الثلاثاء، 19 مايو 2015

منطق الخالق ومنطلق المخلوق

منطق الخالق و منطق المخلوق ..

**********


ما ينطبق على المخلوق لا ينطبق بالضراروة على الخالق فمنطق المخلوق غير منطق الخالق (وإن صح التعبير فإن الله خالق المنطق نفسه) فما يصلح للهاتف ليس شرطا أنه يصلح لصانعه ...


ولكن هذا يتجاهله أو ربما يجهله الملحد فهو حينما يقال له أن الله خلق المادة أو أى شيئ من العدم وهو لم يستطع عقله إدراك هذا إذن الخالق لم يخلق شيئا من العدم أو لا يوجد فى الأصل هذا الخالق ليخلق من العدم .


وأيضا لم تدرك عيناه الخالق عزوجل فلا يوجد إذن هذا الخالق ((وكأنه يريد الإله يكون ظاهرا عيانا أمامه لكن هل وقتها سيكون إله أم أحد الأصدقاء؟!))) .... هذا منطق أعوج


لأنه يقيس على قدر اداركه العقلى فقط ((والعقل البشرى محدود )) ولا يأخذ فى الحسبان أن منطق الخالق لايمثله منطق المخلوق .!

كما أنه يريد أن يتصور الإله وكأنه رئيس جمهورية من الممكن ان يُسأل لماذا فعلت هذا ؟!

وهذا ايضا قمة الجهل بالمنطق الإلهى لأن الاله يفعل ما يريد وما يشاء فهو يسأل ولا يُسأل ..!...

.


فتخيل أن حجم إنسان ملحد مثلا مقارنة بكوكب الأرض .! <كمثل حبة رمل وهذا الكوكب هو كمثل حبة رمل أيضا فى مجرتنا ومجرتنا كمثل حبة رمل فى الكون وهذا الكون كفلاة لعرش الرحمن ..


والعرش مخلوق نوراني هائل الحجم لا يمكن للعقل البشري مهما إتسعت آفاقه و تخيلاته أن يدرك مدى ضخامة هذا المخلوق إذ يعتبر العرش أكبر مخلوقات الله عز و جل على الإطلاق ..


وبعد هذا تجد الملحد يريد أن يضع خالق كل هذا_وهو حتى لم يُدرك مدى عظمة وحجم ما خلقه هذا الإله _ أن يضعه محل السؤال فيقول لماذا هو إله ؟! ولماذاخلق الإله الكون بهذا الحجم ؟! ولماذا لا نرى الإله ؟! ولماذا ولماذا ..........!!!!!


فهو هكذا يقفز الى المستحيل ويخرج عن كل ما يتناسب مع العقلانية ولا المنطق . فلابد أن يعى الملاحدة الفرق بين منطق الخالق ومنطق المخلوق .

. ويستغل الملاحدة أسئلتهم عن الإله (التى هى بعيدة عن المنطق تماما) ولم يتوصلوا إلى إجابة تناسب هواهم فيستغلون هذا مبتعدين عن كينونة الإنسان و أهداف الحياة ولا يقدمون أى بديل سوى العشوائية والعبثية معتمدا على محاولة اإسقاط الإله وبالتالى الدين فهو هكذا يُسقط نظاما ليحل محله العشوائية والعبثية _وبغض النظر عن أن هذه العشوائية قد تجد من يؤيدها من ضعاف النفوس _ولكنهم سرعان ما يعرفون أنها بلافائدة .


فالإنسان بطبعه يبحث عن الأمان والنظام ويبحث عن هدف للحياة فلا يمكن أن تكون مجرد أياما وشهورا يعيشها بعشوائية وبلا أى هدف ثم ينتهى الأمر ..(((وهذا لا يناقشه الملاحدة لأنهم يعرفون أن الإلحاد لا يقدم هدفا وغاية فكل ما يريده _إسقاط الاله وينتهى الأمر ليعيش بعدها كما يريد _ ويتخيل بعدها أن كل المشكلات قد انتهت ولكنه أيضا سرعان ما يجد أنها لم تنتهى بعد لكن العكس بل ويزيد أنه لايجد نفسه ولا يعرف غاية لوجوده .



عندما تحرر الملحد من الدين ((والذى هو منهج ونظام)) عليه أن يقدم بديلا يرجع اليه الانسان فالإلحاد ((الفكر الحر)) لا يمكن أن يكون بديلا بل عشوائية فقط وهذا يعنى أن كل هم الملحد أن يتحرر فقط لكن المهم أنه تحرر من شئ ((يظن أنه خطأ)) الى ماذا؟؟!!!


هذا هو السؤال ما هو الشئ الذى يستحق أن يتحرر الإنسان من الدين بسببه ... ؟! ما أراه أن الملاحدة تحرروا من الدين الى اللاشئ أو العبثية والعشوائية واللامنطقية ....!!! هل يوجد غير هذا ؟!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق