يقول الأستاذ أحمد عبدالغفور
عطار :
عرفت تولستوى منذ ثلاثين سنة
.وقرأت له قصصا مترجمة ، وأعجبتنى أقصوصة له قرأتها فى الأدب البنغالى وموجز القصة
:
أن ملكا عادلا محبوبا من رعيته
لم يُرزق بولد .ولكن ذلك لم يهمه ، فقد كان له فى حبه لأبناء شعبه غنىً عن حب
الولد . وكان أكبر من فى مملكته علما وعقلا وفضلا وخلقا ، وذات يوم طاف به الشيطان
فأخذ يفكر فى الله تفكيرا ينزع الى الشك والإلحاد .
وجمع أكبر مفكرى مملكته وطلب
منهم أن يروه الله ، وأمهلهم ثلاثة أيام ...ومضت المدة واجتمعوا لديه وكلهم مستعد
للموت . وكان معهم راع
فقال للملك :_ أنا أسطتيع أن أُريك الله .
فقال له الملك :_ هيا أرنى
فطلب الراعى من الملك أن يحدق
فى الشمس تحديقا ، فعجز الملك وخاف على عينيه .
فقال الراعى :_ إذا عجزت أن
تحدق فى الشمس وهى من مخلوقات الله وليست أكبرها ..فكيف تريد أن ترى الله نفسه
بعينيك هاتين الضعيفتين؟!!!!
.
وشعر الملك بهزيمته عندما صفقت الجماهير للراعى ، ولكنه استجمع قواه حين استمع للراعى وهو يسأله (يسأل الملك ) عن اسم ابنه .
.
وشعر الملك بهزيمته عندما صفقت الجماهير للراعى ، ولكنه استجمع قواه حين استمع للراعى وهو يسأله (يسأل الملك ) عن اسم ابنه .
فقال الملك وهو يشعر بزهو
النصر الذى خاله فى صفه :_ يالرعونتك كيف أسمى عدما لا وجود له ((يعنى كيف يطلق
اسم على شئ غير موجود أصلا فالملك لم ينجب ))؟!
هنا قال الراعى :_ صدقت أيها
الملك ، فهل يسيغ عقلك أن يصطلح الناس على تسمية الخالق (الله) وهو لا وجود له ؟!
إذا استحال عليك أنت أن تسمى ابنا لم ترزقه ، فكيف بملايين الملايين تسمى من لا
وجود له (الله)؟!
وزاد تصفيق الناس للراعى
واشتعل غيظ الملك وسأله :_ من كان قبل الله ؟!
وأجابه الراعى :_ أيعرف مولاى
العد ؟!
فلما رد الملك بالإيجاب طلب الراعى أن يعد الملك ، فبدأ الملك يعد واحد ...اثنان ..ثلاثة ولكن الراعى فاجأ الملك بقوله :_ عد يامولاى قبل الواحد .. فغضب الملك وقال :_ ويلك ..أيوجد شئ قبل الواحد .؟!
وهنا صاح الراعى :_ وكذلك الله واحد ليس قبله شئ ....
ثم سأله الملك عن عمل الله
...فقال الراعى :_ إن هذا الجواب يحتاج إلى أن نتبادل ملابسنا ... أنت تلبس ثيابى
، وأنا أرتدى ملابسك وبعد ذلك أجيبك .
وتبادلا الملابس ، فغدا (أصبح) الراعى ملكا وقال :_ عمل الله عزوجل يعز من يشاء ويذل من يشاء فها أنا الراعى الحقير صرت ملكا ، وأنت الذى قبل دقائق ملكاً صرت راعياً فقيراً ..الإعزاز والأذلال والابقاء والإحياء من عمل الله الذى لا يحصى...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق