الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

خمسون الف سنة أم الف سنة ؟



يقول الله تعالى (((( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون)) (السجدة: 5).

ويقول تعالى (((( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ))  (المعارج: 4).

يدٌعى الملاحدة والنصارى أن هناك تناقض بين الآيتين ولنرى هذا ولعلهم يفقهون..




1-- فى مقدار الخمسين ألف سنة فهذا القول واضح وهو عن
 يوم القيامة ومقدار هذا اليوم ..

وقد وصف الرسول (صلى الله عليه وسلم ) طول هذا اليوم وأهواله  وهو يحكي عن عذاب تارك الزكاة: (((«ما من صاحب ذهب  لا يؤدى منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار ،فأحمى عليها نار جهنم ، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره،كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؛ حتى يقضـى بين العباد, فيرى سبيله: إما إلى الجنة، وإما إلى النار)))) أخرجه مسلم ح (987).

قال تعالى ((سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1); لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2); 3 مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3); 4 تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)سورة المعارج 

فقد ذكر ابن كثير أقوال فى هذا اليوم ليدل على أنه يوم القيامة . ...


2—أما عن قوله تعالى عن تدبير الأمر ونزوله وعروجه اليه فى مقدار الألف سنة فهذا ليس له علاقة بيوم القيامة، وهو واضح جدا

ويفسر هذا قول النبي ( صلى الله عليه وسلم).... «والذي نفسي بيده إن ارتفاعها كما بين السماء والأرض، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمس مائة سنة»

 فنزول الأمر (( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ )) في خمسمائة عام ، ومثلها في صعوده (( ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ))، فهذه الألف سنة.

قال ابن عباس : "المعنى ينفذ الله ما قضاه من السماء إلى الأرض ، ثم يعرج إليه خبر ذلك في يوم من أيام الدنيا مقداره لو سِيَر فيه السير المعروف من البشـر ألف سنة لأن ما بين السماء والأرض خمس مائة عام ، فالألف ما بين نزول الأمر إلى الأرض وعروجه إلى السماء....( التسهيل لعلوم التنزيل، ابن جزيء (3/129)."


3—الذى يدٌعى هذه الشبهة ربما هو جاهل بأن قضية الزمن نسبية بمعنى أنك مثلا لو قلنا أن عمرك 10 أعوام فهذا يختلف عن عمر إنسان على كوكب أخر فعمرك على الأرض يتم حسابه بالسنين الأرضية أما على كوكب أخر سيتم حسابه بسنين هذا الكوكب ((وهذا طبعا مثال)).

وهذا أيضا فى حال الحديث عن عروج الملائكة في السماوات أو نزولهم فيها، فأيامهم ليست أياماً أرضية، ولا قمرية، ولا شمسية، والألف منها باعتبار قد يعدل الألفين أو العشـرة باعتبارات أخرى ، فيكون الإخبار عن هذا كله صحيحاً رغم اختلاف الأرقام
.

4- الأمر واضح هو عروجان وليس عروجا واحد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق