الثلاثاء، 19 مايو 2015

وجود الله

وجود الله 
******

 إن عقل الإنسان مهما بلغ من المعرفة والعلم فلايزال عقلا محدودا فى عالم محدود وحينما يتجاوز هذا العقل حدٌه فحتما لن يصل لشئ بل يضل ولا يحصد شيئاً .

. وإنٌ العقل البشرى المحدود وفقا لثنائية الفكر والإدراك العقلى ليدل بالضرورة على وجود المطلق .

.

ومحال أن يكون الإله محدود بل لابد أن يكون مطلق بينما نحن محدودى الفكر والعقل فلو كانت عقولنا مطلقة لأدركنا بالضرورة وجود الله مباشرة ولكن عقولنا محدودة .. . وعادة ما يكون البرهان أكثر بديهة فى استخدامه للبرهنة على شئ ما ولايمكن أن يكون البرهان أقل وضوحا وبديهة من المبرهن عليه وإلا فلن يؤدى مهمته فى البرهان بشكل وافى .


وعليه فإذا أردنا أن نبرهن على وجود الله عزوجل وهو المطلق فى كل شئ وهو الأول بالضرورة فلا يسبقه شئ وليس كمثله شئ هذا يعنى أنه لا يعلو عليه أى شئ لذلك .....فأين هو البرهان الذى يمكن استخدامه على المطلق الذى لا يعلو عليه شئ ؟!

. لايوجد شئ يعلو على الله سبحانه العلى العظيم حتى نستخدمه فى البرهان عليه نفسه والذى لا يحتاج ولذلك فإنٌ الله يُستدل به ولا يُستدل عليه ...


فهو الأكثر بديهة وهو البرهان على وجود كل شئ لأنه واجد كل شئ .. وعليه فإن من يطلب البرهان على وجود الله إنما طلبه نابع من محدودية عقله ولذلك يستخدم المتاح للعقول استيعابه فى الوصول للخالق عزوجل فالفطرة والعقل نفسه والكون بما فيه كل هذه الأشياء الدالة فى الحقيقة على الخالق وما أكثر الأدلة على وجوده سبحانه فــ نستخدمها وندرك منها على قدر عقولنا للدلالة على وجود الله ولكنها فى حد ذاتها دليل وليس برهان فالبرهان هو الحجة القاطعة أما الدليل فهو يحتمل الظن .. وعليه فالله هو برهان وجود كل شئ فهو الواجد له ....

.

ومع محدودية عقولنا نحن البشر هل يستطيع العقل البشري أن يتخيل وجود حدود للكون ؟!


وهل يستطيع أن يتخيل عدم وجود حدود للكون ؟ !

. فإن قال أحد أن الكون محدود ..! فماذا الذي بعد حدوده ؟!


و ان قلت انه غير محدود ، فكيف نفهم الكون وهو بلا حدود ؟!


إنٌ منطقنا نحن البشر مبنى على الحدود فهناك حد لكل شئ فى حياتنا إذا تعداه منطقنا فسد ولن يأتى بمفيد نستطيع من خلاله إدراك شئ .


فالعقل البشرى لا يستطيع أن يتعامل أو يدرك المطلق والشامل إداركا مباشرا..فكيف إذن يستطيع أن أن يتعامل مع الخالق المطلق ؟! فــــــــ (العقل ) لم يستطع أن يتعامل مع مخلوق (الكون ) فكيف بالخالق؟!


إن عقولنا هى حرة تسبح فى نطاق الحدود التى لها ولا تستطيع أن تخرج عنها ـ فلو أن كل ملحد علم حقيقة نفسه وحدود عقله لأنتهى أمر الإلحاد .


ولكن أسفاً فقد اتجه الملحد للأنانية أنكر وجود من هو واجد الوجود نفسه فلا يوجد من هو أكثر بديهة للبرهان على وجود الله ولا عقل الملحد يعى الأدلة التى لا تُحصى على وجود الله و كما يقول (( كريسى موريسون )) الالحاد نوع من الأنانية حيث يجلس الإنسان على كرسى الله ....

وهذا ما كان من الملاحدة ...!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق