الاثنين، 9 فبراير 2015

حقيقة العين الحمئة


وجود خطأ علمي في سورة الكهف عند قوله - تعالى -: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ [الكهف: 83 - 86].

فيقولون: كيف يقول القرآن: إنَّ الشمس تغرب في عين حمئة، وهذا مُخالف للحقائق العلمية؟

للجواب


أولاً: ما العين الحمئة؟!!!

العين هي نبع الماء
    ***وقال الآلوسي: إنَّ المقصودَ أنَّها "عين في البحر أو البحر نفسه، وتسميته عينًا مما لا بأسَ به، خصوصًا وهو بالنسبة لعظمة الله - تعالى - كقطرة وإن عظم عندنا".

أمَّا وصفُ العين بالحمئة، فيعني أنَّها ساخنة حارة، أو يعني أنَّها كثيرة الحمأ وهو الطين الأسود.

فالعين الحمئة على ذلك هي: مجتمع مائي، ماؤه ساخن حار، أو مُختلط بالطين الأسود.
ويُمكن الجمعُ بين المعنيين بأنْ نقولَ: إنَّ ماءه حار ومُختلط بالطين في الوقت نفسه، ولا تعارُضَ بين الأمرين.
*********

ثانياً:_
. إنَّ نص الآية: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ [الكهف: 86]، ولم يأتِ في الآية أنَّ الشمسَ تغرب في عين حمئة.

ومعنى* وجدها* هنا؛ أي: رآها، فإنه يُعبر بالوجود عن رُؤية الشيء وإدراكه ب، البصركما قال علماء اللغة، كالراغب الأصفهاني وغيره.
 ***********


ثالثاً:_
هذا تفسير الأية فى مختلف التفاسير :_
 
 
    نقل القفال عن العلماء قولهم في تفسير هذه الآية: (ليس المراد أنه إنتهى إلى الشمس مغرباً ومشرقاً حتى وصل إلى جرمها ومسها .. وهى أعظم من أن تدخل فى عين من عيون الأرض .. بل هى أكبر من الأرض أضعافاً مضاعفة .. بل المراد أنه إنتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق .. فوجدها فى رأى العين تغرب في عين حمئة .. كما أنا نشاهدها فى الأرض الملساء كأنها تدخل فى الأرض .. ولهذا قال: {وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً} .. ولم يرد أنها تطلع عليهم بأن تماسهم وتلاصقهم) إهـ ..
                (1) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي (11/50).
************************
وقال الرازى: (ثبت بالدليل أن الأرض كرة .. وأن السماء محيطة بها .. ولا شك أن الشمس فى الفلك .. وأيضاً قال: ﴿وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً﴾ ومعلوم أن جلوس قوم فى قرب الشمس غير موجود .. وأيضاً الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة فكيف يعقل دخولها فى عين من عيون الأرض) إهـ .. (2) التفسير الكبير، الرازي (21/166).
***********************
تفسير ابن كثير رحمه الله :
وقوله: { وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } أي: رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله، يراها كأنها تغرب فيه، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه، والحمئة مشتقة على إحدى القراءتين من الحمأة، وهو الطين، كما قال تعالى: { إِنِّي خَـٰلِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَـٰلٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [الحجر: 28] أي: طين أملس، وقد تقدم بيانه
تفسير ابن كثير (138/3).
*******************
تفسير البيضاوي رحمه الله و هو كالتالي :
{ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ } ذات حمأ من حمئت البئر إذا صارت ذات حمأة. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر «حامية» أي حارة، ولا تنافي بينهما لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين أو «حمية» على أن ياءها مقلوبة عن الهمزة لكسر ما قبلها. ولعله بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء ولذلك قال { وَجَدَهَا تَغْرُبُ } ولم يقل كانت تغرب. وقيل إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ «حامية» فقال «حمئة» فبعث معاوية إلى كعب الأحبار كيف تجد الشمس تغرب قال في ماء وطين كذلك نجده في التوراة { وَوَجَدَ عِندَهَا } عند تلك العين. { قَوْماً } قيل كان لباسهم جلود الوحش وطعامهم ما لفظه البحر، وكانوا كفاراً فخيره الله بين أن يعذبهم أو يدعوهم إلى الإِيمان كما حكى بقوله. { قُلْنَا يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذّبَ } أي بالقتل على كفرهم. تفسير البيضاوي (2/616).
***************
نقل الإمام القرطبي عن القفال قوله: "المراد أنَّه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق، فوجدها في رأي العين تغرُب في عين حَمِئة، كما أنَّا نشاهدها في الأرض الملساء كأنَّها تدخل في الأرض..." تفسير القرطبي (48/11).  وفيه أيضا :_  وقال الشاعر وهو تُبَّع اليمانيّ:
قد كان ذو القرنين قبلي مُسْلِماً               مَلِكاً تدينُ له الملوك وتَسْجُدُ
بَلَغَ المغاربَ والمشارقَ يَبتغِي                أسبابَ أمرٍ من حكيم مُرْشِدِ
فرأى مغِيبَ الشَّمسِ عند غروبها             في عين ذِي خُلُبٍ وَثَأْطٍ حَرْمَدِ
الْخُلُب: الطين. والثأْط: الحمأَة. والحِرْمِد: الأسود. وقال القفّال قال بعض العلماء: ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغرباً ومشرقاً حتى وصل إلى جرمها ومسّها؛ لأنها تدور مع السماء حول الأرض من غير أن تلتصق بالأرض، وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض، بل هي أكبر من الأرض أضعافاً مضاعفة، بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق، فوجدها في رأى العين تغرب في عين حمئة، كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض؛ ولهذا قال: { وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً } ولم يرد أنها تطلع عليهم بأن تماسهم وتلاصقهم
**************
وقال الآلوسي: "المراد وجدها في نظر العين كذلك؛ إذ لم يرَ هناك إلاَّ الماء، لا أنَّها كذلك حقيقة، وهذا كما أن راكب البحر يراها كأنَّها تطلع من البحر وتغيب فيه إذا لم ير الشطَّ، والذي في أرض ملساء واسعة يراها أيضًا كأنَّها تطلع من الأرض وتغيب فيها.
ولا يَرد على هذا أنه عَبَّر بوجد، والوجدان يدُلُّ على الوجود؛ لِمَا أنَّ "وَجَد" يكون بمعنى "رأى"، كما ذكره الراغب، فليكن هنا بهذا المعنى"  مفردات ألفاظ القرآن ص855، وتفسير روح المعاني، للآلوسي، (18/46).
    *****************
و قال الامام البيهقي في سننه :
: فأما قول الله عز وجل : ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) فإنه ليس بمخالف لما جاء في هذا الخبر من أن الشمس تذهب حتى تسجد تحت العرش ، لأن المذكور في الآية إنما هو نهاية مدرك البصر إياها حال الغروب ، ومصيرها تحت العرش للسجود إنما هو بعد غروبها فيما دل عليه لفظ الخبر ، فليس بينهما تعارض وليس . معنى قوله ( تغرب في عين حمئة ) أنها تسقط في تلك العين فتغمرها ، وإنما هو خبر عن الغاية التي بلغها ذو القرنين في مسيره حتى لم يجد وراءها مسلكا فوجد الشمس تتدلى عند غروبها فوق هذه العين ، أو على سمت هذه العين ، وكذلك يتراءى غروب الشمس لمن كان في البحر وهو لا يرى الساحل ، يرى الشمس كأنها تغيب في البحر ، وإن كانت في الحقيقة تغيب وراء البحر ، وفي ههنا بمعنى فوق ، أو بمعنى على ، وحروف الصفات تبدل بعضها مكان بعض
***************
يقول مصطفى صادق الرافعي في رسائله : " فلفظة (وَجَدَهَا) هنا سر الإعجاز فإن الآية لا تقرر حقيقة مغرب الشمس حتى يقال إنها خالفت العلم.. .>>>وإنما تصف الآية حالة قائمة بشخص معين.. كما يقول القائل: " نظرت إلى السماء فوجدت الكواكب كل نجم كالشرارة ". فهذا صحيح في وجدانه هو لا في الحقيقة، ولو كان القرآن كلام إنسان في ذلك الزمن، لجعلها حقيقة مقررة مفروغاً منها، ولقال: كانت الشمس تغرب.. الخ ".

*************


منه قول سيد قطب: (مغرب الشمس هو المكان الذى تغرب عنده وراء الأفق .. و هو يختلف بالنسبة إلى المواضع .. فبعض المواضع يرى الرائى فيها أن الشمس تغرب خلف الجبل .. تغرب فى الماء كما في المحيطات .. والظاهر من النص أن ذا القرنين غرب حتى وصل إلى نقطة على شاطئ المحيط الأطلسى .. فرأى الشمس تغرب فيه .. والأرجح أنه كان عند مصب أحد الأنهار حيث تكثر الأعشاب .. ويجتمع حولها طين لزج هو الحمأ .. وتوجد البرك .. وكأنها عيون الماء .. عند هذه الحمأة وجد ذو القرنين قوماً) إهـ ..

في ظلال القرآن، سيد قطب (3/2291).
  
*****************
فانظر هنا :_





    وانظر هنا :_
.



و إن قال أحدهم أن المنظر خطأ فإتهمه في عينيه ( إما أعمى أو أعور … ) أو أنه لم يذهب للبحر يوماً أو لم يرى الغروب في حياته.    

و للتوضيح انظر هنا  :_






أى شخص (حتى لو طفل صغير) يصف هذا المنظر سيقول ما أروعه الشمس سقطت فى السلة...!  فهل يجوز هذا المنظر على أنه حقيقة مطلقة ؟!
بالطبع لا لأنه مجرد وصف على رؤية الشخص فقط ولا يمكن أخذها حقيقة مطلقة على أنها بالفعل سقوط الشمس فى السلة ....

***********
وألان أيها الملحد صف لى هذا المنظر :_




أو هذا :_





حسنا وألان  تعالى معى لكى نزور الشمس فهناك طريق فى نهايته توجد الشمس ونحن سنسير لها ...تعالى معى :_








يتبين من هذا كله أن من يأخذ الاية على أنها خطأ علمى فهو غير واعى لما يقول أو يفترى كذبا وزورا

لأنه لا دخل لها بخطأ علمى أو أدبى انما هو وصف فقط لرؤية ذى القرنين لغروب الشمس
  ************



رابعاً:_
 قد جاء في القرآن ما يدُلُّ صراحةً على أنَّ الشمس تسبح في فلك لا تفارقه، وهذا مخالفٌ للفهم الذي يُحاول المفتري إلصاقه بآية سورة الكهف.
ومن الآيات الدالة على ذلك:
قوله - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [الأنبياء: 33].
وقوله - تعالى -: ﴿ لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40].
قال القرطبي: "(وكل) يعني من الشمس والقمر والنُّجوم "في فلك يسبحون"؛ أي: يَجرون، وقيل: يدورون..
فكيف يسوغ بعد ذلك أن ينسب إليه القول بغروب الشمس في عين من عيون الأرض .. ؟!
إن هذا القول أبعد ما يكون عن لفظ القرآن ومعناه ..
ولو كان هذا الفهم المغلوط مراداً لوجب أن تشرق الشمس من نفس المحل وعلى نفس القوم الذين غربت عليهم ..
وهو ما لا يظنه عاقل ..!!!!!!
----------------------
لتقريب هذا المعنى نقول: إنْ كنت متجهًا غربًا في وقت الغروب، وأمامك جبلٌ، فإنَّك سوف تَجد الشمس - في نظرك - تغرُب خلفَ هذا الجبل، فلو قلت واصفًا هذا المنظر: إنَّ الشمس اختفت خلف الجبل، فلن يفهمَ أحد من قولك هذا أنَّ الشمس تختبئ خلف الجبل حقيقة، وإنَّما المفهوم أن ذلك وقع في رأي العين.
ولم يقل القرآن: إن الشمس تغرب فى تلك العين ..
ومثل هذا كمثل ما يراه الناظر من غروب الشمس في البحر أو خلف جبل ..
فهو يجدها كذلك فيما يتبدى له ..
وهى فى حقيقتها ليست كذلك ..    




***وإن كان الذي أمامك بُحيرة، فستجد الشمسَ تغرب في البُحيرة، فلو قلت في تصوير ما تراه عيناك: إنَّ الشمسَ تغرب في البحيرة، فإنَّك لا تقصد بذلك تقرير حقيقة علمية، وإنَّما تصف ما تراه عيناك رُؤية مُجردة.

***وكثيرًا ما يرسم الفنانون مشهدَ الغروب، ويصورون الشمس وكأنها تسقط داخلَ البحر، وكذلك يصف الأدباء والشُّعراء منظر الغروب بعبارات مثل: تسقط الشمس في البحر، أو تختفي الشمس في البحر، أو تلتقي الشمس بالبحر، وهم يصورون فقط ما تراه أعينهم، ويصفون ما تشاهده أبصارهم، ولا يُقرِّرون بذلك واقعًا أو حقيقة علمية.

فإذا جاء أحدٌ فقال: إنَّ هؤلاء الأدباء والشعراء يُخالفون الحقائق العلمية، فلن يُحكَم عليه إلا بأنه سقيمُ الفهم سفيهُ الحلم.

وانظر أيها الملحد الى هذا جيدا :_


http://www.nasa.gov/multimedia/imagegallery/image_feature_347.html


"On May 19, 2005, NASA's Mars Exploration Rover Spirit captured this stunning view as the Sun sank below the rim of Gusev crater on Mars."

الترجمة: "هذه الصورة الجميلة تم التقاطها في ال19 من شهر مايو عام 2005 بواسطة جهاز مارس إكسبلوريشن روفر سبيريت (Mars Exploration Rover Spirit) التابع لشركة ناسا بينما كانت الشمس تغوص تحت حافة فوهة جوسيف على كوكب المريخ."

طبعا مع وجود ناسا فى الحوار تقتنع أيها الملحد صحيح؟!
ياللعجب وحينما يفسرها أحد المفسرين تظهر عندك مشاكل ومغالطات لا حصر لها ...!!!!! سبحان الله 




*****************
وما توفيقى الا بالله 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق