الأحد، 31 مايو 2015

إعمال العقل فى عالم الغيب وعالم الشهادة وأسئلة الملاحدة اللاعقلانية




دائما يثير الملاحدة أسئلة لا عقلانية :_ 

محال أن يكون الله عزوجل قد خلق لنا العقل وميزنا به عن مخلوقات كثيرة بل ويأمرنا بالتدبر والتفكر ثم نخاف نحن من استخدام وإعمال عقولنا ...!!!!

.
لايوجد ما نخاف منه فى ديننا ، فالتدبر والتفكر فريضة إسلامية ، ولكن الخطأ  كل الخطأ أن يظن أحد أن الله أعطانا العقل وجعله مطلق ، فهو مخطئ تماما وهذا خطأ وقع فيه الملاحدة.

الملاحدة ((قبل إلحادهم))  هم أشخاص لم يفهموا الإيمان قط و كانت عقولهم معطلة عن فهم الدين بصورته الصحيحة وتدعيم إيمانهم بالعقل والتدبر ، ولذلك ومع أول إختبارات حقيقية عقلية سقطوا ..

وعندما قرروا تفعيل عقولهم فقد كان فى سبيل نقد الدين بدلاً من البحث ، لأنهم ظنوا أن الدين هو ما جعلهم مغيبين معطلين لعقولهم ..وهذه مغالطة منهم بلا شك ..
.
لكن المغالطة الكبرى عندهم أنهم ظنوا أن عقولهم (فى الإلحاد ) تُدرك وتعى كل شئ وكأنها مطلقة وليس محدودة ...


فهناك أمور لا تعيها عقولنا ومنطقنا ، ولا يفهم هذا الملاحدة اطلاقا ، لأنهم ظنوا أن طالما الإنسان أصبح ملحدا كأن بإمكانه إذن أن يصل لكل شئ ، لهذا اقحموا أنفسهم وعقولهم فى عالم الألوهية ((عالم الغيب )) وبدأوا يتسائلون أسئلة خارجة عن حدود عقولنا ومنطقنا ولهذا 
قال الله عزوجل ((ولا تقف ماليس لك به علم )) والمقصود من الأية بالطبع ليس أنك لا تفكر ، بل المقصود هو أن هناك عالم لن تعيه ولن تدركه بعقلك فى الدنيا ، إدراك العالم الغيبى لن يكون كما يظن البعض حتى ننظر كيف هو منطقه ؟! أو كيف يسير ؟! أو نُدرك أخلاقياته أو أى شئ فيه ولهذا قال الله عزوجل ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) ...


لهذا فى مثل إثارتهم لأسئلة مثل ماذا يعمل الله ؟! أو كيف هو شكله ؟! أو ماذا يفعل الآن ؟!  أو  لماذا خلق هذا ولماذا لم يخلق ذلك ؟! وهكذا  فهى مغالطة عقلية منهم ويحملون عقولهم مالم ولن يصلوا له ...

فــ حتى أقل الأشياء بالنسبة للخالق نحن لا نعرفها ، هل نعرف ماهية الخلق ؟! 

وهل يحق للمخلوق أن يحدد ما للإله ؟! ماذا يجب أن يكون وما لا يكون للإله ؟! هذه هى أكبر مغالطة قد يقع فيها إنسان...


الله عزوجل هو من خلق لنا المنطق والعقل ، ونحن فى عالم الشهادة وهذا يعنى أن عقولنا حدودها هو عالم الشهادة وحينما يتجاوز  العقل هذا العالم فقد خرج عن مجاله وحيزه ..


ولذلك فكل هذه الأسئلة لا يظن الملاحدة أنهم أعجزوا فيها مثلا ، بل هى إقحام وتحميل لعقولهم ما لاطاقة لهم به ـ 

والسؤال هنا للملاحدة :_ هل مثل هذه الأسئلة اللامنطقية وجدت إجابتها مع الإلحاد ؟!!


الإنسان صاحب العقل الناضج المفكر حقا هو من سيقول ((لا )) بل زاد الأمر عناءا وضيق نفس وإرهاق عقلى وفى الأخير لم أحصل على جواب ...

أما الإنسان المجادل فقط بلا عقلانية سيقول : لانه لا يوجد كى يظهر لنا ونراه وهو بهذا  يلغى عقله تماما.لأن العقل نفسه يقر بوجوده.


إنها أسئلة بلا جدوى لأن العقل لا يملك معلومات عنها ، مفردات ، أو معطيات يستطيع الإنطلاق منها لكى يُكوٌن نتيجة ،فستظل غيبا مغيبا عنا وهنا بالتحديد دور الإيمان أكثر وأكبر من العقل لأن هذا عالمه (عالم الغيب) .. 


ونتيجة لعدم إدراك الملاحدة لتلك الحقيقة فهم يعوضون بأنهم يفكرون بالإله على الطريقة البشرىة وعلى قدر المنطق البشرى ، بل ويريدون محاكمته وكأنه بشرى ..


لهذا ينبغى على الإنسان العاقل حقا أن يُدرك أن عقله سيصل فقط للصحيح إذا كان فى حدود عالمه ((عالم الشهادة )) أما العالم الغيبى ((عالم الألوهية ومحتوياته ومنطقه )) فلن يصل له كى يرى أو يُكوٌن نتيجة عنه بغير ما أعلمنا به الله نفسه فى القرأن الكريم ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق