الأربعاء، 28 يناير 2015

الفطرة ووجود خالق


الفطرة:_

ان الايمان بالخالق ومحاولة الوصول اليه يتم عن طريق
الفطرة <<< والعقل <<  ثم البرهان العلمى "المخلوق يدل على الخالق  

فما هى الفطرة ؟
****الفطرة هى:_
 طبيعة خلقنا الله عليها فهى فى كل نفس بشرية...
قوله تعالى:﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ الروم:30.
وقال تعالى :_ قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ الأعراف 172
وفى السنة النبوية المطهرة نجد :_
 يقول رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ ((كلّ مولود يولد على الفطرة، حتى يكون أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه)  صدق رسول الله _صلى الله عليه وسلم_

===
لدى الإنسان نوعان من الأجهزة: جهاز الحس والإدراك
 وجهاز الميول والأحاسيس وهذا الميل فى الانسان انما هو شئ جُبل عليه الانسان وهو ميله دائما للبحث عن خالقه وتعبده اليه..
هذا التوجّه والميل كامن في نفس الإنسان يدفعه نحو الإيمان والاعتقاد بالله.

**
فان محاولة الوصول لله الخالق الاله الواحد لن تتم عن طريق العقل فقط بل العقل هو مرحلة ثانية وكأنه يأتى متمم للفطرة الانسانية .....
لذلك فان الخالق ووجوده فطرياً ضرورياَ فى الانسان و حقيقة مركوزة ومغروسة في البشرية ليست بحاجة إلى البرهنة والدلالة عليها نظرًا لوضوحها وجلائها عند كل إنسان...

***فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بالخالق من غير سبق تفكير أو تعلم فمن رحمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الايمان به والمعرفة والتعظيم عن طريق شئ غريزى فى الانسان يستطيع به أقل الناس علما أن يتعرف على خالقه ألا وهى >>الفطرة....
====
ومن شتى المجالات يوجد اثباتات للفطرة 
فمثلا :_ العلماء والفلاسفة المعاصرين  من أمثال: يونغ، جيمس، ألكسيس، رينان
الفلاسفة :_
**قال عنها ديكارت : (لا يبقى ما يقال بعد ذلك إلا أن هذه الفكرة ولدت ووجدت
معي منذ خلقت ، كما ولدت الفكرة التي لدي عن نفسي ، والحق أنه لا ينبغي أن نعجب من أن الله حين خلقني غرس فيّ هذه الفكرة لكي تكون علامة للصانع مطبوعة على صنعته)
التأملات ، ديكارت ، ترجمة د. عثمان أمين ص155
**الفيلسوف الاسكتلندي الشكاك ديفيد هيوم
يعترف بهذه الفطرة في كتابه الحوارات : (ليس هنالك من هو أشد مني إحساسًا
بالدين المنطبع في نفسي أو أشد تعلقًا بالموجود الإلهي كما ينكشف للعقل بين ابتداع
الطبيعة وصناعتها اللذين من الصعب تفسيرهما) وكما يقول في موضع آخر من نفس الكتاب أنه (لا توجد حقيقة أظهر وأوضح من وجود إله)
محاورات في الدين الطبيعي ، ديفيد هيوم ، ترجمة د. محمد فتحي الشنيطي ص140-141

**المؤرّخ والفيلسوف الفرنسي أرنست رينان: ينقل فريد وجدي في دائرة المعارف عن (رينان) قوله: (من الممكن أن يضمحلّ ويتلاشى كلّ شيءٍ نحبّه وكلّ شيء نعدّه من ملاذ الحياة ونعيمها (...)، ولكن يستحيل أن ينمحي التديّن أو يتلاشى، بل سيبقى أبد الآباد حجةً ناطقةً على بطلان المذهب الماديّ الذي يودّ أن يحصر الفكر الإنسانيّ في المضائق الدنيئة للحياة الطينيّة)
دائرة المعارف 4: 111، مادة (دين).
**علماء النفس:_
عالم النفس الشهير يونغ: يوافق (يونغ) ما قام بكشفه أستاذه (فرويد) من عدم حصر الشعور الإنساني بمصداقه الظاهر، ويعتقد- بالتالي- بوجود شعورٍ غفلوا عنه هو: الشعور الباطنيّ في الإنسان، ويعتقد أنّ هذا الشعور موجودٌ في فطرة كلّ إنسانٍ وأصل خلقته قبل أن يولد ويأتي إلى الدنيا.
إلى ذلك يعتقد (يونغ) بأنّ الاعتقاد بالله عنصر أصليّ في الشعور الباطنيّ
**عالم النفس والفيلسوف الأميركي وليم جيمس: ويعدّ هذا العالم من المدافعين بقوّة عن مسألة وجود الميل والنزوع الغريزيّ للاعتقاد بالله في كيان
يقول: (إنّني مقتنع - وبقوّة- بكون القلب منبع الحياة الدينيّة ومبعث التوجّه الدينيّ , وإنّني مقتنع بأنّ الرؤى والمناهج العمليّة الفلسفيّة والتوحيديّة هي بمثابة ترجمات لحقائق كتبت بلغة أخرى).
الى علماء أخرين:_
** إينشتاين: يقول في كتابه (العالم كما أراه أنا): (.. يوجد اعتقاد ودين موجودٌ في الجميع بلا إستثناء، وإن كان لا يوجد بصورةٍ نقيّةٍ وخالصةٍ بالكامل في أيٍّ منهم. وأعتقد أنّ هذا هو إحساسٌ دينيٌّ كامنٌ في خلقة الإنسان أو وجوده)، ويقول لاحقاً: (..إنّ الحديث هنا ليس عن الإله الذي يظهر بصورٍ مختلفةٍ، بل عن إله هو أعظم من أن يكون بالإمكان وصفه)
وهذه أبحاث :_ بحث دولى لمدة 3سنوات بواسطة معهدين فى جامعة اكسفورد وجد ان البشر لديهم
نزعة طبيبعة للايمان بالاله والحياة بعد الموت والبحث قد شمل 57 باحث و40 دراسة_ مستقلة_ فى 20 دولة وعلى ثقافات مختلفة وهذه الدراسة تحليلية تطبيقية

يقول بوشيت صاحب كتاب التذكرة في تاريخ البرهان على وجود الخالق :_
" اعتقاد الأفراد و النوع الإنساني بأسره في الخالق اعتقاداً اضطرارياً قد نشأ قبل حدوث البراهين الدالة على وجوده ، و مهما صعد الإنسان بذاكرته في تاريخ طفولته فلا يستطيع أن يحدد الساعة التي حدثت فيها عقيدته بالخالق،تلك العقيدة التي نشأت صامتة و صار لها أكبر الأثر في حياته""


**عالم النفس والنوروثيولوجي Andrew
Newberg والدكتور Eugene G. d'Aquili ، والدكتور V. Rause قاموا بتجارب سريرية
وبحوث ميدانية واستنتجوا بأن العقل مبرمَج للإيمان، وأخرجوا نظريتهم المشهورة في
كتاب أسموه " لماذا لن يختفي الله .. حينما يَشرح العلمُ الدين" . سنة 2003.
=======
**- الأنثروبولوجي David Sloan Wilson أقر بغريزة
التدين في كتابه Darwin's Cathedral . سنة 2002.

**- عالم النفس Paul Bloom نزع إلى نفس المنزع في كتابه ? Is God an accident سنة 
 2005
وهؤلاء ينتمون إلى المدرسة التطورية ولم يستطيعوا إنكار الملموس .
========
**- عالمة النفس Deborah Kelemen في كتابها Are children intuitive theist? نحت نفس المنحى . 2004
 ========
**- الأنثروبلوجي وعالم النفس Pascal Boyer في كتابه Naturalness of Religious Ideas . سنة 1994.

**- عالم الاجتماع جون فرونسوا دورتيي أقر باحتياج
الإنسان للدين في كتابه Pourquoi croit-on en Dieu ? سنة 2006 .

**- عالم الإجتماع ويليام جيمس في كتابه " تنوع التجارب
الدينية" أقر باحتياج الإنسان الفطري للتدين .
 ========
**- عالم النفس Vassilis Saroglou في كتابه " التدين كثقافة " سنة 2010.
 ========
**- عالم النفس Richard
Wiseman قام بدراسة لجامعة هيرتفوردشيرت حول التدين
فطري وانعكاساته على الشخصية.
========
هذا وفى الاخير يعترض البعض أن هناك من لا تعمل عنده الفطرة بشكل سليم 
وللتوضيح :_
الفطرة هى طبيعة داخلية فى نفس الانسان لايمكن الانصراف عنها الا فى حالات :_
تجاهلها
فسادها
والفساد يأتى عن طريق :_
اتباع الهوى والباطل وترك الحق واتباع الوساوس الشيطانية واتباع الشهوات وفى الاخير اتباع كل ما يبعدك عن طريق الحق ...
فهناك فطرة سليمة وفطرة فاسدة..كما أنه لا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه ..
لذلك إذا كان المقتضي للإقرار بوجود الله تعالى والإيمان به ومحبته موجودا في النفس ، فالمقتضي السالم "صاحب الفطرة السليمة" يصل عن المعارض المقاوم"الفطرة الفاسدة ".
وبهذا أن الفطرة السليمة إذا لم يحصل لها من يفسدها كانت مقرة بالله تعالى عابدة له ؛ لأن هذا هو مقتضاها ....
حسنا وان كان هناك شخص حدث له ذلك هل يمكن علاج هذا ؟!
نعم طبعا
الانحراف فى االانسان ليس قدرا محتم على الانسان بل الصحيح هو الالتزام وهذا أيضا شئ غريزى فى الانسان
حتى مع الملاحدة لو سألت ملحد:_
الخير الصحيح أم الشر؟!
الصدق أم الكذب؟!
سيقول بالتأكيد  _"الخير والصدق هو الصحيح وليس الشر او الكذب
ذلك لان هذا شئ فطرى فى الانسان ومصدره واحد فقط """"الله عزوجل""""

**يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الإقرار والاعتراف بالخالق فطري ضروري في نفوس الناس، وإن كان بعض الناس قد يحصل له ما يفسد فطرته حتى يحتاج إلى نظر تحصل له به المعرفة .
**ويقول: إن أصل العلم الإلهي فطري ضروري، وإنه أشد رسوخاً في النفوس من مبدأ العلم الرياضي، كقولنا: إن الواحد نصف الاثنين، ومبدأ العلم الطبيعي كقولنا: إن الجسم لا يكون في مكانين؛ لأن هذه المعارف أسماء قد تعرض عنها أكثر الفطر، وأما العلم الإلهي فما يتصور أن تعرض عنه فطرة
هناك أشياء كثيرة لو تفكر فيها الانسان سيعرف حتما بوجود الله كمثلاتجاه الرضيع بعد الولادة لثدى أمه فهل هذا ناتج فطرى فى الانسان
وعليه :_
***فان الفطرة من أكبر الدلائل على وجود خالق أقرها فى داخل كل نفس بشرية تحثه دائما على البحث ومعرفة خالق
ومنه ميل الانسان للصدق ومعرفته فطريا فاذا سألت انسان _مسلم كان أو ملحد أو مسيحى أو غيره_ ما الصحيح الصدق أم الكذب ...سيرد بكل ثقة الصدق لان هذا شئ غريزى فطرى فى الانسان ..
وعليه فهو برهان ينطق بوجود خالق خلقنا وسوٌانا على هذا  سبحانه جل فى علاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق