الأحد، 31 مايو 2015

تغيير عبدالله بن سعد بن أبى السرح للقرآن



شبهة تغيير عبدالله بن سعد بن أبى السرح للقرآن

1- التعريف أولا بعبدالله بن سعد بن أبى السرح:_

--  هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، أبو يحيى القرشي العامري ، أخو عثمان بن عفان من الرضاعة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه ، ثم استأمن له عثمان فأمَّنه النبي صلى الله عليه ، وأسلم وحسن إسلامه .

.
عَنْ سَعْد بن أبي وقَّاص قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ ، قَالَ : وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ ( أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ) فَقَالُوا : مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ قَالَ ( إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ ) .

رواه النسائي ( 4067 ) وأبو داود ( 2683 ) وصححه الألباني في " صحيح النسائي " .

** وقد ولاَّه عثمان رضي الله عنه على " مصر " ، وهو الذي قاد معركة " ذات الصواري " ، وقد غزا إفريقية ففتح كثيراً من مدنها ، واعتزل فتنة علي ومعاوية رضي الله عنهما ، ثم خرج إلى " الرملة " في " فلسطين " ، فلما كان عند الصبح قال " اللهم اجعل آخر عملي الصبح " فتوضأ ثم صلَّى فسلم عن يمينه ثم ذهب يسلم عن يساره فقبض الله روحه ، وكان ذلك في سنة تسع وخمسين .

قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله :
"لم يتعدَّ ، ولا فعل ما يُنقم عليه بعدها – أي : بعد فتح مكة - ، وكان أحد عقلاء الرجال وأجوادهم "انتهى من" سير أعلام النبلاء " ( 3 / 34 ) .

ولينظر " الاستيعاب في معرفة الأصحاب " لابن عبد البر ( 3 / 52 ) ، و " الإصابة في تمييز الصحابة " ( 4 / 110 ) .

ولم نقف على رواية صحيحة الإسناد أن عبد الله بن أبي سرح كان يحرِّف الوحي ، وإنما في قصته أنه " أزلَّه الشيطان " .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
رواه النسائي ( 4069 ) وأبو داود ( 4358 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح النسائي " .


هذا التعريف من موقع الإسلام سؤال وجواب

********************************** 
2- ليس كل الروايات التى تصل هى مقبولة فلابد من التحقق من السند لها ولهذا شدد الكثيرون من العلماء والأئمة على ضرورة التحقيق من السند مثلا :_

*** جاء فى كتاب ألفية السيره النبويه للإمام العلامه زيد الدين العراقى رحمه الله طبعة دار المنهاج صـ29
وليعلم الطالب أن السرة تجمع ما قد صح وما قد أنكرا
والقصد ذكر ما أتى أهل السير به , وإن إسناده لم يعتبر


*** وجاء فى كتاب صحيح السيره النبويه للدكتور إبراهيم العلى طبعة دار النفائس صـ12 يقول :
ضرورة الإسناد فى قبول الرواية التاريخية وخاصة فى روايات السيرة النبوية..

الإسناد لابد منه فى كل أمر من أمور الدين , وعليه الإعتماد فى الأحاديث النبوية وفى الأحكام الشرعية وفى المناقب والفضائل والمغازى والسير , وغير ذلك من أمور الدين المتين والشرع المبين , فشئ من هذه الأمور لا ينبغى عليه الإعتماد , مالم يتأكد بالإسناد لاسيما بعد القرون المشهود لها بالخير .

-----
***أخرج مسلم فى مقدمة صحيحه ” 1 / 87 ” عن عبدالله بن المبارك قوله : ” الإسناد من الدين , ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ” .


***وعن ابن المبارك أيضا قال : ” مثل الذى يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذى يرتقى السطح بلا سلم ” ذكره الخطيب البغدادى فى كتابه الكفاية صـ393 “.

***وحتى علماء التاريخ كانوا يؤكدون على نفس هذه المسأله...

ففى كتاب تاريخ الطبرى تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبرى شيخ المفسرين وإمامهم وشيخ المؤرخين وإمامهم ط . دار المعارف الجزء الأول صـ 8

يقول :
فما يكن فى كتابى هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه , أو يستشنعه سامعه , من أجل أنه لم يعرف له وجها فى الصحة , ولا معنى فى الحقيقة , فليعلم أنه لم يؤت فى ذلك من قبلنا , وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا , وأنا إنما أدينا ذلك على النحو ما أدى إلينا .

****  كتاب مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيميه ط . خادم الحرمين الشيريفين الجزء السادس صـ 388 و389
يقول :

وهذه الكتب التى يسميها كثيرا من الناس ” كتب التفسير ” فيها كثير من التفسير منقولات عن السلف مكذوبة عليهم , وقول على الله ورسوله بالرأى المجرد , بل بمجرد شبهة قياسية , أو شبهة أدبية .
ومعلوم أن فى ” كتب التفسير ” من النقل عن ابن عباس من الكذب شئ كثير , من رواية الكلبى عن أبى صالح وغيره فلابد من تصحيح النقل لتقوم الحجة فليراجع ” كتب التفسير ” التى يحرر فيها النقل , مثل تفسير محمد بن جرير الطبرى , الذى ينقل فيه كلام السلف بالإسناد , _ وليعرض عن تفسير مقاتل والكلبى _

***********************  
3- نرى الروايات التى جاءت فى أن قول الله تعالى ((ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله )) نزلت فى عبدالله بن ابى السرح لتغييره  بزيادة مثل ((تبارك الله أحسن الخالقين ))


الرواية الاولى :_

جاء فى كتاب أسباب النزول للإمام أبى الحسن على بن أحمد الواحدى النيسابورى ط . دار الإصلاح بالدمام صـ220
قوله تعالى : ( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) نزلت فى عبدالله بن سعد بن أبى سرح كان قد تكلم بالإسلام , فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يكتب له شيئا , فلما نزلت الآية التى فى المؤمنون ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة ) أملاها عليه , فلما انتهى إلى قوله : ( ثم أنشأناه خلقا آخرا ) عجب عبدالله فى تفصيل خلق الإنسان , فقال : تبارك الله أحسن الخالقين , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هكذا أنزلت على ” , فشك عبدالله حينئذ وقال : لئن كان محمد صادقا لقد أوحى إلى كما أوحى إليه , ولئن كان كذابا لقد قلت كما قال , وذلك قوله ( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) وارتد عن الإسلام ,وهذا قول ابن عباس فى رواية الكلبى .

من هو الكلبى
هو هشام بن محمد بن السائب الكلبى والذى حذر من تفسيره شيخ الإسلام بن تيميه

إذن من ينقل هذه الرواية هو ينقل عن تدليس وكذب
لنرى هذا الكلبى ماذا به ..هل هو صادق ؟!
جاء فى كتاب ميزان الإعتدال فى نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبى عليه رحمة الله ط . دار الكتب العلميه الجزء السابع صـ 88 و89 3
يقول :
هشام بن محمد السائب الكلبى , أبومنذر الأخبارى النسابة العلامة .
روى عن أبيه النضر الكلبى المفسر .

قال أحمد بن حنبل : إنما كان صاحب سمر ونسب , ما ظننت أن أحدا يحدث عنه .

وقال الدارقطنى وغيره : متروك .

وقال ابن عساكر : رافضى , ليس بثقة .


رواه البلازورى ” فى تايخه “ , وهشام لا يوثق به .
وقيل : إن تصانيفه أزيد من مائة وخمسين مصنفا .
ولمن يستشهد بهذه الرواية :_

 إعترف الكلبى بنفسه أنه كذاب وأبوصالح الذى يروى عنه الكلبى إعترف أنه كذاب..


جاء فى كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين للإمام ابن حبان رحمه الله ط . دار المعرفه بيروت لبنان الجزء الثانى صـ 253
محمد بن السائب الكلبى

وفى الصفحة التالية 254
أخبرنا عبدالملك بن محمد قال : حدثنا عمر بن شبه قال : حدثنا أبوعاصم قال , قال لى سفيان الثورى , قال , قال لى الكلبى , ما سمعته منى عن أبى صالح عن ابن عباس فهو كذب

الكلبى يعترف أن ماسمعه من أبى صالح عن ابن عباس كذب..

وفى الصفحه التى تليها ص 255 أبو صالح يعترف أنه كذب على ابن عباس
أخبرنا الثقفى قال , سمعت عباس بن محمد قال , سمعت يحيى بن معين يقول , الكلبى ليس بشئ أخبرنا عبدالملك بن محمد قال , حدثنا على بن المدينى قال يحيى بن سعيد القطان عن سفيان قال , قال الكلبى , قال لى أبوصالح , كل ماحدثتك فهو كذب .

وفى نفس الصفحه 255 يقول أبوحاتم
قال أبوحاتم , الكلبى هذا مذهبه فى الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق فى وصفه .

إذن الرواية هابطة كاذبة وليس لها أى صحة ومن يستدل بها فهو نقلا عن كاذب فهو كاذب أيضا ...


الرواية الثانية :_
جائت فى تفسير الطبرى جامع البيان عن تأويل آي القرآن المجلد الخامس ط . دار الحديث صـ 62 يقول :

13567 _ حدثنى محمد بن الحسين , قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط , عن السدى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ ) إلى قوله : ( تجزون عذاب الهون ) قال : نزلت فى عبدالله بن سعد بن أبى سرح أسلم , وكان يكتب للنبى صلى الله عليه وسلم , فكان إذا أملى عليه سميعا عليما , كتب هو : عليما حكيما , وإذا قال : عليما حكيما , كتب : سميعا عليما . فشك وكفر , وقال : إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحى إلى وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل الله , قال محمد : ( سميعا عليما ) , فقلت أنا : عليما حكيما . فلحق بالمشركين , ووشى بعمار وجبير عند ابن الحضرمى , أو لبنى عبدالدار , فأخذوهم فعذبوا حتى كفروا , وجدع أذن عمار يومئذ , فانطلق عمار إلى النبى صلى الله عليه وسلم , فأخبره بما لقى , والذى أعطاهم من الكفر , فأبى النبى صلى الله عليه وسلم أن يتولاه , فأنزل الله فى شأن بن أبى سرح وعمار وأصحابه : ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) فالذى أكره عمار وأصحابه , والذى شرح بالكفر صدره فهو بن أبى السرح (2) .


نقرأ فى الهامش
( 2 ) _ ( ضعيف ) من أجل أسباط بنى نصر , يكتب حديثه .

إذا الروايه ضعيفه لأن فيها أسباط بن نصر
وهناك أيضا عله أخرى فى الروايه إن هذه الروايه مرسله بمعنى إن السدى هو إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبى كريمه لم يدرك عبد الله بن سعد بن أبى السرح إذا هناك إنقطاع فى السند بين السدى وبين عبدالله بن أبى السرح لم يذكر أنه سمعها عن أحد أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وهذا الإرسال يجعلنا نحكم بأن هذه الروايه رواية ضعيفه

جاء فى صحيح مسلم ط . دار طيبه فى المقدمه صـ18 يقول :
والمرسل من الروايات فى أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة _
إذا المرسل عند الإمام مسلم وعند أهل العلم بالأخبار وبالحديث ليس بحجه أى ليس بحجه

إذن الرواية غير صحيحة أيضا
****
الرواية الثالثة

جاء فى تفسير الطبرى ط . دار الحديث الجزء الخامس صـ61 و 62 يقول :
13566 _ حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال ثنى حجاج , عن ابن جريج , عن عكرمة , قوله : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ ) قال : نزلت فى مسيلمة أخى بنى عدى بن حنيفة فيما كان يسجع ويتكهن به , ( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) نزلت فى عبدالله بن سعد بن أبى سرح , أخى بنى عامر بن لؤى , كان كتب للنبى صلى الله عليه وسلم , وكان فيما يملى : عزيز حكيم , فيكتب : غفور رحيم , فيغيره , ثم يقرأ عليه كذا وكذا لما حول , فيقول : ( نعم سواء ) فرجع عن الإسلام ولحق بقريش , وقال لهم : لقد كان ينزل عليه عزيز حكيم , فأحوله , ثم أقول لما أكتب , فيقول : ( نعم سواء ) . ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة , إذ نزل النبى صلى الله عليه وسلم بمر ( 1 ) .


فى هامش صفحة 62
( 1 ) _ ( ضعيف ) ابن جريج لم يسمع من عكرمة , والسند إليه ضعيف , فيه الحسين بن داوود المصيصى الذى كان يلقن شيخه الحجاج .

إذن الروايه ضعيفه

لأن ابن جريج لم يسمع من عكرمه إذا يوجد هنا إنقطاع فى السند والسند إليه ضعيف فيه الحسين بن بن داود المصيصى الذى كان يلقن شيخه الحجاج...

****
الرواية الرابعة

جاء فى كتاب فتوح البلدان لأبى العباس البلازورى رحمه الله ط . مؤسسة المعارف بيروت لبنا صـ662 يقول :
وحدثنى الوليد , ومحمد بن سعد , الواقدى , عن أشياخه قالوا أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينه أبى بن كعب الأنصارى , وهو أول من كتب فى آخر الكتاب , وكتب فلان , فكان أبى , إذا إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الأنصارى , فكتب له فكان أبى وزيد يكتبان الوحى بين يديه , وكتبه إلى من يكاتب من الناس , وما يقطع وغير ذلك .


قال الواقدى : وأول من كتب له من قريش عبدالله بن سعد بن أبى سرح , ثم إرتد ورجع إلى مكة , وقال لقريش : أنا آتى بمثل ما يأتى به محمد , وكان يملّ عليه الظالمين , فيكتب الكافرين يملّ عليه سميع عليم فيكتب غفور رحيم واشباه ذلك , فأنزل الله : ” ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ , ومن قال سأنزل

الواقدى كذاب

جاء فى كتاب ميزان الإعتدال فى نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبى ط . دار الكتب العلميه الجزء السادس صـ273 يقول :
7999 ( . . . . ) _ محمد بن عمر (ق) بن واقد الأسلمى , مولاهم الواقدى المدنى القاضى , صاحب التصانيف , وأحد أوعية العلم على ضعفه .
قال بن ماجه : حدثنا ابن أبى شيبه , حدثنا شيخ لنا , حدثنا عبدالحميد بن جعفر , فذكر حديثا فى اللباس يوم الجمعة , وحسبك أن ابن ماجه لا يجسر أن يسميه , وهو الواقدى قاضى بغداد .


قال أحمد بن حنبل : هو كذاب , يقلب الأحاديث , يلقى حديث بن أخى الزهرى على محمر نحو ذا .
وقال بن معين : ليس بثقة . وقال مرة : لا يكتب حديثه .

وقال البخارى وأبوحاتم : متروك .

وقال أبوحاتم أيضا والنسائى : يضع الحديث .

وقال الدارقطنى : فيه ضعف .

وقال بن عدى : أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه .

وقال ابن الجوزى وغيره : هو محمد بن أبى شملة . دلسه بعضهم .

وأما البخارى فذكر ابن أبى شملة بعد الواقدى .

وقال أبوغالب ابن بنت معاوية بن عمرو : سمعت ابن المدينى يقول : الواقدى يضع الحديث .

***************

الرواية الخامسة

جاء فى كتاب الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنته السنه وآى القرآن للإمام القرطبى والمتوفى 671 هـ
ط . مؤسسة الرساله الجزء الثامن صـ459
يقول :
وسبب ذلك فيما ذكر المفسرون : أنه لما نزلت الآية ( 12 ) التى فى ” المؤمنون ” : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) , دعاه النبى صلى الله عليه وسلم فأملاها عليه , فلما انتهى إلى قوله : ( ثم أنشأناه خلقا ءاخرا ) , عجب عبدالله من تفضيل خلق الإنسان فقال : تبارك الله أحسن الخالقين . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هكذا أنزلت على ” . فشك عبدالله حينئذ وقال : لئن كان محمد صادقا لقد أوحى إلى كما أوحى إليه , ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال . فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين , فذلك قوله : ( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) رواه الكلبى عن ابن عباس .

وذكر القرطبى فى أول الروايه أن هذا كلام المفسرين وليس كلامه إذا القرطبى أحالك إلى الكتب التى ذكر فيها هذا الكلام مثل الواحدى فى أسباب النزول والطبرى فى تفسيره

وفى آخر الروايه ذكر القرطبى أن الروايه من رواية الكلبى عن ابن عباس وقلنا أن الكلبى كذاب واعترف أنه كذاب..

********
الرواية السادسة

ذكرها القرطبى بعد الرواية صـ459 و 460
وذكره محمد بن إسحاق قال : حدثنى شرحبيل قال : نزلت فى عبدالله بن سعد بن أبى سرح : ( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) , إرتد عن الإسلام , فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أمر بقتله وقتل عبدالله بن خطل ومقيس بن صبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة . ففر عبدالله بن أبى سرح إلى عثمان رضى الله عنه , وكان أخاه من الرضاعة , أرضعت أمه عثمان , فغيبه عثمان حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما اطمأن أهل مكة , فاستأمنه له , فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا , ثم قال : ” نعم ” . فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله : ” ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه ” . فقال رجل من الأنصار : فهلا أومأت إلى يارسول الله ؟ فقال : ” إن النبى لا ينبغى أن تكون له خائنة الأعين ” .

قال أبوعمر : وأسلم عبدالله بن سعد بن أبى سرح يوم الفتح , فحسن إسلامه
فهذه الروايه قد نقلها من المستدرك على الصحيحين

وعن كتاب أسباب النزول للواحدى
وللنظر إلى الرواية فى كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابورى ط . دار الكتب العلميه الجزء الثالث صـ 48 يقول :
4362/ 66 _ فحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب , ثنا أحمد بن عبدالجبار , ثنا يونس بن بكير , عن غبن إسحاق قال : حدثنى شرحبيل بن سعد قال : نزلت فى عبدالله بن أبى سرح : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى / ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) ( الأنعام : 93 ) فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فر إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عنده حتى اطمأن أهل مكة ثم أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمن .


فهل هذا السند الذى فى الروايه سند صحيح أم ماذا
هذا الإسناد إسناد ساقط عند العلماء . لماذا ؟!

لأن فيه ثلاثة علل

العلّة الأولى : أحمد بن عبد الجبار العطاردى ضعيف الحديث
جاء فى كتاب تقريب التهذيب للإمام بن حجر العسقلانى ط . مؤسسة الرساله صـ21 يقول :
64 _ أحمد بن عبد الجبار بن محمد العطاردى , أبوعمر الكوفى : ضعيف , وسماعه للسيرة صحيح , من العاشرة , لم يثبت أن أبا داوود أخرج له , مات سنة اثنتين وسبعين , وله خمس وتسعون سنة .

العلّه الثانيه : شرحبيل بن سعد وهو أيضا ضعيف
جاء فى كتاب الضعفاء الصغير للإمام البخارى ويليه كتاب الضعفاء والمتروكين للإمام النسائى ط . دار المعرف صـ193 باب الشين
290 _ شرحبيل بن سعد : ضعيف . مدنى .

العله الثالثه : أن شرحبيل بن سعد روايته هذه رواية مرسله
بمعنى أنه لم يقل أن الذى حدثه بهذه الروايه واحد من الصحابه وهذا يسمى إسناد مرسل وذكر الإمام مسلم فى مقدمة صحيحه أن المرسل لا يحتج به
وجاء فى كتاب شرح علل الحديث للشيخ مصطفى العدوى ط . مكتبة مكه صـ39 يقول :
س 77 : من أى أقسام الحديث يكون الحديث المرسل ؟
ج 77 : المرسل من أقسام الضعيف .
**************

لنرى رواية صحيحة إذن :

جاء فى كتاب سنن أبى داوود ط . دار الرساله العالميه الجزء السادس صـ413
4358 _ حدثنا أحمد بن محمد المرزوى , حدثنا على بن الحسين بن واقد , عن أبيه , عن يزيد النحوى , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال : كان عبدالله بن سعد بن أبى السرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فأزله الشيطان , فلحق بالكفار , فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل يوم الفتح , فاستجار له عثمان بن عفان , فأجاره رسول الله صلى الله علية وسلم ( 1 ) .
كاتب الكتاب أضاف رقم واحد فى آخر الروايه ننظر إلى آخر الصفحه
_____________
( 1 ) _ صحيح لغيره , وهذا إسناده حسن من أجل على بن الحسين بن واقد , فهو صدوق حسن الحديث , وهو متابع .
إذن الروايه صحيحة وفيها أن  عبدالله بن أبى السرح إرتد ولكن عاد للإسلام مره أخرى أما قصة أنه كان يغير فى القرآن سميعا عليما ويخليها عزيزا حكيما كل هذا الكلام لايصح سنده إلى عبدالله بن أبى السرح..


وهذه روايه أخرى

4359 _ حدثنا عثمان بن أبى شيبة , حدثنا أحمد بن المفضل , حدثنا أسباط بن نصر , قال : زعم السدى , عن مصعب بن سعد
عن سعد , قال : لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبدالله بن سعد بن أبى سرح عند عثمان بن عفان , فجاء به حتى أوقفه على النبى صلى الله عليه وسلم , فقال : يارسول الله بايع عبد الله , فرفع رأسه , فنظر إليه , ثلاثا , كل ذلك يأبى , فبايعه بعد ثلاث , ثم أقبل على أصحابه فقال : ” أما كان فيكم رجل رشيد , يقوم إلى هذا حيث رآنى كففت يدى عن بيعته فيقتله ؟ ” فقالوا : ما ندرى يارسول الله ما فى نفسك ؟ ألا أومأت إلينا بعينك ؟ قال : ” إنه لا ينبغى لنبى أن تكون له خائنة الأعين ” .

4- هل كان الصحابة سيصمتون لو كان هناك تغييرا فى القرأن 

جاء فى كتاب الإصابه فى تمييز الصحابه للإمام بن حجر العسقلانى ط . دار الكتب العلميه المجلد الأول صـ2 و 3 يقول :
((فجمعت كتابا كبيرا فى ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم ومع ذلك فلم يحصل لنا من ذلك جميعا الوقوف على العشر من أسامى الصحابة بالنسبة إلى ماجاء عن ( على بن ) أبى زرعة الرازى * قال توفى النبى صلى الله عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية *))


يعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم عندما توفى توفى عن ما يزيد عن 100 ألف صحابى
هل المائة ألف كانوا يتغاضوا مثلا عن فعلة ابن أبى السرح ؟!!!

فكر قليلا ....
 
****************** 
5- الذى ينسف هذه الشبهة ويقتلعها من جذورها هى أن سيدنا جبريل ( عليه السلام ) الوحى كان يدارس النبى (صلى الله عليه وسلم ) القرأن كل عام مرة فى شهر رمضان ، وفى العام الذى قُبض فيه ارسول (صلى الله عليه وسلم ) دارسه القرأن مرتين .....

فهل بعقولكم لو كان هناك أى تغيير أو تحريف كما تزعمون كان سيصمت على هذا وهو الوحى المبلغ للرسول من رب العالمين ؟! !!!! 

وتأكيد هذا :_

جاء فى صحيح البخارى ط . دار بن كثير صـ1277 يقول :
باب كان جبريل يعرض القرآن على النبى صلى الله عليه وسلم
وقال مسروق : عن عائشة رضى الله عنها عن فاطمة عليها السلام : ” أسرّ إلىّ النبى صلى الله عليه وسلم أن جبريلّ كان يعارضنى بالقرآن كلّ سنة , وإنه عارضنى العام مرتين , ولا أراه إلا حضر أجلى ” .


أيضا :_ 
 
ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :  كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ يعتكف فى كل شهر رمضان عشرة أيان ، فلما كان من العام الذى توفى فيه اعتكف عشرين يوما، قال : وكان يُعرِض عليه القرآن كل رمضان،فلما كان العام الذى توفى فيه عرض عليه مرتين )))  

**البخارى فى صحيحه ،كتاب فضائل القرآن ،باب كان جبريل يعرض القرآن على النبى صلى الله عليه وسلم 4712
-- مصدر اخر :- دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ، البيهقى ، دار الكتب العلمية ، بيروت ط1، 1405هــ/1985م،ج7،ص146.

*** وقد ذكر ابن حجر في الفتح: أن جبريل كان يتعاهده كل سنة فيعارضه بما نزل عليه من الوحي من رمضان إلى رمضان وذكر أن زيد بن ثابت حضر العرضة الأخيرة، وقد قام زيد بن ثابت بتكليف من أبي بكر الصديق بجمع القرآن في المصحف، فجمعه رضي الله عنه على الترتيب الذي قرأه النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل، ثم جمعه ثانياً عثمان فشكل له لجنة من الصحابة يرأسها زيد بن ثابت فجمعوه بنفس الترتيب، فقد روى أحمد والطبري وابن أبي داود من طريق عبيدة بن عمرو السلماني أن الذي جمع عليه الناس يوافق العرضة الأخيرة.

*** وقد نقل القرطبي عن ابن وهب أنه قال: سمعت سليمان بن بلال يقول: سمعت ربيعة يسأل لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة وإنما نزلتا بالمدينة، فقال ربيعة: قد قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه، وقد اجتمعوا على العلم بذلك فهذا مما ننتهي إليه ولا نسأل عنه، ونقل -بعد كلام- عن قوم من أهل العلم أن تأليف سور القرآن على ما هو عليه في مصحفنا كان عن توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، ونقل عن مالك أنه قال: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .


إذن :___ 

جبريل عليه السلام كان يعرض القرآن على النبى صلى الله عليه وسلم كل علم مره ولكن فى العام الذى توفى فيه عرض عليه مرتين لوكان عبدالله بن سعد بن أبى السرح غير شيئا فى القرآن لأخبر جبريل نبينا صلى الله عليه وسلم بهذا التغيير...


6- شئ أخر :_ 

العرضه الأخيره التى حضرها زيد بن ثابت لم يقل زيد بن ثابت أنه وجد فيها تغييرا عن الموجود فى المصاحف وهذا يدل على أن المكتوب من القرآن الكريم أمام النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يخالف القراءه ولا يخالف العرضة الأخيره التى حضرها زيد بن ثابت حينما كان جبريل عليه السلام يعرضها على النبى صلى الله عليه وسلم
جاء فى كتاب شرح السنه للإمام البغوى ط . المكتب الإسلامى الجزء الرابع صـ 525 و 526 يقول :
قال أبو عبدالرحمن السلمى : قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى العام الذى توفاه الله فيه مرتين , وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت , لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وقرأها عليه , وشهد العرضة الأخيرة , وكان يقرئ الناس بها حتى مات , ولذلك إعتمده أبوبكر وعمر فى جمعه , وولاه عثمان كتبة المصاحف رضى الله عنهم جميعا .

أ- يعنى هناك عرض سيدنا جبريل عليه السلام على النبى ولو كان هناك أى تغيير طبعا لكان نبٌه له حذفه .

ب- عرض القراءة الأخير مرتين من زيد بن ثابت على الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ...
هذا ينسف أى قول بتحريف أو زيادة أو نقصان فى القرأن الكريم ....

غير أن هناك غير عبدالله بن أبى السرح يُدوٌن القرآن فكيف كان يزود هو أو يبدل ويغير فى الألفاظ؟!!!!!!


بالإضافة أن الوحى حينما كان ينزل على النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول للموجودين :_ اكتبوا ما نزل من القرآن ، فيكتب الكتبة الموجودين ويحفظ الحفظة عند نزول الوحى ، فربما كتب البعض على عسيب ، أو كتب على لخف ، أو كتب على رقعة من الجلود ، وما أن ينتهى الكتبة من كتابة ما نزل من القرآن فى ذلك الوقت ، حتى يامرهم النبى صلى الله عليه وسلم بأن يقرأوا عليه ما كتبوا ، فإن تأكد من صحته أمرهم أن يكتبوا نسخة له ليأخذ تلك النسخة ويضعها فى بيته ، وبهذا يظهر ويتضح عناية الرسول (صلى الله عليه وسلم )فى حفظ القرآن الكريم من الدخلاء ... منقول بتصرف 

قوانين النبوة ، موفق الجوجو ، دار المكتبى ، دمشق ط1، 1423هـ/2022م،ص554:556 


7- صحيح ما نزل فى عبدالله بن أبى السرح هو ما جاء فى جاء فى كتاب سنن النسائى ط . مكتبة المعارف بالرياض صـ 628
4069 _ ( صحيح الإسناد ) أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أنبأنا على بن الحسين بن واقد قال : أخبرنى أبى , عن يزيد النحوى , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال فى سورة النحل : ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره ) , إلى قوله : ( لهم عذاب عظيم ) , فنسخ , واستثنى من ذلك , فقال : ( ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) , وهو عبدالله بن سعد بن إبى سرح الذى كان على مصر , كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فأزله الشيطان , فلحق بالكفار , فأمر به أن يقتل يوم الفتح , فاستجار له عثمان بن عفان , فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم .


الخلاصة :_
أن عبدالله بن أبى السرح ارتدٌ ورجع للإسلام وحسُن إسلامه وما نزل فيه من القرأن قوله تعالى ((من كفر بالله ....)) ولم يُدخل أى شئ فى القرأن ولم يغير أى شئ بل كذب من قال هذا وبالأدلة ....




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق