الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

خروج المرأة للعمل



لماذا لا يعتبر دعاة تحرير المرأة أن عمل المرأة فى بيتها عمل ؟!


 إذا كان دخل الرجل كفيل أن يوفر الإعالة الكاملة للمرأة فلماذا لا يعتبر عمل المرأة فى بيتها عملا؟!! 

المرأة تعلم جيدا أن الرجل لا يمكنه القيام بأعمالها مثلها ، وأى علم هى تقوم به ؟! ، أصعب عمل كــ مجال التربية والتى يقوم على أساسها أسرة بل مجتمع كامل ، مجال التطوير والإبداع فى منزلها وأسرتها ، ووو......

نجد كثيرا أن المرأة العاملة تضطر إلى الإستعانة بعاملة (شغالة ) فى منزلها كى تقوم بأعمالها التى قصرت فيها بسبب عملها الخارجى ، إذن هى تركت عملها الأساسى وذهبت لعمل خارجى ،، وكلاهما عمل ... 

ولكن ؛ عملها فى منزلها أفضل ، فمحال أن تقوم العاملة المُستأجرة بدور الأم والذى هو أهم دور وعمل فى حياة المرأة  ...
وللعجب ، ينظر الكثير للمرأة فى منزلها على أنها صورة من صور البطالة ، ونسوا تماما أنها تقوم بأعظم عمل ..!!


تستطيع المرأة فى بيتها فعل ما تريد بكامل حريتها ، وتُزيد من ثقافتها ، فما المانع أن تُنشئ مكتبة كاملة لها فى بيتها ، وتستعين بما تريد من وسائل ثقافية كالإنترنت ، فالثقافة لا ترتبط بخروج لعمل أو سفر ..

والعجب كل العجب حينما نجد من يطالبون بحرية المرأة فى الخروج للعمل هم أنفسهم يعانون من النتائج ، فالمرأة الغربية مثلا تحسد المرأة العربية على إستقرارها فى منزلها ، على الرغم من أنهم _الغرب_ دعاة لخروج المرأة للعمل ولكنهم أول من يعانون من هذا ، فقد نتج عن خروج المرأة للعمل الكثير من النتائج السيئة ، كتفكك الأسرة ، وهدم الإحترام المتبادل بين افراد الأسرة بسبب قلة الود بينهم ، فالرجل فى عمله ـ والمرأة فى عملها ، والاولاد كل واحد فى شأنه ، مما أدى للتفكك والافتقاد للإحترام والود المتبادل بين أفراد الأسرة ...


أبسط مثال :
في مقال للكاتبة الأمريكية (فيليس ماكجنلي) بعنوان (البيت.. مملكة المرأة بدون منازع) تقول: (وهل نعد نحن النساء ـ بعد أن نلنا حريتنا أخيراً ـ خائنات لجنسنا إذا ارتددنا لدورنا القديم في البيوت؟ وتجيب على هذا التساؤل بقولها:

(إن لي آراء حاسمة في هذه النقطة، فإنني أصر على أن للنساء اكثر من حق في البقاء كربات بيوت، وإنني أقدر مهنتنا وأهميتها في الحقل البشري إلى حد أني أراها كافية لأن تملأ الحياة والقلب).
وإذا قيل لنا على نحو تعسّفي: إن من واجبنا أن نعمل في أي مكان غير المنزل، فهذا لغو زائف، فإنه لا يوجد عمل يستحق أن يمزق شمل الأسرة من أجله)

تقول خبيرة الجنس الفرنسية: هيلين ميشال: إذا أغروك بالعمل في المصنع والعمل بشكل سافر، حيث يوفر لك قدر أكبر من المال الخاص لشراء حاجيات الأولاد، وحاجياتك أنت. فلا تصدّقيهم.
إن المقصود ليس حصولك على المال، فهذا الأمر لا يهم الآخرين، ولكن المقصود حصولهم عليك. تذكّري: إن 80% من العاملات في المصانع والمعامل في الولايات المتحدة يشعرن بقرف شديد من العمل، لقد اكتشفن الحقيقة.

وتذكّري أيضا: إن الحرية، والتقدم الاقتصادي، والمراكز العالمية التي حصلت عليها المرأة في فرنسا، لم تمنع عنها المشاكل الحادة، ولم تحسّن وضعها، ولم تجعل منها النصف الملائم لقيادة سفينة الحياة.... كتاب ((المرأة والدور المطلوب) للسيد هادي المدرسي، 98

أما عن من لا تجد عائل لها ، فالإسلام جعل لها حق إعالتها على بيت المال ، وبما أن هذا ليس مطبقا الآن _للأسف_ فهنا المرأة من حقها العمل ، ولكن الإسلام جعل العمل بشرط : الحشمة والعفة ، فلا يؤثر العمل على حشمتها وعفتها ...
أما عن فكرة المساواة التامة فهذا كلام انشائى غربى ، فمُحال المساواة التامة بينهما _الرجل والمرأة _ ، فالمرأة تعرف أن الرجل له عمله ، وهى لها عملها ،  وللمرأة قدرة تحمل وللرجل أيضا وهنا نقرأ
قول الدكتور الكسيس كاريل، الحائز على جائزة نوبل في العلوم، متحدّثاً عن طبيعة مكوّنات المرأة وتأثيرها على عملها:

(إن الأمور التي تفرق بين الرجل والمرأة لا تتحدّد في الأشكال الخاصة بأعضائها التناسلية ولا تتحدّد أيضا في اختلاف تربيتها، وإنما تتحدّد بسبب أعمق من ذلك، لأن هذه الفوارق هي ذات طبيعة اساسية تنشأ من اختلاف نوعية الأنسجة في جسم كل من الرجل والمرأة، فالمرأة تحمل في كل جزئ من جسدها، تأثير المواد الكيمياوية ومفرزات الغدد التناسلية والذين ينادون بالمساواة بين الرجل والمرأة ويدعون إلى توحيد نوعية التربية والتعليم والوظائف بينهما، يجهلون جهلاً كاملاً هذه الفوارق، وهي فوارق اساسية من غير ترديد، لأن المرأة في الواقع تختلف عن الرجل كل الاختلاف فكل خلية من جسمها تحمل طابعاً خاصاً هو الطابع الأنثوي، وهكذا تكون أعضاؤها المختلفة، بل وأكثر من ذلك هو حال نظامها العصبي. ويضيف قائلاً: إن قوانين وظائف الأعضاء محددة ومنضبطة كقوانين الفلك والرياضيات، ولا يمكن إحداث أي تغيير فيها بمجرّد أن الأمنيات البشريّة تريد هذا التغيير، وعلينا أن نسلم بها كما هي، دون أن نسعى إلى ما هو غير طبيعي. فعلى النساء أن يقمن بتنمية مواهبهن بناء على طبيعتهن الفطرية، وأن يبتعدن عن تقليد الرجال تقليداً أعمى، فدورهن في تقدم الحضارة أعلى من دور الرجال، ولا يجوز لهن أن يتخلين عنه.... كتاب (الرجل ذلك الكائن غير المعروف)، 98.
كما أن للمرأة عادات أخرى ، فهي تعيش من ثلاثة أيام إلى عشرة أيام كل شهر مريضة، جسمياً ونفسياً وهي أيام العادة الشهرية، وتكون ثقيلة الحركة في أيام الحمل، وتكون مرتبطة بالولد في أيام الرضاع...

فالتغيرات الفسيولوجية في جسم المرأة، تصحبها تغييرات سيكولوجية تجعلها تشعر أيام العادة بالحساسية والكآبة وتكون سريعة التأثر لأقل شيء من أقربائها فكيف بالغرباء عنها
ولكن كل هذا ليس المقصود منه هو منع المرأة ، أو اثبات عدم قدرتها على العمل ، بل المقصود أن للمرأة عملها وتحملها ، وللرجل أيضا ، فكما أن المرأة لا تتحمل أعمال معينة مثل الرجل ، فإن الرجل هو الاخر لا يتحمل القيام بأعمال المرأة الأساسية (( المعنى أن قيامه بهذه الأعمال لن تكون على اكمل وجه مثلما تقوم بها المرأة )) ، فقد ثبت نجاح المرأة الباهر فى مجالات كثيرة وأعمال كثيرة كـــ مضيفة ، دكتورة ، مُدرسة ، ممرضة ، والكثير من الأعمال وهذا نابع من حبها وقدرتها على القيام بهذا الفعل ...
أود التنبيه على شئ وهو :
ليس معنى عدم قدرة المرأة على قيام بعمل ما يعنى نقص فى قدراتها مثلا العقلية أو العضلية أو هذه الأشياء ،،، بالعكس للعجب حينما نعرف أن المرأة تتمتع بقوة تحمل تفوق تحمل الرجل بكثير فى مثل مثلا ((حالة الوضع )) ، فقد وضعوا رجل فى ألم يساوى جزء بسيط من ألم إمرأة وقت الولادة فلم يتحمل الرجل ....!!!!! 


لكن المقصود هنا أن المرأة تعمل ما يناسب أنوثتها ، فطرتها ، رقتها ، وليس ما يهين كونها أنثى ...

أعود لموضوع المساواة التامة التى ينادى بها دُعاة تحرير المرأة ، فلو بحثنا أو عشنا اجواء الأسرة الغربية سوف تجد سيطرة أحد على الأخر ، إما سيطرة المرأة ، أو سيطرة الرجل ، وهذا فى حد ذاته دال على عدم المساواة   Ladies First، إنما هى شعارات فقط ، وأقل المواقف يقولون
ثم بعدها ينادوا بالمساواة !!!!
وبالتالى فإن المساواة التامة نظرة غربية  فقط وليست صحيحة ولا هم أنفسهم يطبقونها ، ولكن رغم هذا فإنه لا يقلل أبدا من المراة ودورها ومكانتها ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق