الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

التناقض المزعوم بين قوله تعالى لامبدل لكلماته ، واذا بدلنا اية مكان اية



حول التناقض المزعوم الذى يدٌعيه الملاحدة والنصارى دون أدنى معرفة فى :_

قوله تعالى ((لاتبديل لكلمات الله )) يونس 

قوله تعالى (( لامبدل لكلماته )) الكهف 

قوله تعالى ((وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ))

وفى هاتين الآيتين يدٌعى الملاحدة والنصارى أنهما فى تناقض  مع قوله تعالى ((وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون )) سورة النحل 

فهل هناك تناقض فعلا فى الآيات أم جهل منهم ادٌعوا هذا ؟!! 


1- فى قوله تعالى ((لا تبديل لكلمات الله )) نرى مثلا تفسير الإمام ابن كثير يقول " وقوله : ( لا تبديل لكلمات الله ) أي : هذا الوعد لا يبدل ولا يخلف ولا يغير ، بل هو مقرر مثبت كائن لا محالة : ( ذلك هو الفوز العظيم )...

فالمعنى واضح جدا وهو أن الله عزوجل لا يخلف وعده سبحانه ، ولا يغير وعده للمؤمنين فى الآية الكريمة ((إنِّ أوَلیِاَءَ للهَّ لَا خَوْفٌ عَلیَھْمِ وَلَا ھمُ یحَزَنوُنَ ( 62 ) الذَّینَ آمَنوُا وَكَانوُا یتَقَّوُنَ ( 63 ) لھَمُ البْشُرْىَ
فيِ الحْیاَة الدُّنیْاَ وَفيِ الْآخَرَة لَا تبَدْیلَ لكِلمِات للهَّ ذَلكِ ھوُ الفْوَزُ العْظَیمُ ( 64 )" 

وفى تفسير القرطبى ""لا تبديل لكلمات الله أي لا خلف لوعده . وقيل : لا تبديل لأخباره ، ولا تكون إلا كما قال .
ذلك هو الفوز العظيم أي ما يصير إليه أولياؤه فهو الفوز العظيم .
2- أما فى قوله تعالى ((وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته ..)) سورة الأنعام

 فنرى تفسير الإمام ابن كثير يقول :_ 

( أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ( 114 ) وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ( 115 ) ) .

يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لهؤلاء المشركين بالله الذين يعبدون غيره : ( أفغير الله أبتغي حكما ) أي : بيني وبينكم ، ( وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ) أي : مبينا ، ( والذين آتيناهم الكتاب ) أي : من اليهود والنصارى ، ( يعلمون أنه منزل من ربك بالحق ) ، أي : بما عندهم من البشارات بك من الأنبياء المتقدمين ، ( فلا تكونن من الممترين ) كقوله ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) [ يونس : 94 ] ، وهذا شرط ، والشرط لا يقتضي وقوعه; ولهذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا أشك ولا أسأل "

وقوله : ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) قال قتادة : صدقا فيما قال ، وعدلا فيما حكم .

يقول : صدقا في الأخبار وعدلا في الطلب ، فكل ما أخبر به فحق لا مرية فيه ولا شك ، وكل ما أمر به فهو العدل الذي لا عدل سواه ، وكل ما نهى عنه فباطل ، فإنه لا ينهى إلا عن مفسدة ، كما قال : ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) إلى آخر الآية [ الأعراف : 157 ] .

( لا مبدل لكلماته ) أي : ليس أحد يعقب حكمه تعالى لا في الدنيا ولا في الآخرة ، ( وهو السميع ) لأقوال عباده ، ( العليم ) بحركاتهم وسكناتهم ، الذي يجازي كل عامل بعمله .

أى أنه قد كُذبت رسل من قبلك (محمد صلى الله عليه وسلم ) فصبروا ، وهذه تسلية وتخفيف عن النبى عليه أفضل الصلاة والسلام فيما وجده وتعرض له من صعوبات ، فأمره الله بالصبر ، ووعده بالنصر كما نصر رسله من قبل ، وفى الأخير نال الرسول والمسلمون النصر من عند الله ولهذا قال تعالى ((لا مبدل لكلماته )) أى لوعده وكلامه الذى قاله وكتبه بالنصر فى الدنيا والأخرى لعباده المؤمنين ..

يقول الإمام البغوى :_

 ولا مبدل لكلمات الله أى لا ناقض لما حكم به ، وقد حكم سبحانه فى كتابه بنصر أنبيائه جميعا .


ويقول الشوكانى :-

 لامبدل لكلمات الله " بل وعده كائن وأنت منصور على المكذبين ، ظاهر عليهم ..

فلم يكن المقصود من الكلمات هنا "كلمات القرآن الكريم " ، ولكن وعده سبحانه لرسله بالنصر .

3- كذلك فى قوله تعالى ((وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)

يقول الطبرى فى تفسيره : ( لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) يقول: لا مغير لما أوعد بكلماته التي أنـزلها عليك أهل معاصيه، والعاملين بخلاف هذا الكتاب الذي أوحيناه إليك.

***

n  أما فى قوله تعالى ((ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )) 

فهنا هل تتناقض مع الآيات السابقة ؟؟؟!!!

الله عزوجل فى الآيات السابقة يقول أنه لن يخلف وعده ولن يغيره ، أما فى هذه الآية فهل قال الله تعالى أنه لن يبدل كلماته ؟؟؟!!

لامبدل لكلمات الله ، لا تبديل لكلمات الله :_

 كلها تعنى لن يستطيع أحد تبديل كلمات الله إلا الله نفسه ولهذا قال الله تعالى ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) الحجر9 ..
فالذى نزل الكتاب هو الله ، وهو من يحفظه ، وهو الذى يستطيع تغيير وتبديل ما فيه ، أو نسخ آية بغيرها .....

** فهنا التناقض الوحيد هو فى عقل الملاحدة والنصارى ، وشبهة مثل هذه تدل على مدى الجهل الذى تعمق فى عقولهم ...

فى الاخير :_ الله عزوجل لا يغير ولا يبدل وعده للمؤمنين ، ولا يستطيع أى كائن أن يبدل كلمات الله ، اما تبديل الله نفسه للآيات فهو منزل الكتاب ، وهو من يبدل كما يشاء ، أما غيره لا يستطيع مهما حاول ومهما فعل .....


*****************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق