الأربعاء، 4 فبراير 2015

تعدد زوجات النبى





يعترض الكثير سواء من الملاحدة أو النصارى أو غيرهم على تعدد الزوجات لرسول الله (صلى الله عليه وسلم )
دعونا نرى الامر بنظرة شاملة وصحيحة :_

1—الرسول (صلى الله عليه وسلم ) لم يتزوج حتى سن 25  رغم أن الزواج كان كثيرا مبكرا فى المجتمع ..

2—تزوج الرسول (صلى الله عليه وسلم ) السيدة خديجة بنت خويلد (رضى الله عنها) وكانت فى سن 40 أى تكبره بــ 15 عام  وظل معها حتى ماتت لم يتزوج عليها وعاش معها الرسول 25 عاما ...أى كان عمر النبى عند موت السيدة خديجة هو 50 عاما ........ يعنى وقت فتور الشهوة عند الرجال..... أى الزواج بعدها فى هذا السن مستحيل يكون لشهوة

3—زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم ) جميعهن ثيب عدا السيدة عائشة كانت الوحيد هى البكر ....فما الذى يجبر النبى على زواج الثيب وكن   مسنات ....؟!

4-- بعد وفاة السيدة خديجة رضى الله عنها تزوج سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" بالسيدة سودة بنت زمعة "رضى الله عنها" لكى يتكّفَّلَ بهذه الأرملة بعد وفاة زوجها بعد هجرة الحبشة الثانية.

5—أى عاقل يفكر بشكل سليم سيجد أن الزواج بغرض الشهوانية لن يكون زواج من (كبيرات السن) ولا (ثيبات) بل ان المتطلع للشهوة سيتزوج بالتأكيد من فاتنات أصغر منه سنا وأبكارا بحيث يكون أول من يتطلع لحسنها ..... ولكن الرسول تزوج وكل زوجاته عدا السيدة عائشة كانوا أرامل وليس فيهن ما يدعوا لغرض الشهوانية ... لم يعدد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم زوجاته إلا بعد بلوغه سن الشيخوخة أي بعد أن جاوز من العمر الخمسين....!!

ويروى عن رسول الله حينما جاءه جابر بن عبد الله حين جاءه وعلى وجهه أثر التطيب والنعمة: ((هل تزوجت؟)) قال: نعم، قال: ((بكرًا أم ثيبًا؟)) قال: بل ثيبًا، فقال له صلوات الله عليه: ((فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك))
صحيح: البخارى 2967، مسلم 715، أبوداود 3347، الترمذى 1100، النسائى 4590، ابن ماجة 1860، أحمد13710.

هذا يدل أن الرسول لو كان غرضه الشهوانيات _حاشاه_ لكان وجه نظره للبكر والشابة وليس المسنة الثيب ..

6—هذا الأمر شرعه الله له أباحه الله له؛ ودليل ذلك هو قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ} [الأحزاب: 50].

7-- لم يكن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" هو الوحيد الذى تزوج من بين الرسل بأكثر من زوجة ، فغيره من الرسل قد فعل كسيدنا داود وسيدنا سليمان "عليهما السلام" وكثير كانوا جميعا معددين للزوجات بدءا من جدهم سيدنا إبراهيم "عليه السلام"

8—حتى فى المجتمع البدائى فى ذلك الوقت لم يكن التعدد شئ جديد عليهم بل كان معروفا والكثير جدا كان متعدد الزوجات فلو كان التعدد شئ غريب لكان استنكره مثلا الكفار كمثل أبولهب وغيره والذين كانوا يريدوا هدم الاسلام بأى طريقة حتى وصل الأمر لمحاولة قتل النبى ...  تعدد الزوجات في ذلك الزمان كان من الأمور الاعتيادية والسائدة وغير معيب أو يعتبر شيء شاذ في تلك العصور أو المجتمعات..

9--كان تعدد الزوجات منتشرا في جزيرة العرب قبل الإسلام ولكن بعد الاسلام كان الفرض لا يزيد عن أربع ...

روى الإمام البخاري – رضي الله عنه – بإسناده أن غيلان الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة ، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : ( اختر منهن أربعا ) .
وروى أبو داود – رضي الله عنه – بإسناده أن عميرة الأسدى قال : أسلمت وعندي ثماني نسوة ، فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : ( اختر منهن أربعا )
وقال الإمام الشافعي – رضي الله عنه – في مسنده : أخبرني من سمع ابن أبى الزياد يقول أخبرني عبد المجيد عن ابن سهل عن عبد الرحمن عن عوف بن الحارث عن نوفل ابن معاوية الديلمى قال : أسلمت وعندي خمس نسوة ، فقال لي رسول الله () : ( اختر أربعا أيتهن شئت ، وفارق الأخرى ) .

وروى البخاري في كتاب النكاح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) آخى بين عبد الرحمن بن عوف وبين سعد بن عوف الأنصاري ، وعند الأنصاري امرأتان ، فعرض عليه أن يناصفه زوجتيه وماله ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : (( بارك الله لك في أهلك ومالك .. دلني على السوق .. )) .

وكان تعدد الزوجات شائعا في الشعوب ذات الأصل (( السلافى )) ..
**************

10—هناك حكم كثيرة وراء هذه الزيجات للرسول ولعل بعضها ما يلى :_
1--   كسب التأييد وتأليف القلوب:
فالدعوة الى شيى تحتاج الى التبليغ وكسب التأييد لنشرها بين الناس وللإكثار من اتباعها ومن ذلك:-

1- السيدة جويرية بنت الحارث "رضى الله عنه" :-
تم أسرها مع قومها فى غزوة بنى المصطلق وهى بنت (الحارث بن أبى ضرار) سيد قومه ، فعرض عليها النبى "صلى الله عليه وسلم" إن يفديها ويتزوجها إذا أرادت ، فوافقت وفرحت جداً. فما هى نتيجة هذا الزواج ؟ قام الصحابة بتحرير جميع الأسرى إكراما لهذه الزوجة فما كانت امرأة أعظم على قومها بركة منها "رضى الله عنها" ، ودخل قومها جميعاً فى الإسلام وهم راضون وراغبون نتيجة هذه المعاملة الطيبة.

2- السيدة أم حبيبة رمله بنت أبى سفيان "رضى الله عنها" :-
أسلمت مع زوجها بمكة ثم هاجرت معه الى الحبشة ، فتنصر زوجها هناك وتركها فى هذه البلد الغريبة فأرسل "النبى صلى الله عليه وسلم" الى (الحباشى) يخطبها حتى لا تفكر فى العودة الى مكة فيؤذيها أهلها فكان هذا الزواج من الأسباب الأساسية التى دفعت أبو سفيان وهو والدها ومن سادة قريش الى الدخول فى الإسلام.

3- السيدة صفية بنت حيى بن أخطب "رضى الله عنها" :-
كانت من يهود بنى النضير وابنة زعيمها فخيرها النبى "صلى الله عليه وسلم" بعد أن وقعت فى الأسر وقتل زوجها فى غزوة خبير بين أن يعتقها النبى "صلى الله عليه وسلم" وتكون زوجته أو تعود لأهلها. فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته فأراد النبى "صلى الله عليه وسلم" عدم إذلال هذه المرآة وأن يشجع المسلمين على إعتاق الرفيق وعلى تشجيع اليهود على الإسلام أو على الأقل عدم إيذاء المسلمين.
فإذا أضفنا الى هذا الزواج زواج الرسول "صلى الله عليه وسلم" :-
بالسيدةحفصة بنت عمر ابن الخطاب "رضى الله عنها"وهى من بنىعدى

والسيدة زينب بنت جحش "رضى الله عنها" وهى من بنى أسد
والسيدة أم سلمة بنت أبى أمية "رضى الله عنها" وهى من بنى مخزوم
والسيدة ميمونة بنت الحارث "رضى الله عنها" وهى من بنى هلال
والسيدة سودة بنت معه "رضى الله عنها" وهى من بنى عامر ابن الؤى
تبين لنا أن زواج النبى "صلى الله عليه وسلم" لو كان بزوجة واحدة لما حدث هذا التأييد وتأليف القلوب للناس....

2--   أن تنقل أمهات المؤمنين - رضوان الله عليهن - للناس ما يحدث داخل بيت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حكم وأحكام، كما أمرهن الله - تعالى - في قوله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34].
انتشار التعليم :
لآن المرآة هى نصف المجتمع فهى تحتاج أن تتعلم فأراد النبى "صلى الله عليه وسلم" أن يجعل من كل زوجاته معلمات لجميع المسلمين والمسلمات ليبينوا لهم دينهم وديناهم ويعلموهم الحلال والحرام فى كل أمورهم.

* هناك أمور خاصة بالنساء تتعلق بأحكام الزواج والحيض والنفات والطهارة وغيرها تحتاج فيها المرآة أن تسأل أمرآة مثلها وقد تخجل من سؤال النبى "صلى الله عليه وسلم" عنها فكان هذا هو دور زوجات النبى "صلى الله عليه وسلم".

* ولقد كان من المستحيل أن تقوم زوجة واحدة أو زوجتان بتحمل هذه المسؤولية العظيمة فى هذا الدور التعليمى للأمة الإسلامية مهما أوتيت من قوة الذاكرة والذكاء والقدرة على الحفظ.

* وقد كان لهن دوراً كبيراً فى رواية الأحاديث النبوية :-
فلقد ذكر الرواة أن عدد الأحاديث التى رواها نساء رسول الله "صلى الله عليه وسلم" عنه قد جاوزت ثلاثة آلاف حديث – 3000 – روت منهم السيدة عائشة "رضى الله عنها" 2210 حديث – ويليها السيدة أم سلمة "رضى الله عنها" فقد روت 378 حديثاً.
وباقى الزوجات كن تتراوح أحاديثهن بين 11 الى 65 حديثاً وهذا الاختلاف فى رواية كل واحدة عن الأخرى يرجع الى :
1- الذكاء 2- مدة الحياة الزوجية 3- امتداد العمر بعد وفاة النبى "صلى الله عليه وسلم" ، وقد اجتمعت كل هذه الأسباب للسيدة عائشة "رضى الله عنها"

3-- تحقيق التكافل :
عن طريق رعاية الأرامل والأيتام
ومن أمثلة ذلك :
1- السيدة/ سودة بنت زمعة "رضى الله عنها": فقد تزوجها النبى "صلى الله عليه وسلم" بعد وفاة زوجها كما ذكرنا من قبل..

2- السيدة/ هند أم سلمة المخزومية "رضى الله عنها": وقد تزوجها النبى "صلى الله عليه وسلم" بعد وفاة زوجها فى غزوة أحد وقد كانت كبيرة فى السن وأم أيتام.

3- السيدة/ أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان "رضى الله عنها"
****
4-- اكتمال التشريع :-
وهذا فى زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش حتى يلغى عادة التبنى فى المجتمع الاسلامى فقد كانت عادة اتخذها الكثير ... فكان زواج النبى "صلى الله عليه وسلم" لهدف تشريعى واجتماعى وهو إبطال الإسلام لعادة التبنى.
5-- جذب كبار القبائل العربية وزعمائها وتقريبهم للإسلام بمصاهرتهم؛ فإن الصهر والنسب من الأمور المؤثِّرة في نفس الإنسان العربي





والشئ الأخير :_ أن الأية التى تشرع الزواج بأربع على أقصى حد وهى  قول الله تعالى

"فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ " النساء 3   

نزلت بعد أن عدد النبي زوجاته وكان تزوج بتسعة والله عزوجل أمره قبلها أن لا يزيد عن هؤلاء التسعة ولا ينقص

** لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} (52) سورة الأحزاب

ولما نزلت هذه الآية"النساء3" 
كان هناك من الصحابة من تزوج ب10 وهناك من تزوج بخمسة فجاؤو إلى النبي ليسألوه ماذا يفعلو بعدما نزلت الآية كما بينا في الروايات السابقة فأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يبقو اربع ويطلق الباقي.....

ولكن لماذا النبي لم يطلق 5 ويبقي 4؟؟؟؟؟؟؟

الجواب واضح

 لو طلقهم لا يمكن لأحد أن يتزوجهن لثلاث أسباب واضحين:_

1 -- هو أن النبي طلقهن فمن يرغب فيهن بعده ؟!

2-- أنهن أمهات المؤمنين ولا يجوز للمسلم ان يتزوج امه  لقوله تعالى "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً". 
أما أى امرآة مسلمة أخرى من غير أمهات المؤمنين فلها أن طلقا زوجها وقضت عدتها أن تتزوج بأى رجل أخر.

3-- هناك آية نزلت من قبل حرمت على النبي أن يطلق أزواجه أو يزيد عليهن كما بينت...
قال الله تعالى ((لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} (52) سورة الأحزاب

*************
وما توفيقى الا بالله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق