السبت، 31 يناير 2015

الكمال



الكمال:_
الكمال صفة فى الخالق وشرط وجودها لان المخلوقات ناقصة فهى ممكنة الوجود""أى تعتمد فى وجودها على غيرها ويجوز عليها العدم ""
..
فلو كان الخالق ناقص يعنى انه ممكن الوجود وهذا محال كما أوضحت ومن ناحية اخرى :_
ان الخالق عزوجل هو قائم بذاته لا يحتاج لأحد فى وجوده عكس الموجودات فهى مفتقرة لغيرها لخروجها من عدمها للوجود ..

لو الخالق غير قائم بذاته فهذا يعنى وجود من أوجده وبالتالى سلسلة لا نهاية لها وهذا أثبتنا انه محال وبالتالى
فان الخالق قائم بذاته أول وهذا يعنى أنه كامل وليس ناقص فالناقص مخلوق احتاج لخالق بينما الخالق كامل علة غيره فى الوجود وليس له علة بل قيوم _قائم بذاته _...
وهذا يعنى الكمال ومن ناحية اخرى:_
#حينما يسأل انسان عن وجود الكمال معناه أنه مدرك فى داخله أنه ناقص وهناك ادراك عقلى ثنائى يقول كمال يقابله نقص ,,, وجود يقابله عدم

ولذلك فالناقص موجود اذن هناك الكامل والناقص هنا أى فقير مفتقر لغيره انما الكامل غنى بذاته ..
وصفة الكمال باختصار يدخل فى حيزها أشياء كثيرة منها ... قيام الخالق بذاته وخلقه لما يريد ولا يوجد مانع ""الارادة"" وكونه واحد لا خالق غيره وأشياء كثيرة تدل على الكمال المطلق لله ...

وتوضيح أخير :_
_معطيات الوجود _ يكون فى ثنائى لا ثالث لهم  مثل وجود وعدم , ساكن ومتحرك ,كامل وناقص وهكذا فهى ثنائية لا يمكن أن تحتمل ثالث فقولنا أن جسم أمامنا نراه فهو اما يكون ساكن أو متحرك... ادراك العقل البشرى لطرف من هذه الثنائية لا يمكن الا بادراك مسبق للطرف الاخر ولهذا ومن هذا فان الدليل على ضرورة وحتمية وجود الله هو ادراك العقل لنقصه ومحدوديته وليس العقل فقط بل كل الكون لان ادراكه بهذا النقص يقتضى بالضرورة أن يكون مدركا مسبقا للنقيض أى الكمال والمطلق وبهذا يكون العقل الانسانى بكل ما يدركه وبكل قوانينه يدرك وجود الله وضرورته ...
وهنا دليل استشهاد فلسفى لديكارت حيث استدل على وجود الله بالدليل الانطولوجى أو البرهان السببى حيث يقول:_
اذا وجد شئ فلابد من وجود سبب له تسبب فى وجوده واتخذ من مبدأ "الكمال اللامتناهى وهو كمال غير محدود وهذا لا يكون فى الانسان لأن الانسان هو كائن ناقص
الكامل لا يشك أبدا فى معلومة فهو يعلم كل شئ ومتأكد من كل شئ
الشك يخص الكائن العاجز لانه غير متأكد من المعلومة
الكامل كائن غير شكاك وتسائل ديكارت :_ من أين فكرة الكمال وكيف وصلته مواصفات الكمال وكيف عرف انه ناقص ...فمن البديهى ان لم يكن هناك كامل فكيف بناقص؟ فتوصل الى أن الكامل هو من وضع فكرة الكمال فى داخل الانسان الناقص ليفرق ويعلم انه هناك كامل بينما هو ناقص يحتاج له ليكمله...
**************
والدليل النقلى :_

قوله تعالى:( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) الاخلاص
الصمد :_وهو الكامل فى علمه وقدرته وحكمته وعزته وسؤدده وكل صفاته ...وأيضا الصمد الذى تصمد اليه الخلائق فى حوائجها أى تميل وتنتهى اليه فهو الذى يحتاج اليه كل أحد وهو غنى عن العالمين ...
لم يلد ولم يولد فهو ليس كمثل المخلوقات له بداية ونهاية بل العكس هو اول كامل قائم بذاته لاقبله أحد وليس له ولد أى شريك فى أى شئ ,....

وقوله تعالى (ان الله غنى عن العالمين) 

وطبعا هذا يختص به الله وحده وأما ما سواه _سواء الهة الأديان المتعددة أو المخلوقات_ فهى ناقصة والنقص هنا يعنى افتقارها لغيرها ...كمثل حينما نجد _المسمى اله_ كزيوس مثلا فى قهره أو ولادته أو احتياجه لاله اخر حتى يسيطر على اله ثالث وأشياء لا تدخل المنطق العقلى أبدا ....
ومن هذا فكلها أسماء ما أنزل بها من سلطان وانما هى تحريفات بشرية لاقيمة لها ... فالله واحد ..
********

وما توفيقى الا بالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق