الجمعة، 20 فبراير 2015

هل المرأة كالحمار والكلب الأسود ؟!



يزعم الملاحدة والنصارى أن المرأة فى الاسلام كالحمار والكلب الأسود فى حديث 
وهو

ورد الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود رواه مسلم وأهل السنن وفيه أن الكلب الأسود شيطان

أولا :_
ــــــ     صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن هذه الثلاثة تقطع الصلاة إذا مرت بين يدي المصلي إذا لم يكن له سترة ، أو مرت بينه وبين سترته....


ثانيا :_ 
ــــــــ   أن ( وجه الشبه ) المقصود ليس شيئا يتعلق بالصفات السيئة لكل من الحمار والكلب ، أو أن المرأة في درجة هذه الدواب والعياذ بالله ، فهذا من ساقط الظن وتافه القول...


ثالثا:_
ــــــ     والمقصود هنا هو أن أن المرأة تفتن الرجل ..
أما الكلب فهو واضح فى الحديث أنه شيطان ....

>>>> على أن وجود الثلاثة في سياق واحد لا يعني أنها متماثلة في عللها التي تُقطع بها الصلاة، بمعنى أنه لا يلزم أن العلة من كون الكلب الأسود يقطع الصلاة هي نفس العلة المحققة في الحمار أو المرأة...

. ولذلك فكون الكلب الأسود شيطاناً كما جاء في الحديث لا يعني أن الحمار أو المرأة شيطان، فقد تكون لهذه الثلاثة علل مختلفة وإن جمعها سياق واحد، وإن كانت علة الكلب منصوصا عليها في النص دون الباقي فيدل على أنها تختلف عن الباقي ولا تماثلها.

ويمكن أن تستنبط علة لكون المرأة تقطع الصلاة بكون مرور المرأة بين يدي المصلي -أي قريباً منه- مما قد يثير في الرجل انتباهه، وقد يشرد به عن الصلاة....


قال القرطبي رحمه الله :
" ذلك أن المرأة تفتن ، والحمار ينهق ، والكلب يروع ، فيتشوش المتفكر في ذلك حتى تنقطع عليه الصلاة وتفسد ، فلما كانت هذه الأمور آيلة إلى القطع ، جعلها قاطعة " .


وقال ابن رجب رحمه الله :
" وأقرب من هذا التأويل: أن يقال: لما كان المصلي مشتغلا بمناجاة الله ، وهو في غاية القرب منه والخلوة به ، أمر المصلي بالاحتراز من دخول الشيطان في هذه الخلوة الخاصة ، والقرب الخاص ؛ ولذلك شرعت السترة في الصلاة خشية من دخول الشيطان ، وكونه وليجة في هذه الحال ، فيقطع بذلك مواد الأنس والقرب ؛ فإن الشيطان رجيم مطرود مبعد عن الحضرة الإلهية، فإذا تخلل في محل القرب الخاص للمصلي : أوجب تخلله بعدا وقطعا لمواد الرحمة والقرب والأنس .


رابعا :_ 
_____   من يقول أن الحديث قيه تشبيه للمرأة بالكلب والحمار فهو مفترى حيث إن هذا الحديثَ ليس فيه أن المرأةَ كالحمارِ والكلب الأسودِ ، هذا التشبيه ليس فيه أصلا ...

خامسا:_
ــــــــــ     قطع الصلاة المذكور ليس قطع بطلان ، ولكن قطع نقصان ؛ أي: نقص خشوع ، ونقص أجر؛  بسببِ مرورِ شيء من الثلاثةِ أمام المصلي ، ثم بين الحديثُ نفسُه سبب قطع الكلب الأسود للصلاة فقال: " إنه شيطان". وبيّنت الأحاديثُ الأخرى سبب قطعِ المرأة للصلاة ؛ وهو افتتان المصلي بها ، واشتغاله بها عند مرورِها من أمامِه فقد تكون متعطرة أو متزينة ....
سادسا :_ ان أصل المرور بين يدي المصلي ، وتأثر صلاة المصلي بمن يمر من أمامه ، كائنا ما كان المار ، رجلا أو امرأة ، إنسانا أو حيوانا هذا كله ممنوع من حيث الأصل ؛ كما قال عليه الصلاة والسلام في منع الجميع من هذا الفعل المذموم : ( لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ) قَالَ أَبُو النَّضْرِ : لاَ أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً " رواه البخاري ( 510 ) .

سابعا :_
ــــــــــ        انتبه لهذا الحديث جيدا 

روى البخاري (487) ، ومسلم (505) : " أن أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ كان فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يُصَلِّي إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنْ النَّاسِ ، فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَدَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَعَادَ لِيَجْتَازَ ، فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنْ الْأُولَى ، فَنَالَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى مَرْوَانَ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا لَقِيَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ خَلْفَهُ عَلَى مَرْوَانَ ، فَقَالَ : مَا لَكَ وَلِابْنِ أَخِيكَ ، يَا أَبَا سَعِيدٍ ؟
قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنْ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْهُ ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ ) .


قال النووي رحمه الله :
" قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ ) قَالَ الْقَاضِي : قِيلَ : مَعْنَاهُ إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى مُرُورِهِ وَامْتِنَاعِهِ مِنَ الرُّجُوعِ الشَّيْطَانُ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ يَفْعَلُ فِعْلَ الشَّيْطَانِ ؛ لِأَنَّ الشَّيْطَانَ بَعِيدٌ مِنَ الْخَيْرِ وَقَبُولِ السُّنَّةِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالشَّيْطَانِ الْقَرِينُ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ ( فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينُ ) وَاللَّهُ أَعْلَمُ " انتهى من "شرح مسلم" (4/167) .

*********** هذا الحديث عام في كل من أراد أن يجتاز بين يدي المصلي ، وأن قصة أبي سعيد هذه : لا مدخل للنساء فيها البتة !!  فهل يجوز أن نشبه هنا الرجل بالكلب أو الحمار لانه قطع الصلاة بمرور بين يدى المصلى ؟!   

فكر أيها الملحد ستجد أن هذا الطرح كله افتراء وسوء فهم فقط للصحيح وتأويل بما يوافق الهوى...... 

ثامنا:_
ــــــــ     وأما عن فهمِ الحديثِ الأخير وهو حديث عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: " شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَة... ".

الحديث يبيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم  كان يصلي ، والمرأة أمامه  إما لأنها زوجته فلا يخاف الافتتان بها ، وإما لأنها كانت في ظلام كما يفهم من بعض الروايات ، وإما لأن النبي صلى الله عليه وسلم أملك الناس لشهوته ، وعلى كل الاحتمالات فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنما صلى وعائشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أمامه لعدم افتتانه بها. وبالتالي فهي ليست كالحمار ، أو الكلب الأسود.


تاسعا :_
ـــــــــ     عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت ، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَال ).
رواه الترمذي (113) ، وصححه الألباني في "صحيح ابي داود " (234 ) .

>>>>قال الخطابي: " وقوله النساء شقائق الرجال ؛ أي نظائرهم وأمثالهم في الخلق والطباع ، فكأنهن شققن من الرجال ...

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468) .

هناك أحاديث كثيرة وأيضا أيات قرأنية توضح أن المرأة لها مكانة وكرامة وليس كما يفهمه الملحد أن المرأة مهانة وضاعت كرامتها فى الاسلام ...

المنصف حقا سيرى هذا وسيرى أيضا أن مثل هذا الافتراء هو بمثابة حقد وكره وكذب على المرأة فى الاسلام ومحاولة زرع شكوك الخروج عن الشرع بالتبرج وغيره (وهذا ما يريده الملحد للمرأة وهو حرية الوصول للمرأة المسلمة )
*******************
وما توفيقى الا بالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق