الثلاثاء، 27 يناير 2015

السببية



 بسم الله الرحمن الرحيم ..

والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيد الخلق سيدنا محمد _صلى الله عليه وسلم _ وعلى آله وأصحابه الكرام أجمعين..
أما بعد :_




السببية :_

و هى قانون عقلى بديهى وذهنى

علامة الحاجة و العجز وعدم وقوع النتيجة إلا إذا وجد سببها>>   والمعنى بأن أى شئ فى الوجود لم يكن موجودا من قبل  وتم ايجاده فهو له سبب .... فى مجئ هذا الشئ الى الوجود <<< وبما أن الكون وُجد كنتيجة لانفجار  (كما هو متفق عليه علميا أنه وُجد مع الانفجار الكبير "البيج بانج") اذن يظهر لنا أن الكون حادث يعنى "ليس أزلى "" وهذا يعنى أيضا أن الكون له <<< سبب فى خروجه للوجود

اذن

السببية تتعلق بشئ لم يكن موجودا ثم <<<وُجد

أو شئ لم يكن حادثا ثم <<تم احداثه وخروجه للوجود.. وعليه فهذا لسبب وهذا السبب متعلق بمسبب سابق عليه ..

اذن السببية :_ وهى افتقار وعجز وعدم وقوع شئ الا اذا كان له سبب

كل شئ ناقص فى نفسه ""لماذا ناقص فى نفسه """ لانه محتاج الى أسباب من غيره ليستطيع فعل ما لم يفعله بدون تلك الأسباب ويستطيع الاتصاف بما لم يتصف به الا فى وجود تلك الاسباب فهذه الأسباب هى علة وجوده ووجود صفاته ولايمكن أن يوجد الا اذا وجدت هى أولا****

وليس فى الكون شئ سواء طاقة أو مادة كامل لا يحتاج الى سبب فى وجوده ولا تحكمه قوانين وهذه الأسباب هى تلك القوانين الحاكمة فليس هناك ما يستطيع تجاوزها ...

يبقى الكون كله بما فيه لا يمكن أن يكون علة تامة لوجوده لانه لو كان كذلك لكان كاملا ولكنه هو ناقص تحكمه قوانين ويحتاج لشروط فى وجوده ...

يبقى الكون يحتاج الى سبب لوجوده وهذا السبب ليس ناقص مثلنا ومثل الكون لانه لو كان ناقص فسيحتاج هو ايضا لسبب لوجوده وهكذا فى تسلسل لا نهائى

.

اذاً يجب أن يكون مسبب السبب فى  قيام كل هذا قائم بنفسه غنى عن كل الاسباب فى قيامه وفى فعله وصفاته والا لما وجد هو ولما وجد التسلسل ولا وجود للوجود كله

فلو فرضنا

وجود (ح1 )  و (ح2 )  و (ح3 ) و (ح4)

وقلت أن( ح4 )هى علة وجود ( ح3)

و (ح 3 )هى علة وجود ( ح2)

و (ح2 )هى علة وجود( ح1)

**** يتبقى( ح1) علة أولى لا علة لها...<  فلو كانت هناك علة لها فندخل فى سلسة لانهائية وبهذا لايوجد وجود لشئ لان السلسة لن تنتهى ...

لهذا فان وجود الكون سببها علة أولى _خالق له _ وهذا الخالق لايمكن أن يكون له خالق لان هذا ***أولا لايقبله عقل ***وثانيا بهذا لن يوجد وجود ...

وأمثل بمثال _الجندى والرصاصة_:_

جندى ينتظر امر اطلاق النار من قائده ..وقائده ينتظر من من قائده وقائده ينتظر من قائده ..وهكذا الا ما لانهاية فهل سيتم اطلاق النار ؟!

بالتأكيد <<<لا

ومن هذا يستحيل تسلسل المسببات الى ما لا نهاية والا :_

فلم يكن هناك وجود للكون والموجودات كلها لان التسلسل لانهائى للمسببات فكل من المسببات لها أعلى منها ...وهذا لا يقبله عقل أبدا ...

مسبب <سبب< نتيجة

ومن هنا : وطالما أنا موجود وأنت موجود والكون موجود: فدل ذلك على تلقي الأمر الأول بالفعل من ذات : ليس قبلها شيء !! مسبب لكل شئ

ولا يعتمد على شئ في أمره : أزلي ليس حادث

توضيح

أ--هناك التسلسل وهو :_ الذهاب الى مالانهاية من الأسباب وهذا محال ومثال هذا هو الجندى والرصاصة السابق

وأوضحه أيضا :_ لو خالق هذا الشئ الاول هو الشئ الثانى وخالق الشئ الثانى هو الشئ الثالث وهكذا الى مالانهاية وهذا محال فلن يوجد خلق اصلا .. فالتسلسل اذن باطل ..

ب--الدور:_ هو توقف وجود الشئ على ما توقف عليه وطبعا محال لأنه يلزم عليه أن يكون الشئ الواحد سابقا على نفسه مسبوقا بها وهو محال للتوضيح نفرض أن طارق أوجد محمد *** ومحمد أوجد طارق فوجود محمد متوقف على وجود طارق ووجود طارق متوقف على وجود محمد وهذا محال لانه يلزم ان يكون كلا منهما متقدما على نفسه ومتأخرا عليها..

لذلك فان عقليا لابد من قديم أزلى علة أولى لا قبله أحد فهو أول كل شئ ولايوجد قبله شئ

توضيح أخر وهو :_ ما معنى الأزلى :_

هو قائم بذاته ليس له بداية أول لم يسبقه شئ بمعنى أنه غير مكون من شيئين أو ثلاثة أو اكثر اجتمعوا فكونوا هذا الازلى وأنه لا يمكن أن يتغير بتأثره بشئ خارج عنه لانه حاله أصلا ليس متوقف على شئ...

هل يوجد حالة تنهدم فيها السببية ؟!

والجواب :_ نعم حالة واحدة فقط وهى

لو وجدنا شيء فى هذا الوجود ليس له حدود يعجز بعدها بل ويقدر على الإتصاف بكل صفة ويقدر على فعل كل شيء بدون امتلاك اسباب هذا الفعل بذاته وبدون الحصول عليها من غيره فى هذه الحالة تنهدم السببية وهذا:_

*** لم ولن** يحدث لأنه لو كان هذا الشيء موجود لطغى على كل شيء ولما استقر نظام ولا قانون فى هذا العالم ...

***********************************************************

كما فهمنا مما سبق أن السببية هى علامة الحاجةو العجز وعدم وقوع النتيجة إلا إذا وجد سببها وشرط وجودها وانتفى مانعها فهل هناك من يستطيع تجاوز هذا المعنى ؟

بالتأكيد لا وأضرب مثلا على ذلك بمفارقة الجد the grandfather paradox فالنسبية العامة تجعل من الممكن السفر عبر الماضى وليس هناك قانون فيزيائى يمنع من ذلك ولكن ماذا لو نجحنا فى صنع ثقب دودى كبير نستطيع الدخول من خلاله ثم قمنا بقتل جدنا او والدنا أو أنفسنا لو كان الثقب صغير كما فى هذا الفيديو لستيفن هوكينج

أجمع جميع العلماء على أنها paradox على أنها مفارقة وتناقض مستحيل لماذا لأن النتيجة ستوجد بدون سببها وهذا هو معنى السببية الحقيقى الذى نقوله والذى نستدل به على الواحد القهار....
ويقول د/هيثم طلعت :_


وعلى من يكفر بمبدأ السببية عليه
قبل أن يَكفر بالسببية أن يَكفر اضطراراً بكل علوم الدنيا، وببديهيات عقله حتى يتسنى
له أن يحيا في اتساق مع إلحاده.
إذن نقد السببية هو نقد لكل علوم الدنيا
وأصول القواعد وكليات البديهيات!
وغريب أن يستعمل هذا القانون
في معمله ويُسِّلم بوجودها ويُسلِّم بيقينية مُعطياتها، ويُسلم بنتائج تجاربه، ويُعمل
السببية في كل كبيرة وصغيرة في حياته الشخصية وفي بحثه وحاله ومآله، ثم يوقف السببية
في أصل كل هذه الأمور
دليل السببية دليل عقلي لا يخضع للتجربة وعليه فيصح فيه قياس الشاهد على الغائب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق