الاثنين، 2 فبراير 2015

كيف دخل ابليس الجنة يوسوس لادم وهو مغضوب عليه ؟!


كيف دخل ابليس الجنة يوسوس لادم وهو مغضوب عليه وطرده الله منها ؟!




أولا للتوضيح:_
إن الله جل جلاله قد أعد الجنة  أماكن لكل خلقه.. من خلق آدم الى قيام الساعة.. وأعد في النار أماكن لكل خلقه.. من آدم الى قيام الساعة.. فلو أطاع كل الخلق لوسعهم نعيم الله في الجنة، ولو عصى كل الخلق لنالهم عذاب الله في النار.
لم يفهم البعض مدلول كلمة (جنة) في القرآن الكريم.. إن هناك شيئا في اللغة العربية يسمى غلبة الاستعمال.. ذلك أن اللفظ يكون له معان متعددة.. ولكنه يؤخذ عادة على معنى واحد.. إذ قاله الانسان إنصرف الذهن الى هذا المعنى بالذات.. من هنا فإننا عندما نسمع كلمة (جنة) . ينصرف ذهننا الى جنة الآخرة.. لأنها هي الجنة الحقيقية.. ولكن الله سبحانه وتعالى استخدم كلمة جنة في القرآن الكريم في معان متعددة منها _
فإذا بحثنا في القرآن الكريم وجدنا أن القرآن استخدم كلمة "الجنة" في أكثر من معنى.. استخدمها بمعناها اللغوي (بمعنى الستر) وفي معناها الديني (جنة الآخرة) وفي ذلك نجد آيات كثيرة بهذين المعنيين كقول الحق سبحانه وتعالى:
{واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا} الكهف 32.

وقوله جل جلاله:
{أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات} البقرة 266.

وقوله تعالى:
{لقد كان لسبإ في مساكنهم آية جنّتان عن يمين وعن شمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور} سبأ 15.

كل هذه الآيات الكريمة.. استخدم فيها الحق سبحانه وتعالى.. كلمة "جنة" وهو يعني جنة الدنيا.
أما:____
الجنة التي عاش فيها آدم.. ليست هي جنة الخلد.. لأن الحياة في جنة الخلد لا تأتي الا بعد الحياة الدنيا.. فهي جزاء لاتباع منهج الله في الدنيا.. وأنها ليست سابقة للحياة الدنيا.. ولكنها لاحقة لها وتأتي بعدها.

تكثر الدلائل الشاهدة له والموجبة للقول به لان :

1. الجنة التي تدخل بعد القيامة هي من حيز الآخرة وفي اليوم الأخر تدخل ولم يأت بعد.

2. وقد وصفها الله تعالى لنا في كتابه بصفاتها ومحال إن يصف الله شيئا بصفة ثم يكون ذلك الشيء بغير تلك الصفة التي وصفها به والقول بهذا دافع لما اخبر الله به قالوا:__

1· وجدنا الله وصف الجنة التي أعدت للمتقين بعد قيام القيامة بدار المقامة ولم يقم آدم فيها.
2· ووصفها بأنها جنة الخلد ولم يخلد آدم فيها.
3· ووصفها بأنها دار جزاء ولم يقل إنها دار ابتلاء وقد ابتلى آدم فيها بالمعصية والفتنة
4· ووصفها بأنها ليس فيها حزن وأن الداخلين إليها يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وقد حزن فيها آدم.
5· ووجدناه سماها دار السلام ولم يسلم فيها آدم من الآفات التي تكون في الدنيا.
6· وسماها دار القرار ولم يستقر فيها آدم.
7· وقال فيمن يدخلها وما هم منها بمخرجين وقد اخرج منها آدم بمعصيته.
8· وقال لا يمسهم فيها نصب وقد ند آدم فيها هاربا فارا عند إصابته المعصية وطفق يخصف ورق الجنة على نفسه وهذا النصب بعينه الذي نفاه الله عنها.
9· وأخبر انه لا يسمع فيها لغو ولا تأثيم وقد أثم فيها آدم واسمع فيها ما هو اكبر من اللغو وهو انه أمر فيها بمعصية ربه وأخبر أنه لا يسمع فيها لغو ولا كذب وقد اسمعه فيها إبليس الكذب وغره وقاسمه عليه أيضا بعد أن اسمعه إياه.
10· وقد شرب آدم من شرابها الذي سماه في كتابه شرابا طهورا أي مطهرا من جميع الآفات المذمومة وآدم لم يطهر من تلك الآفات.
11· وسماها الله تعالى مقعد صدق وقد كذب إبليس فيها آدم ومقعد الصدق لا كذب فيه.

وهناك اختلاف عن الهبوط
قال أبو القاسم البلخي وأبو مسلم الأصبهاني هذه الجنة في الأرض وحملا الإهباط على الانتقال من بقعة إلى بقعة كما في قوله تعالى : "اهبطوا مصرا"
************
وهذا اقتباس من كتاب (الأنبياء) لـــ عفيف عبد الفتاح طبارة يقول فيه :_

إختلف العلماء في الجنة المذكورة في القرأن الكريم التي أسكن الله فيها آدم والتي أمره بالهبوط منها هل كانت في الأرض أم في السماء .
والرأي الأرجح أن هذه الجنة كاانت في الأرض لأن الله سبحانه خلق آدم في الأرض كما في قوله تعالى < ((إني جاعل في الارض خليفة)) > ولم يذكر الله انه نقله الى السماء .

ثم ان الله تعالى وصف الجنة الموعودة في السماء"جنة الخلد " ولو كانت هي ذاتها التي أسكنها لآدم لما يتجرا إبليس ان يقول لآدم <هل أدلك على شجرة الخلد والملك لا يبلى > .

وجنة الخلد دار للنعيم وليست بدار تكليف وقد كلف الله آدم وحواء بان لايأكلا من الشجرة.
كما ان جنة الخلد التي في السماء وصف الله من يدخلها
فى قوله تعالى :_<(((وما هم منها بمخرجين))))) > 

وأيضا قوله تعالى <((( وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها )))> 

بينما اُخرج ادم وحواء من الجنة التي ادخلا فيها فتعين ان تكون تلك الجنة غير الموعودة في القرآن للمومنين الصالحين يوم القيامة .
******
***ووجه الاخر لما ابليس امتنع سجود لُعن واُخرج من الجنة فلو كانت هذه الجنة هى جنة الخلد فانه لن يقدر مع غضب الله ان يصل الجنة الخلد ويوسوس فيها لآدم وحواء .

يتبين مما ذكرنا ان الجنة التي اسكنها الله لادم هي غير جنة الخلد التي هي في السماء ولايمنع ان تكون الجنة التي اسكنها الله لآدم مرتفعة عن سائر بقاع الارض ذات اشجار وثمار وضلال ونعيم , وهي التي وصفها الله بقوله:

         (إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى) ))> طه 118


أي هذه الجنة لا تجوع فيها ولا تتعرى من اللباس ولا يمس باطنك حر الظمأ ولا ظاهرك حر الشمس،ولكن لما أكل آدم وحواء هبطا إلى أرض الشقاء والتعب والإبتلاء والإمتحان.

****وأما من احتج بأن آدم وحواء كانا في حنة الخلد التي في السماء وأمرهما بالهبوط إلى الأرض لقوله تعالى< ((قلنا اهبطوا منها جميعا)) > 

***فقد رد على ذلك بأن الهبوط ياتي بمعنى الإنتقال من بقعة إلى بقعة كما في:_
قوله تعالى:<((اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم))>
وكما قال سبحانه عن نبيه نوح حين أمره بمغادرة السفينة <((قيل يا نوح اهبط بسلام منا)) >



***********************
وما توفيقى الا بالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق