الأربعاء، 11 فبراير 2015

زواج الرسول بالسيدة زينب بنت جحش



السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها:_
زواج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها.....
   كثيرا جدا ما نجد الملاحدة  وغيرهم  يحاولون ويتقولون أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) تزوج من زوجة ابنه بالتبنى _زيد بن حارثة_ طلقها منه وتزوجها _أخذها لنفسه_ ...
    *** دعونا نوضح الأمر:_
أولاً:_
  كان فى الجاهلية ينتشر بكثرة ""التبنى "" ..وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ممن تبنوا فقد كان _زيد بن حارثة_ قد وهبته السيدة خديجة رضى الله عنها لزوجها محمد رسول الله (ص) فأعتقه الرسول الكريم وتبناه وأعلن تبنيه بجانب الكعبة فصار فى نظر المجتمع وقتها ان زيد ابن محمد .....
ثانيا :_
بعد تبى الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومع نزول القرأن الكريم منع الله هذا التبنى مباشرة فى قوله تعالى ((وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ [الأحزاب: 4]
قوله: ﴿ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ﴾؛ أي: لم يجعلِ الله مَن ادَّعيتَ أنَّه ابنك وهو ابن غيرِك ابنَك حقيقةً بمجرَّد دعواك؛ لأنَّ هذا الادِّعاء كلام لا حقيقةَ له ولا يثبت به نسب، فهو مخلوقٌ مِن صُلب رجلٍ آخَر، والله يقول الحق ويُرشدنا إلى أن نَنسُبَهم إلى آبائهم الحقيقيِّين، فإنْ لم نكن نعرِف آباءَهم الحقيقيِّين فهم إخوانُنا في الدِّين وموالينا فيه
__ ابن كثير، "تفسير القرآن" (3/465)، سيد قطب، "في ظلال القرآن" (5/2825)، الصابوني، "روائع البيان" (2/254).
وبعدَ نزولِ هذه الآيات أصبح زيدٌ يُدعَى: زيدَ بنَ حارثة.

ثالثاً:_
   خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم السيدة زينب رضى الله عنها_ رفضت وأبت لكونها لا يماثلها شرفاً ولا حسباً؛ هي القرشية وهو المولَى، وساندَها في رَفضِها أخوها _عبدُالله بن جحش
 وقالت: أنا ابنة عمتك يا رسول اللّه فلا أرضاه لنفسي،  ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]

  ####التفسير:_
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ) يعني عبد اللّه بن جحش ، (وَلا مُؤْمِنَةٍ) يعني أخته زينب، (إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً، أي إذا أراد اللّه ورسوله أمرا) وهو نكاح زينب لزيد،( أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).

****فلما سمعا ذلك رضيا به وسلما، وجعلت أمرها بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكذلك أخوها، فأنكحها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زيدا فدخل بها وساق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إليها عشرة دنانير وستين درهما وخمارا ودرعا وإزارا وملحفة وخمسين مدّا من طعام وثلاثين صاعا من تمر.

                     *****تأمل******
رابعا:_
*** ظلت زينب تفخر على زيد بعد زواجها منه بشرفها وحسبها وأنها القرشية وهو المولى وعانى زيد من ذلك كثيرا وفشل فى اقامة أسرة مستقرة هادئة فبدأ يشكوها ويشكو منها وبدا أن حياتهما لن تستمر طويلا ولا يمكن هذا أبدا..
وكان ناتج هذا كل هذا الخلاف والشكوى هو الطلاق
قال الإمام القرطبي:
{ وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَدْ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنَّ زَيْدًا يُطَلِّقُ زَيْنَبَ، وَأَنَّهُ يَتَزَوَّجُهَا بِتَزْوِيجِ اللَّهِ إِيَّاهَا، فَلَمَّا تَشَكَّى زَيْدٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلُقَ زَيْنَبَ، وَأَنَّهَا لَا تُطِيعُهُ، وَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ يُرِيدُ طَلَاقَهَا، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جِهَةِ الْأَدَبِ وَالْوَصِيَّةِ: (اتَّقِ اللَّهَ فِي قَوْلِكَ وأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيُفَارِقُهَا وَيَتَزَوَّجُهَا، وَهَذَا هُوَ الَّذِي أَخْفَى فِي نَفْسِهِ، وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَأْمُرَهُ بِالطَّلَاقِ لِمَا عَلِمَ أَنَّهُ سَيَتَزَوَّجُهَا، وَخَشِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْحَقَهُ قَوْلٌ مِنَ النَّاسِ فِي أَنْ يَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ بَعْدَ زَيْدٍ، وَهُوَ مَوْلَاهُ، وَقَدْ أَمَرَهُ بِطَلَاقِهَا، فَعَاتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى هَذَا الْقَدْرِ مِنْ أَنْ خَشِيَ النَّاسَ في شي قَدْ أَبَاحَهُ اللَّهُ لَهُ، بِأَنْ قَالَ:
أَمْسِكْ” مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ يُطَلِّقُ. وَأَعْلَمَهُ أَنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالْخَشْيَةِ، أَيْ فِي كُلِّ حَالٍ".

###ومعنى_الخشية_هنا
   أن اللّه أحق أن تخشاه وحده ولا تخش أحداً معه، وأنت تخشاه وتخشى الناس أيضاً، فاجعل الخشية له وحده كما قال تعالى: "الذين يبلغون رسالات اللّه ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا اللّه "

  ###التفسير

فالذي (أَنْعَم الله عليه) هو زيدُ بن حارثةَ؛ إذ أنْعَم الله عليه بالإسلامِ، (وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ)، وذلك بعِتْقه مِن العبودية، (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) هو ما قالَه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لزيدٍ عندما جاءَ يَشْكو منها ويُريد تطليقَها، فقال له: لا تُطلِّقها ضرارًا وتَعلُّلاً بتكبُّرها واشتدادِ لسانِها عليك، (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ)؛ أي: إنَّ الله أعْلمك أنَّ زيدًا سيُطلِّقها وأنك ستتزوَّجها؛ فلماذا تقول له: أمْسِك عليكَ زوجَك؟! وهذا عتابٌ مِن الله لرسولِه المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - تقول له ذلك، والأولى أن تصمُتَ وتتركه يُطلِّقها، ولكنَّ المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعَل ما يَجِب عليه مِن الأمْر بالمعروف 
ابن كثير، "تفسير القرآن" (3/490 -491


فلو كان الذى أخفاه الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو ذلك الحب الذى زعمه المستشرقين والمؤرخين لأظهره الله تعالى لانه لا يجوز أن يُخبر الله تعالى أنه سيظهره ثم يكتمه ولا يظهره وفى ذلك يقول الشنقيطى "وهذا هو التحقيقُ في معنى الآية الذي دلَّ عليه القرآنُ وهو اللائِق بجنابِه - صلَّى الله عليه وسلَّم".
"أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" (4/285)

﴿ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾؛ أي: تخاف وتستحي أن تقولَ لزيد: طلِّقها عندما أراد طلاقَها حتى تتزوَّجها، كما أعْلمك الله بذلك؛ خشيةً أو حياءً مِن قول الناس: إنَّ محمدًا تزوَّج حليلةَ ابنه، والله وحْده أحقُّ أن تخشاه في كلِّ أمر تفعلُه.
ابن كثير، "تفسير القرآن" (3/490 - 491)

رُويَ عن أمِّ المؤمنين عائشةَ - رضي الله عنها - أنَّها قالت: "لو كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُخفي شيئًا مما أنْزَله الله عليه لأخفَى هذه الآية"، ولكن حاشاه في ذلك فقدْ بَلَّغَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كلَّ ما أنزله الله عليه حتى ما فيه عتابٌ له............. ابن كثير، "تفسير القرآن" (3/491

 *******  اذاً:_

 قد كان الله عز وجل قد أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أن زيداً سيطلق زينب ، و أنه ستكون زوجة له ، و أنه صلى الله عليه وسلم كان يخفي هذا و يخشى من مقولة الناس ، أنه تزوج مطلقة من كان يدعى إليه ، فعاتبه ربه على ذلك . انظر : جامع البيان للطبري (22/11) و تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/489) ، و انظر البخاري ( برقم 4787) .
عن أنس بن مالك أنَّه قال: "إنَّ زينبَ بنتَ جحشٍ كانت تَفخَر على أزواجِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فتقول: زوَّجكن أهاليكُنَّ، وزوَّجني اللهُ تعالى مِن فوقِ سبعِ سموات".  الصحيح"، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: ﴿ اتَّقِ اللهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ﴾ (ص: 1309)، رقم الحديث (7420).

        *****  وكان هذا الزواج لغرض:_
-- 1-- تحطيم الفواصل بين العبيد والسادة وتحطيم كلَّ الفوارق الطبقيَّة في المجتمع، ويجعلهم سواسيةً كأسنان المُشْط، ويُعلِّمهم بالطريق العمَلي أنَّ النسب والشَّرَف لم يعُدْ أساسًا للمفاضلة، وإنَّما المفاضلة بالتقوى وَفق قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾

  2----  رفْع الحرَج والمشقَّة عن المؤمنين إذا أرادوا الزواجَ مِن أزواج أدعيائهم...
أى :_
بيان أن زواج الرجل مِن مطلقة دعيه مباح.

---فــ بعد أن أبطل الله نظام التبني وأحكامه، أراد الله - جلَّ وعلا - أن يُلغي كل الأعراف والتقاليد التي قامت على ذلك النظام،
    فاقتضتِ الحكمة الإلهية أن يتزوج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من زينب بنت جحش ليلغي بذلك البنوة غير الحقيقية مِن حياة الناس، فأخبر الله نبيه المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأن زيدا سيطلِق (زينب)، وأنها ستكون زوجته                                             *********ليزيل بذلك آثار نِظام التبني**************،     فيتزوج مِن مطلقة متبناه زيد بن حارثة، ويواجه المجتمعَ بذلك، ولا يُمكن لأحدٍ غيرِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ يقومَ بذلك في ذلك الوقتِ؛ لعُمق آثار التبنِّي في حياةِ الناس.....
"لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا " فدل على أن اللاتي من الأبناء من غير الأصلاب حلال نكاحهن ، و كأن هذا الزواج كان لغرض تشريعى .

فى كتاب  إظهار الحق : ( فيه إشارة إلى أن التزويج من النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يكن لقضاء شهوة النبي صلى اللّه عليه وسلم بل لبيان الشريعة بفعله، فإن الشرع يستفاد من فعل النبي صلى اللّه عليه وسلم )....

 *******بعدَ زواجِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِن زينبَ بنتِ جحش، قال الذين في قلوبهم مرَض: لقدْ تزوَّج محمَّد مِن حليلةِ ابنه، فأنزل الله قوله - تعالى -: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40][19]؛ أي: لم يكُن محمَّدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبًا لزيدٍ على الحقيقة، ولم يكن محمدٌ أبًا لأحدٍ مِن الصحابة، ولم تكن زينبُ زوجةَ ابنِه....
----------------
يمكن التلخيص فى الأتى :_
1-- السيدة زينب بنت جحش هى ابنة عمة رسول الله فلو كان يريد الزواج بها من قبل لكان فعل خاصةً انه قد رأها من قبل بدون الحجاب قبل الاسلام....
2-- الرسول صلى الله عليه وسلم هو من خطب السيدة زينب لزيد بن حارثة فلو كان يشتهيها ويريدها زوجة له لكان تزوجها وهى ""بكر"" وليست ثيب ....
3-- رسول الله هو قدوة لكل المسلمين فكان هذا الأمر(الزواج) حينما يقوم به الرسول سينتهى بالتأكيد....
4-- هو ذو الخلق العظيم المعصوم من مثل هذه الأشياء كــ (ادعاء الملاحدة وغيرهم بالشهوانية )...
5--فى مواطن كثيرة لا بد للقائد أن يبدأ بنفسه أولا ولم تكن هذه أول مرة يقوم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يبدأ بنفسه بالتطبيق العملى لأحكام شرع الله
وهذا نفسه ما حدث فى زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب فإن لم يكن قد تزوجها لما أقلع الناس عن الابتعاد عن تلك الصورة الباطلة من صور التبنى ولاستمر الحال على ما كان عليه فكان لزاما أن يكون هناك تطبيق عملى لهذا الحكم الشرعى.
6-- روى الْإِمَامُ أبو داود:
{ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ }.
قال الشيخ أبو الطيب العظيم آبادي:
{ مَنْ خَبَّبَ أي خدع وأفسد امرأة على زوجها بأن يذكر مساوئ الزوج عند امرأته أو محاسن أجنبي}.

وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً دائماً وأبداً على إصلاح بيوت المسلمين، والحفاظ عليها من الانفصال والفساد, فهل يقال بعد هذا أنه فعل هذا الفعل؟!!!!!
---------------------
وأنتقل للروايات الفاسدة التى تناقلها الكثير وهى غير صحيحة تماما :_

الأولى :_ ( أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما زوج زينب من زيد مكثت عنده حينا ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أتى زيدا ذات يوم الحاجة فأبصر زينب قائمة في درع وخمار وكانت بيضاء جميلة ذات خلق من أتم نساء قريش فوقعت في نفسه وأعجبه حسنها، فقال: سبحان اللّه مقلب القلوب وانصرف، فلما جاء زيد ذكرت ذلك له، ففطن زيد فألقي في نفس زيد كراهيتها )
أخرجه ابن سعد في «الطبقات» 8/ 80 ومن طريقه الحاكم 4/ 23 عن محمد بن عمر الواقدي عن عبد اللّه بن عامر الأسلمي، عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا.
- وإسناده ساقط، وله ثلاث علل
الأولى: الإرسال.
الثانية :عبدالله بن عامر ضعيف الحديث .
الثالثة: الواقدي متروك الحديث.
- والمتن باطل بهذا اللفظ، لا يليق بمقام النبي صلى اللّه عليه وسلم مثل هذا .
- أخرجه الطبري 28519 وهذا معضل،وابن زيد متروك إذا وصل الحديث، فكيف إذا أرسله؟
مصدر:_ تفسير البغوى – إحياء التراث باب سورة الأحزاب الجزء 3 الصفحة 641 - المحقق : عبد الرزاق المهدي الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة : الأولى ، 1420 هـ
**********
رواية ثانية  وهى :_ رواها
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم:وهو ضعيف الحديث.
قال الإمام أبو الحجاج الـمِزِّي: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
·                  قال أحمد بن حنبل: ضعيف.
·                  وقال البخاري وأبو حاتم: ضَعَّفَهُ عليُّ ابنُ المديني جِداً.
·                  قال أبو داود: أولاد زيد بن أسلم كلهم ضعيف، وأَمْثَلُهُم عبد الله.
·                  وقال النسائي: ضعيف.
·                  وقال أبو زُرْعَةَ: ضعيف.
·                  وقال أبو حاتم: ليس بقويٍّ في الحديث، كان في نفسه صالحاً وفي الحديث واهياً.\
راجع :_سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ج5 ص271 ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط، الطبعة الثالثة، 1405هـ، 1985م

 العِلَّةُ الثانية: الإرسال.
فعبد الرحمن ابن زيد ابن أسلم يروي الروايةَ مباشرةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لم يدركْه أصلاً.
وهذا يُسَمَّى عند العلماء بالإرسال.
والحديث المرسل من أقسام الحديث الضعيف.
******************
الرواية الثالثة وهى للواقدى
علل فسادها 1-: محمد ابن عمر الواقدي: كَذَّاب.
قال الإمامُ الذَّهَبِيُّ:
 { قال أحمد بن حنبل: هو كذَّاب يقلب الأحاديث.
 وقال ابنُ معين: ليس بثقة.
 وقال مَرَّةً: لا يُكْتَبُ حديثُه.
 وقال البُخاريُّ وأبو حاتم: متروك.
 وقال أبو حاتم أيضا والنَّسَائِيُّ: يَضَعُ الحديث.
 وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: فيه ضعف }.
راجع تهذيب الكمال للإمام أبي الحجاج الـمِزِّي ج17 ص114 ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت:د/بشار عواد، الطبعة الثانية 1403هـ، 1983م.
2-: عبد الله ابن عامر الأسلمي ضعيف الحديث.
قال الإمامُ ابْنُ حَجَر العسقلانيُّ:
 { عبد الله ابن عامر الأسلمي، أبو عامر المدني: ضعيف }.
راجع :_المستدرك على الصحيحين للإمام الحاكم النيسابوري ج4 ص106 ط دار الحرمين – القاهرة، الطبعة الأولى 1417هـ، 1997م.
3- : الإرسال.
محمد ابن يحيى ابن حبان ثقة، ولكنه لم يُدْرِك النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم.
قال الإمامُ الذَّهَبِيُّ:
{ مَوْلِدُهُ في سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ }..
راجع :_ ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج6 ص273 ط دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى 1416هـ، 1995م. 
ومعلوم أنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ في السنة الحادية عشرة من الهجرة.
فيكون بين وفاة النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم وبين مولد محمد ابن يحيى ابن حبان انقطاعٌ يَصِلُ إلى ستٍ وثلاثين سنة.!
 إذا فحديثه عن النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم مرسل، والمرسل من أقسام الضعيف كما بَيَّنَّا من قبل.
فالسند كله ساقط متهالك.!
/  قلتُ (أبو عمر): وذكر الإمام محمد ابن جرير هذه الرواية بنفس هذا الإسناد في تاريخه المعروف بتاريخ الأمم والملوك.
راجع :_ تقريب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني  ص251  ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: عادل مرشد، الطبعة الأولى 1420هـ، 1999م.
مَعَ الْعِلْمِ أنَّ شَيخَ الإمام الطبريِّ مجهولٌ، وهذا يزيده ضَعْفاً على ضَعْفِهِ
***********
وهنا أورد آراء علماء الاسلام  عن الرويات التى قيلت عن هذا الزواج :_

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: 8 / 524 "ووردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها، والذي أوردته هو المعتمد" وهذه شهادة لها قيمتها .

قول ابن حجر " والذي أوردته هو المعتمد "
يقصد القصة التى أخرجها ابن أبي حاتم من طريق السدي ولفظة "بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن يزوجها زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزوجها إياه، ثم أعلم الله عزّ وجلّ نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدُ أنها من أزواجه فكان يستحي أن يأمر بطلاقها، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون بين الناس، فأمره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ويقولوا تزوج امرأة ابنه، وكان قد تبنى زيدا."
مصدر:_ تفسير البغوى – طيبة ، باب 37 الجزء 6 صفحة 354
*******************
قال ابن العربي بعد أن ذكر ملخص هذه الروايات ، و بين عصمة النبي صلى الله عليه وسلم : هذه الروايات كلها ساقطة الأسانيد . أحكام القرآن (3/1543) .
********************
قال القرطبي بعد أن ذكر التفسير الصحيح لما كان يخفيه صلى الله عليه وسلم ، و ما الذي كان يخشاه من الناس : و هذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية ، و هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين ، كالزهري والقاضي بكر بن العلاء القشيري والقاضي أبي بكر بن العربي و غيرهم . فأما ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم هوى زينب امرأة زيد و ربما أطلق بعض المُجّان لفظ عشق فهذا إنما صدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا ، أو مستخف بحرمته . الجامع لأحكام القرآن (14/191) .
******************
وقال ابن كثير بعد أن ذكر الروايات الصحيحة : ذكر ابن أبي حاتم وابن جرير هاهنا آثاراً عن بعض السلف رضي الله عنهم أحببنا أن نضرب عنها صفحاً لعدم صحتها فلا نوردها ، و قد روى الإمام أحمد هاهنا أيضاً حديثاً من رواية حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه فيه غرابة تركنا سياقه أيضاً . تفسير القرآن العظيم (3/491) .
*******************
و قال ابن حجر بعد أن ذكر الروايات الصحيحة : و وردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري و نقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها . فتح الباري (8/524)
****************
قال الشيخ الشنقيطي:
{ كُلُّ هذه الروايات التي تقول أن زينب وقعت في قلبه عليه الصلاة والسلام لا صِحَّةَ لها }
فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني ج12 ص503 ط دار طيبة – الرياض، الطبعة الأولى 1426هـ ـ 2005م
*************
قال الشيخ محيى الدين درويش:

{ وأما ما رَوَوْهُ مِنْ أَنَّ النبيَّ مرَّ ببيت زَيدٍ وهو غائب فرأى زينب فوقع منها في قلبه شيء فقال: سبحان مقلب القلوب فسمعت زينب التسبيحة فنقلتها إلى زيد فوقع في قلبه أن يطلقها ! إلى آخر هذا الهراء الذي يترفع النبيُّ عنه فَقَدْ فَنَّدَهُ المحققون من العلماء، وَقَالَ الإمامُ أبو بكر ابْن العربي: أنه لا يَصِحُّ وأنَّ الناقلين له المحتجين به على مزاعمهم في فهم الآية لم يقدروا مقام النبوة حَقَّ قَدْرِهِ}.
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ج6 ص639 ط عالم الفوائد – مكة، الطبعة الأولى 1426هـ .2005م.
*****************
قال القاضي أبو بكر ابنُ العربي:
{ هذه الرواياتُ كُلُّهَا سَاقِطَةُ الأسانيد }
إعراب القرآن وبيانه للشيخ محيى الدين درويش ج8 ص23 ط دار ابن كثير – بيروت، الطبعة السابعة 1420هـ . 1999م.
************
قال الدكتور محمد حسين الذهبي:
{ وهي من الأباطيل التي يرويها ابنُ جريرٍ في تفسيره وهي كمـا نَبَّهْنًا عليه سابقاً دَسِيسَةٌ دسَّهَا على الإسلام يوحنا الدمشقيُّ في عَصْرِ بني أمية}
أحكام القرآن للقاضي أبي بكر ابن العربي ج3 ص577 ط دار بن كثير – بيروت، ت: محمد عبد القادر عطا، الطبعة الثالثة 1424هـ، 2003م.

*************
قال الشيخ محمد أبو زهرة:
{ وهذه الرواية إنما هي مِنْ وَضْعِ أعداءِ الدِّين ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم متهم بالكذب ، والتحديثِ بالغرائب ، وروايةِ الموضوعات ، ولم يذكر هذا إلا المفسرون والإخباريون المولعون بنقل كل ما وقع تحت أيديهم من غَثٍّ أو سَمِينٍ ، ولم يوجد شيء من ذلك في كتب الحديث المعتمدة التي عليها الـمُعَوَّلُ عند الاختلاف ، والذي جاء في الصحيح يخالف ذلك ، وليس فيه هذه الرواية المنكرة}
أحكام القرآن للقاضي أبي بكر ابن العربي ج3 ص577 ط دار بن كثير – بيروت، ت: محمد عبد القادر عطا، الطبعة الثالثة 1424هـ، 2003 م.
************
وهكذا تزوَّج رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - زينبَ بنتَ جحش - رضي الله عنها - سَنَة خمسٍ للهجرة]، وقيل: سنة أربع، وكان عمرُه ثماني وخمسين سَنَة، وفي عِصمته خمس زوجات.
راجع :_ ابن عبدالبر، "الاستيعاب" (4/314)، المقريزي، "إمتاع الأسماع" (1/253)، ابن حجر، "الإصابة" (4/313).
أو هذا :_
ابن جماعة، "السيرة النبوية الشريفة - المختصر الكبير" دراسة وتحقيق: آسيا كليبان الزهيري، (ص: 100).
******************************************************
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة زينب وعمره 58 عام فهل يرى أى عاقل أن هذا زواج شهوانى لرجل فى مثل هذا السن ؟!
وفى الأخير :_

ان ما يروج له الملاحدة والمستشرقين وغيرهم كالنصارى أيضا فهذا كله من باب التلفيق والافتراء والكذب والزور وليس له أى نصيب من الصحة .....

****************
وما توفيقى الا بالله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق