الأربعاء، 11 فبراير 2015

هل الانسان مخير أم مسير؟!





نقطة يتكلم عنها الكثير وخاصة الملاحدة فى محاولة منهم بائسة أن يقنعوا أنفسهم ويقنعوا غيرهم أن الانسان مسير ولكنهم كالعادة يفتقرون الى الوعى والادراك السليم فى فهم هذه النقطة ....

أتعجب حقا حينما يقول ملحد أن الانسان مسير ..فأقول له :_ 

  *****هل أنت مسير عندما تركت الدين واخترت الالحاد ؟!

وأوضح أكثر ان شاء الله فى الأتى :_
1--  ان الله عزوجل خلق الانسان وميزه بالعقل والعقل هو أساس التكليف الالهى للانسان.
2—أوضح الله عزوجل للانسان الصحيح والخطأ , الحرام والحلال , الثواب والعقاب والخير والشر وجعل الانسان يختار ما يريد اما يختار الخير أو يختار الشر فهو مخير فى أعماله يقول الله تعالى :_ { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } [ البلد : 10 ] يفسر ابن كثير قائلا:_ أي: بينا له طريق الخير وطريق الشر. وهذا قول عكرمة، وعطية، وابن زيد، ومجاهد -في المشهور عنه-والجمهور
وأيضا يقول الله تعالى :_( ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)  الانسان 3

أي بينا له طريق الهدى ببعثة الرسل وإنزال الكتب واستبان له بذلك أيضا طريق الغي والردى إذ هما النجدان إن عرف أحدهما عرف الثاني وهو في ذلك إما أن يسلك سبيل الهدى فيكون شكورا، وإما أن يسلك سبيل الغي والردى فيكون كفورا، والشكور المؤمن الصادق في إيمانه المطيع لربه، والكفور المكذب بآيات الله ولقائه.

*** لذلك فان الانسان يستطيع أن يختار بين الخير والشر أو الايمان والكفر كأنك تعطى انسان ثمرتين أحدهما أفضل من الأخرى فماذا سيختار؟! بالتأكيد الأفضل لكن ان اختار الأسوأ منهما فهذه بارادته لم يجبره أحد ...
هكذا الانسان :_
خلقه الله عزوجل وأوضح له ما هو صحيح وما هو خطأ وعليه بموجب العقل الذى كرمه الله به أن يختار بين هذا وذاك وينظر الله عزوجل  لاختيارك فأنت مخير حر فيما تريد ولا يجبر الله أحد على فعل شئ .. لذلك يقول الله عزوجل :_( ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)﴾ (سورة الأنعام )  

تفسير ميسر :_ لو شاء الله أن يمنع المشركين من شركهم لفعل ولكنه عزوجل يترك كل انسان حرا فى اختياره ولكن من رحمة الله عزوجل أنه يبعث الرسل والأنبياء منذرين ويهدون الناس الى الصحيح بعدما أضلهم الشيطان .... 

كذلك يقول الله :_ (﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)) 
ان الله عزوجل أعطى الانسان مشيئة وأعطاه إرادة يتصرف بها، فيختار النافع ويدع الضار، يختار الخير ويدع الشر، يختار ما ينفعه ويدع ما يضره، كما قال تعالى: (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (28-29) سورة التكوير. وقال -عز وجل-: (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)....

اختار ما تريد
ان فعلت الخير لك الثواب
ان فعلت الشر لك العقاب
تستطيع أيها الانسان أن تختار بين هذا وذاك بكل حرية وارادة  واللوم يقع عليك اذا اخترت طريق الشر وتركت طريق الخير ...... 



أزيد بقول د/ مصطفى محمود من كتابه (حوار مع صديقى الملحد ) حيث يقول :_

لن يحاسبك الله على قِصَرك ولن يعاتبك على طولك ولن يعاقبك لأنك لم توقف الشمس في مدارها ، ولكن مجال المساءلة هو مجال التكليف .. وأنت في هذا المجال حر .. وهذه هي الحدود التي نتكلم فيها ..
أنت حر في أن تقمع شهوتك وتلجم غضبك وتقاوم نفسك وتزجر نياتك الشريرة وتشجع ميولك الخيرة..
أنت تستطيع أن تجود بمالك ونفسك ..
أنت تستطيع أن تصدق وأن تكذب ..
وتستطيع أن تكف يدك عن المال الحرام ..
وتستطيع أن تكف بصرك عن عورات الآخرين ..
وتستطيع أن تمسك لسانك عن السباب والغيبة والنميمة ..
في هذا المجال نحن أحرار ..
وفي هذا المجال نُحاسَب ونُسأل ..


والخلاصة أن الانسان مخير فى أفعاله وما يريده لكن هناك تسيير أيضا للانسان فى أشياء ولكنها ليس فى أفعاله مثل طوله أو قصره أو شكله وضربات قلبه وأشياء من هذا القبيل .... ولكن فى حريته فالانسان حر يختار ما يريد وعلى هذا سيحاسبنا الله ....

وهنا ايضا :_
لو كان الانسان مسير فانه لن يوجد حساب له لأنه يسير وفق ما هو مجبور عليه ودليل هذا الملائكة مثلا فهم خلق مجبورين على العبادة والطاعة فهم غير مخيرين أما نحن البشر مخيرين بين الايمان والكفر والخير والشر وغيره ..

كما أن ارسال الرسل والأنبياء أيضا دليل أن الانسان مخير وليس مسير .... فهل مازلت مُصر على أنك مجبر مسير؟!!

حسنا :_
عليك اذن ألا تطلب العدالة فى أخذ حقك من السارق لان هذا السارق هو أيضا مسير فى السرقة ولا تغضب ان ظلمك أحد أو قُتل أحد يخصك ...وهكذا ...هل هذا يُعقل؟!
وفى الأخير :_ كثيرا من الأدلة ما تدل على أن الانسان مخير فى أفعاله تماما وليس مسير الا فى أشياء كما أوضحت ولكنها بعيدا عن الأفعال ...

لم يجد الملاحدة شيئا فى هذا الا أنهم قالوا
المسلم هو المسير حبيس الدين لا يستطيع أن يخرج عنه .....!!!!!!!
 
ولا أعرف صراحة من يقول هذا هل هو عاقل بدرجة كافية أم لا ؟! ولكن من هذا القول يتضح تماما مراده وهو اغواء المسلم بخروجه عن دينه ...

هل هو مسير لكونه يتمسك بالحق ؟!
هل هو مسير لكونه رفض الباطل الذى أنت عليه أيها الملحد ؟!

وأقول :_ أيها الملحد .... أنت حينما كنت مسلم ( أو من أى خلفية مختلفة ) هل خرجت مجبر مسير أم بحريتك ؟!
جاوب على هذا وفكر بعقلك الذى وهبك الله اياه وكرمك به وستعرف وقتها ان سواء المسلم أو غيره فهو انسان حر فى أفعاله ....

*********************
وما توفيقى الا بالله 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق