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : « نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ الَّذِي لَا حَرَاكَ بِهِ » رواه ابن أبي شيبة رحمه الله في المنصنف رقم الصفحة 656


**وفي رواية أبي داود: يقول رسول الله : “وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا، وَلاَ طِفْلاً، وَلاَ صَغِيرًا، وَلاَ امْرَأَةً…” 

(وَعَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَمِّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ ء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ء حِينَ بَعَثَ إلَى ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ بِخَيْبَرَ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ»

 أبو داود: كتاب الجهاد، باب في دعاء العدو (2614)، وابن أبي شيبة 6/483، والبيهقي في سننه الكبرى (17932).


قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
( وقَالَ مَالِكٌ والأَوْزَاعِيُّ : لاَ يَجُوزُ قَتْلُ النِّسَاءِ والصِّبْيَانِ بِحَالٍ حتَّى لَوْ تَتَرَّسَ أَهْلُ الحَرْب بالنِّسَاءِ والصِّبْيَانِ أَوْ تَحَصَّنُوا بِحِصْنٍ أَوْ سَفِينَةٍ وجَعَلُوا مَعَهُم النِّسَاءَ والصِّبْيَانَ لَمْ يَجُزْ رَمْيُهم ولاَ تَحرِيقُهم)   فتح الباري شرح صحيح البخاري (6/147)
و عن رَبَاح بنِ رَبيعٍ قَالَ : ” كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ ، فَرَأَى النَّاسَ مُجتَمعِينَ عَلَى شَيْءٍ ، فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ : انْظُرْ عَلاَمَ اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ ؟ فَجَاءَ فَقَالَ : علَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ ، فَقَالَ : مَا كاَنَتْ هَذِهِ لِتُقاتلَ ! قَالَ : وعَلى المُقَدِّمَةِ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ ، فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ : قُلْ لِخَالِدٍ: لاَ يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً ولاَ عَسِيفًا ”.... رَواه أبو داود (2669) وصحَّحه الألبانيُّ


والخلاصة :__

1--  المعاهدة بين المسلمين ويهود بنى قريظة والتى التزم بها المسلمون وخانها يهود بني قريظة فقد خانت العهد من عدم مناصرة المسلمين، بل لم تكتف بعدم المناصرة وسهلت مرور الكفار من خلالهم، بل لم تكتف وساعدت في الهجوم على المسلمين، في مشهدٍ بلغت فيه قلوب المسلمين الحناجر وزلزلوا زلزالا شديدًا كما وصفهم القرآن الكريم، بل في موقف لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يقوم ويأتي بخبر المشركين ووعده "أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة، قال حذيفة رضي الله عنه " فما قام رجل من شدة الخوف وشدة الجوع والبرد"..


2-  هزيمة التحالف وضرورة عقاب يهود بنى قريظة على الخيانة ونقض العهد (((وهذا لا يوجد أى خلاف عليه بل الجميع يتفق سواء حاليا فى العصر الحديث أو قديما ))) ...


3- الحكم العدل عليهم بقتل المقاتلة والسبى وأخذ أموالهم ((وهذا أيضا لا خلاف عليه قديما ولا حديثا الفرق فقط أن حديثا يتم العقاب بأبشع الصور وبلا أى رحمة فى حال حدوثه)))...


لكن هناك أشياء  يجب الأخذ بها فى تنفيذ الحكم وهى :_

أ/ الغدر .. فقد قتل من تحيز معهم ولو لم يكن منهم .. ولذلك قتل حيي بن أخطب إذ ألّبهم وتحيز معهم وليس من بني قريظة .

ب/ :  التحيز للجماعة الخائنة.. فمن ثبت أنه من بني قريظة ولكنه لم يتحيز معها لم يُطلب ولم ينفذ فيه الحكم ..

جـ/ : الرضا .. فمن ثبت أنّه أنكر على بني قريظة ما فعلته من الخيانة للعهد لم ينفذ فيه الحكم كذلك..

ومثله عمرو بن سعد القرظي .. وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه "ذاك رجل نجاه الله بوفائه".

د/ القدرة العقلية وهذا لا شك فيه إذ أن فى حال عدم نضوج العقلية لا يتم تنفيذ أى حكم فيه حتى لو كان رجل بالغ ...


هل يرى أحد عدل فى حكم على الخيانة ونقض المعاهدات مثل هذا ؟!!
اترك الجواب لك .



أما عن العدد الذى تم تنفيذ الحكم  عليه :_

 
 فيه اختلاف ولكن حتى الروايات التى تبالغ فيها اسنادات غريبة وهنا بعض 
الروايات _ 

ما رواه ابن زنجويه :

(ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” غَدَا إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، فَقَضَى بِأَنْ يُقْتَلَ رِجَالُهُمْ ، وَتُقْسَمَ ذَرَارِيُّهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلا ، إِلا عَمْرَو بْنَ سَعْدٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْوَفَاءِ ، وَيَنْهَى عَنِ الْغَدْرِ فَلِذَلِكَ نَجَا . وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيْرَ إِلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، فَأَعْتَقَهُ..)
الأموال لابن زنجويه ـ رحمه الله ـ رقم الحديث 359


و روي عن جابر ابن عبد الله رضي الله :
(رمى يوم الأحزاب سعد بن معاذ ، فقطعوا أكحله ، فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار ، فانتفخت يده ، فحسمه أخرى ، فانتفخت يده ، فنزفه ، فلما رأى ذلك ، قال: اللهم لا تخرج نفسى حتى تقر عينى من بنى قريظة ، فاستمسك عرقه ، فما قطر قطرة ، حتى نزلوا على حكم سعد ، فأرسل إليه ، فحكم أن تقتل رجالهم ، ويستحى نساؤهم وذراريهم ، ليستعين بهم المسلمون ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبت حكم الله فيهم ، وكانوا أربعمائة ، فلما فرغ من قتلهم ، انفتق عرقه فمات) 


 صحيح الترمذي رحمه الله ـ رقم الحديث 1582، كما صححه الألباني و ابن حجر العسقلاني رحمهما الله.



فمن يبالغ فى العدد ليقول ألف وهذه الأعداد  ...فهل ترى أن عدد مثل هذا كان يمكن ؟؟!!!

***حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ الْأَحْوَصِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : « نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ الَّذِي لَا حَرَاكَ بِهِ » رواه ابن أبي شيبة رحمه الله في المنصنف رقم الصفحة 656



4-  ومما يؤكِّد أن المسلمين لم يكونوا يقاتلون إلا من قاتلهم؛ أو خانهم هو موقف المسلمين من مشركي الحبشة دليل على هذا , فالمسلمون لم يفكروا في حربهم في يوم من الأيام, وهذه ظاهرة جديرة بالاهتمام من أن الحرب في الإسلام إنما هي ضرورة, دُفِعَ إليها المسلمون, فقد كانت الحبشة قريبة نسبيًّا من المسلمين, وكانوا على دراية بها وبأحوالها كلها, وعلى علم بالضعف الحربي الذي تعانيه إذا قِيست بالفرس والروم, فلماذا ?إذن? لم يحاربوها؟

ليس لذلك إلا جواب واحد؛ هو أنها لم تحاربهم, ولم تُعِدَّ عدتها للقضاء عليهم, كما فعل يهود بنى قريظة فى حين مساعدتها للأحزاب ضد المسلمين كما أنهم خانوا العهد كما اتضح ....


وأخيرا :_
هل يوجد ديانة أو دلوة حديثة لا تقر ولا تؤيد موقف معاقبة الخائن ((خاصة فى حال إذا كان العدو مثل الأحزاب كثيرة العدد والعدة فلولا نصر الله عزوجل لرسوله والمسلمين لكان تم إبادة المسلمين ))...فهل يوجد من يخالف هذا الحكم ؟!!!

********************
وما توفيقى إلا بالله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق