الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

الكل مبتلى فهل الالحاد يزيل البلاء عن الانسان ؟


الكل مُبتلى لا محالة فى ذلك ، فمنذ أن خلق الله الإنسان وقد سنٌ وفرض الإبتلاء عليه فلا يوجد من لم يحظ بنصيبه من الإبتلاء ((سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)) الفتح 23 ..


فأين هو من لم يُبتلى ؟! الحقيقة لا يوجد .. فالأنبياء والرسل رغم أنهم أتقى البشر الإ أنهم أخذوا نصيبهم من الإبتلاءات وعلى قدر الإيمان يكون الإبتلاء فهو اختبار وتمحيص للإنسان (("الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ")) العنكبوت 1و2

فمن حكمة الله عزوجل فى الإبتلاء  أن معه يظهر المنافق ويظهر الكاذب ويظهر المؤمن الحق الصابر ويظهر اليائس الذى يريد الحياة نعيما فقط ، ومعه أيضا يأخذ كل إنسان مكانته إما بالرضا والجنة وإما بالسخط والنار .

قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم 
))إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.)) رواه الترمذي..

ومن عدل الله عزوجل أنه جعل الصبر على الإبتلاء والتمحيص فى الدنيا يصل جزاءه لجنة بدون حساب ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )) الزمر 10


وفى مثل هذا يتضح الفرق بين الإيمان والإلحاد ..


فالمؤمن فى حال البلاء يلجأ لله عزوجل يناجيه ويدعوه فيعفو ويخفف ، فالمؤمن يجد فى إيمانه قيمة للحياة ومعنى ، وفى الإبتلاء قربا إلى خالقه ومناجاة له فيشعر فى الأخير أن الله معه ، أن الله يخفف عنه ،أن الله لن يُذهب صبره على بلائه هباءاً دون جزاء خير فهو يحتسب أجره على الله و((إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا )) الكهف 30

(("وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَات مِنْ رَبّهمْ وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ")) سورة البقرة 155: 157.


أما الملحد :_ هو إنسان يأس من رحمة الله ، إنسان أصابه بلاء من أى نوع فجزع ويأس وفى الأخير أنكر وجود خالقه ظلما وزورا وكأنه بهذا سيزول البلاء ....!!!! 


والسؤال :_ هل مع الإلحاد سيزول البلاء عن الملحد؟!

أبدا ...لن يزول فهى سُنٌة الله فى الأرض على عباده وهذا شئ لو فكٌر الملحد فيه بشئ من العقلانية لعلم أن الله حق والدين حق فلا يوجد من تخطٌى هذا ولم يُبتلى ومع هذا فى يُكابر ...فما أتعسه !!!

فقد أصابه اليأس فاختار الكفر والإلحاد فى الدنيا ومعه التعاسة والحرمان من الراحة النفسية ليجد فى النهاية الجحيم  ...!!!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق