الثلاثاء، 19 مايو 2015

هل الإنسان خلق الإله ؟!


هل الإنسان خلق الإله ؟! ****** رغم إنكار الملاحدة لوجود الله عزوجل إلا أنهم فى داخلهم يبحثون عنه ،أسئلتهم عن الخالق سبحانه لهى دليل فى حد ذاته على الصراع الداخلى الفطرى والذى لايمكن إنكاره لكن البعض يتجاهله .... . ولكن تكبر نفس الملحد فى الإعتراف بالخالق عزوجل تجعله يحاول أن يجد أى مبررات لإنكاره فلجأ إلى نظرية أن الإله هو إختراع بشرى نتيجة خوفه من مظاهر الطبيعة القاسية كالزلازل والعواصف والامطار وغيره ...!!!!


1- هل يوجد ما هو شر محض أو خير محض فى عالمنا ؟! بالتأكيد..لا ..فكل هذا نسبى وليس محض ومن هنا أقول إن فكرة أن الإله اختراع بشرى نتيجة الخوف ساقطة لامنطقية لأنه لكل شئ جانب خير وشر ، نفع وضرر من هذه المظاهر ..ومثال على هذا المطر مثلا ذلك الذى يسبب الفيضان والدمار أحيانا ، له جانب خير وهو الخصوبة والإنتاج وإحياء التربة ،وكذلك النار والبحر والزلازل وغيره , فلا يمكن تقبل فكرة الحب و التقرب الكامل لهذه المظاهر ولا حتى البغض الكامل لها وبالتالى يعنى سقوط فكرة أن الإله اختراع بشرى لخوفه من المظاهر لانه هذه المظاهر لها نفع وضرر وليس ضرر فقط .... . 2- الإنسان مخلوق عاقل فلو كان يعيش فى غابة وحده فهو يستطيع أن يصنف ما يعيش حوله من حيث النفع والضرر ، فيستطيع مثلا أن يميز أن الحيوانات الكبيرة خطر وضرر ، بينما الحيوانات الصغيرة ليس فيها ضرر مثل الكبيرة وليست جميعها وهناك النافعة ..هذا يجعل أيضا نظرية الخوف ساقطة منطقيا ..لأن الإنسان عبد وقدٌس أشياء لا تنفع ولا تضر ، فما الذى قد ينفع أو يضر الإنسان من حجارة مثلا أو أتفه الحيوانات ؟!!!!!!! . 3- إذا كان التعبد فى قوم ما ، أو منطقة جغرافية ما نتيجة الخوف من مظاهر الطبيعة ... فكيف يسود التعبد فى شتى بقاع الأرض مع اختلاف الفكر ؟! أم هل الفكر موحد عند الجميع فى نظر الماديين ؟!!! فى الحقيقة إن التدين وبحث الإنسان عن خالقه دائما هو شئ فطرى مجبول عليه الإنسان يقول تعالى ((} فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون { (الروم –30) ، وهذا يؤكده أن التدين ساد العالم منذ الخليقة وإلى زوال الدنيا ، ومع اختلاف الأماكن هناك تدين فحتى أكثر الأجناس همجية ، وهذا أيضا يسقط نظرية الخوف .....


هناك نوعان من الأفعال وهما أ- أفعال فطرية ثابتة لا تخضع لتغيير....ب_ أفعال عادية خاضعة للتغيير .... ومن هذا فإن الناس جميعا تشترك أن التدين شئ فطرى ثابت لم يتخل الإنسان عنه وهو راسخ فى أعماق النفس البشرية **يقول المؤرخ الإغريقي (بلوتارك): "قد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبداً مدن بلا معابد".


وأيضا يقول :_(( إن مدينة بلا أرض تقوم عليها، أسهل من قيام دولة بلا إله)).. ولا شك أن الإنسان منذ فجر التاريخ يشغله أسئلة عدة عن وجوده من أين ؟! وإلى أين ؟! ولم؟! ...وغيره ،هذا فى حد ذااته دليل على أن التدين لم يكن وليد خوف من مظاهر الطبيعة ، بل هو شئ راسخ فطرى فى أعماق النفس يبحث عنه كل إنسان ....

.

4- لو كان الإله والدين ناتج خوف من مظاهر الطبيعة لكانت الشعائر التى يقيمها الإنسان أو القرابين التى يفعلها البعض تنتهى مع علمه أنها لا تنفع لأنها لا تمنع حدوث الظاهرة فهو يقدم ويقيم الشعائر ولكنها لا تمنع أيضا فلماذا يستمر الإنسان بعد هذا ؟!!! ففى كل الأحوال أى ظاهرة من مظاهر الطبيعة تتكرر فيجعل منها شيئا معتادا ليس فيه جديد أى شئ مألوف فلماذا قد يضطر الإنسان للرمز لها والتعبد أو تقديم قرابين ؟!!!!

.

5- الإنسان فى بحثه عن الإله لم يكن نابع من خوفه من شئ ، بل إن هذا شئ عقلى بديهى يسأل الإنسان عن مسبب الحياة وعلة وجوده ، ومن يدير هذا الكون بما فيه ؟ هذا هو التفسير المنطقى بعيدا عن هرطقة الملاحدة بأن الإله هو اختراع بشرى نتيجة خوف من مظاهر الطبيعة .!!!!

. 6- والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هو :_ كيف فهم الإنسان البدائى الباحث عن الأمان أن التعبد لشئ ما أو ظاهرة ما سوف تجعله فى أمان من ضرر الظاهرة ؟! فعند حدوث ظاهرة مثل البرق مثلا .. ما الذى يجعل الإنسان يفكر أن التعبد سوف يمنع الظاهرة أو يمنع ضررها على الأقل ؟! ..لماذا لا يكون الإنسان فكر بعقلانية مثل سيدنا إبراهيم الذى علم أن وراء حركة الشمس والقمر والكواكب خالق أكبر لم يحركه شئ لذلك سعى الإنسان الى الخضوع لخالقه ولكن بطرق مختلفة ؟!

.

7- كل هذا بعيدا عن التفسير الدينى والذى هو قمة الوضوح والعقلانية والمنطقية فالعقل يقر بوجد إله ، والفطرة تسوق الإنسان لهذا وتدله ، ومعه فإن الله عزوجل خلق الإنسان وما كان ليتركه دون أن يدله ويرشده ، فمع أول إنسان فى الوجود كان معه عقيدة سليمة بأن الله خالقه ، لكن مع الإختلاف ونزغ الشيطان بين بنى آدم تفرقوا وحرفوا فعبدوا ما لا ينفع ولا يضر ...


وفى الأخير :- كل هذه المبررات التى يحاول الملاحدة إثارتها كنظرية الخوف هى فى حد ذاتها إقرار بوجود الخالق سبحانه ، ولكنه التكبر...!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق