التناقض بين قوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى
وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ
أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(62). سورة
البقرة.
وقوله تعالى ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))85آل عمران
يزعم الملاحدة والنصارى وجود تناقض بين الآيتين ، فكيف أن الذى يعمل صالحا
من اليهود والنصارى لهم الجنة ويفوزون ، وكيف أن من يبتغ غير الاسلام دينا غير
مقبول منه ؟؟؟!
1- لاشك أن شبهة كهذه هى أكبر دليل على إنعدام العقول من النُضج والتفكير ،
بل والجهل الشديد والإفتراء الكاذب دون أدنى معرفة بالشئ ...
2-
هذه النقطة للنصارى وهى : دائما تعترضون على من يقول عليكم انكم النصارى ، وتقولون
أنكم المسيحيين فلماذا الآن تقبلون أنكم نصارى ولا يوجد لديكم إعتراض ؟؟؟!!!
بالتأكيد
أنكم على إستعداد على تقبل أى شئ فى سبيل المحاولات البائسة منكم لهدم الإسلام ،
ولكن كيدكم على أنفسكم ، فانظروا للمسيحية اليوم فهى فى تراجع ملحوظ جدا ، هل
يضايقكم هذا؟!!
3- أى
إنسان مُبصر ليرى فى الآية الكريمة (( من آمن بالله واليوم الآخر )) أى أن الإيمان
بالله شرط ، فهل المسيحيون يؤمنون بالله دون كفر أو شرك ؟؟!!! الجواب لا
بل إن
عقيدة المسيحيين قائمة الآن على الكفر الصريح بإيمانهم بالعبد دون الرب ، ويظنون
أن العبد هو الرب ، وهذا كفر صريح ، بل وقد أدخل بولس لهم وثنيات كثيرة كمثل
الثالوث المقدس ، فجعلوا من الرب ثلاثة وليس واحد .. فهل هذا إيمان بالله ؟؟؟!!!!
هذا
يمكن تلخيصه فى كلمتين ((مسيحية بولس))..
أما
الإيمان بالله فيشترط الإيمان بوحدانيته ، وأنه احد فرد واحد لا زوجة له ولا ابن ،
وأنه المعبود الواحد بالحق وكل ما سواه باطل ، فلا يتجزأ كما يعتقد المسيحيون إلى
آب وابن وروح قدس ، فالروح القدس هو عبد لله (سيدنا جبريل ) ، وأما الإبن فتعالى الله أن يكون له ابن
(تعالى عما يصفون ) ، ولكنهم يظنوا أن سيدنا عيسى عليه السلام هو نفسه الرب وهذا
هو الكفر والجهل المقدس عندهم ...
4- فى
ذكر ((الذىن آمنوا )) وهم المسلمون الذين آمنوا بمحمد رسول الله (صلى الله عليه
وسلم ) ، مع اليهود والنصارى والصابئة كدعوة اليهود والنصارى والصابئة للإسلام
،وأما ذكر المسلم فيه فهذا للتأكيد على أن الذين آمنوا بالرسول فعلا وليس اسما هم
من سيدخلون الجنة ، فهناك من يكون مسلم بالإسم فقط دون فعل ما يأمر الله به
والرسول ، كمثل الأعراب وهم مؤمنون اللسان وليس القلب والعمل فى قوله تعالى
((قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ
لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) ،
ولكن الإيمان يوضحه قوله تعالى :((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) الحجرات 14،15
5-
النصارى يؤمنون بالله ((على حسب كتابهم )) والذى هو ثالوث ، وأنه كان طفل وووالخ
من هذا الهراء ، واليهود يؤمنون بالله ((على حسب التوراة والتلمود )) والذى هو فى
أحط الصفات التى لا يتقبلها عقل ، والصابئة يؤمنون بالله (على حسب كتابهم (كنزا
ربا) فهو خالق أزلى لا تنله الحواس ولكن
بعده يوجد حوالى 350 شئ يفعل ما يفعله الإله ، بل وحتى الوثنيين يؤمنون بالله ...
كل هذا ولكن :_
فى
الأية الكريمة واضح جدا أن الإيمان هو بالله الواحد الحق ، رب العالمين ، وليس كما
يصوره النصارى أنه مولود من السيدة مريم وكان طفل رضيع ، وليس كما يصوره الصابئة
بوجود من يقوم بما يفعله فهم يشركون به ، وليس كما يصوره اليهود ولا الاديان
الوثنية ، فالله واحد لا شريك معبود حق ، فمن كان يؤمن بالله الواحد الحق ، فيؤمن
انه لا ولد له ، ولا يراه احد ، ويؤمن بملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر ، بل
وحتى من الإيمان بالله فعل أوامره باتباع الفضيلة والاخلاق وترك الرذيلة واللأخلاق
، فحتى فى هذه الاديان ما يقول بشرب خمر ..فهل شرب الخمر حلال وصحيح ..؟؟؟
6-
أما من يبتغ غير الإسلام دينا ، فيفسره قوله تعالى ((إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ
وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ
بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ))
، أى أن من يتبع غير الإسلام والذى هو الدين عند الله عزوجل فهو خاسر بلاشك ...
فأين
هو التناقض الذى ادٌعاه من لا عقل لهم ؟!
نعم
لا عقل لمن يرى بعينه الخبيثة فقط ، ويفترى الكذب ، فهذه عقول عقيمة لا تفكر ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق